كان املي كبيرا بنقل ابن اخي الطالب في الصف السادس الابتدائي من مدرسته في النهروان الى المدرسة الوحيدة في حي الرئاسة بعد ان سكنوا فيها كون مدير المدرسة تربطني به علاقة طيبة، ولكن خاب املي تماما عندما فاتحته بالامر واجابني بالنص " اذا وجد مكانا له واقفا قرب السبورة في اي صف فسأنقله على الفور"، وكانت صدمتي اكبر عندما دخلت الصفوف وشاهدت حشود الطلاب متكدسين في صف او كرفان او غرفة بنيت من البلوك وسقفت بالسندويج بنال، بهذا الكلام المختصر يشرح احد اهالي منطقة الرئاسة حالة اربع مناطق سكنية تقع شرق بغداد في الجهة المقابلة لمنطقة العبيدي، تفتقد جميعها لمباني المدارس بشكل تام ولم تشيد بها الا مدرسة واحدة سعتها (6) صفوف!!.
مدرسة واحدة
يسترسل الحاج سالم حسن الشمري في حديثه لوكالة نون الخبرية عن فقدان اربع مناطق مترامية الاطراف وذات كثافة سكانية لوجود المدارس بالقول ان" المناطق المقابلة الى منطقة العبيدي القديمة الواقعة شرق بغداد تضم احياء الرئاسة والحسين الثانية والزراعي والضباط، وتفتقد الى وجود المدارس بشكل نهائي، وما موجود فقط مدرسة ابتدائية شيدتها قوات الاحتلال الاميركي للقرية التي كانت تسمى قرية "عرب شيراد" وبيوتها قليلة وتقع نهاية شارع المعامل والمصانع، وسعتها ستة صفوف فقط، كما شيد مستثمرين مدرستين اهليتين في المنطقة، لكن لا يستطيع اغلب اولياء الطلبة تسجيل اولادهم، لان اجور الدراسة فيها غالية ولا تناسب مستواهم الاقتصادي المحدود او المتدني، ولان سكان المنطقة اغلبهم من الكسبة والفقراء، ويزيد عدد العائلات الساكنة في تلك المناطق على (20) الف عائلة، ومدرسة "العزائم" الابتدائية المختلطة تشهد تكدس غير طبيعي لاعداد الطلاب الدارسين فيها، ويصل عدد الطلاب في الصف الواحد الى (100) طالب دون مبالغة، وفيها (6) صفوف مبينة بشكل نظامي وصفوف اخرى من الكرفانات التي توضع للطلبة في حالات الطوارئ، مثل المهجرين او اثناء حصول الكوارث الطبيعية والحروب، وما زالت الكرفانات معتمدة كصفوف دراسية منذ اكثر من (15) في المدرسة، ولعدم سعة المدرسة اضطر الاهالي والملاك التدريسي الى جمع الاموال وبناء ثلاث صفوف اخرى بمادة البلوك وتسقيفها بـ"السندويج بنل" المخالف لتعليمات الدفاع المدني من جيوبهم الخاصة، وعجزوا عن اكمال ثلاث صفوف اخرى، بسبب قلة التبرعات، ولاثبات صحة كلامي فإني حاولت نقل ابن اخي الطالب في الصف السادس الابتدائي بعد سكن عائلته في منطقتنا وعندما طلبت من مدير المدرسة الذي تربطني به علاقة صداقة اخبرني "اذا وجدت مكان له ليقف بجانب السبورة ليحضر دروسه سانقله فورا" وهي معاناة لا يشعر بها الا من يريد لابنائه اكمال دراستهم ".
نقص حاد بالمباني
هذه المدرسة تقع خلف المعامل والمصانع وفيها مخاطر على الطلاب، هكذا يوصف "ابو فؤاد الشمري" حال المدرسة ويضيف ان" موقعها خلف المنطقة الصناعية فيه مخاطر على الطلاب لانها منطقة غير مأهولة بالسكان وفيها معامل ومصانع جميعها تغلق ابوابها والعمال يعملون في الداخل، وقد يتعرض الطلاب الى اي مخاطر من الحيوانات مثل الكلاب السائبة او اعتداءات من العمال الاجانب الكثيرين الذين يعملون في المعامل، ولا يوجد احد ليدافع عنهم، كما ان جميع شوارع المنطقة الصناعية التي كانت مبلطة ونظامية لغاية العام (2010)، ثم حصلت عليها تجاوزات من اصحاب المعامل تحولت الى اتربة وحفر واطيان، وفي موسم الشتاء للطلاب معاناة كبيرة في الوصول الى مدرستهم، حيث تبعد مسافة بين (2 ـ 3) كيلومتر عن مناطقنا السكنية، ومطالبنا تتقدمها ضرورة وحتمية بناء المدارس، وتعاني مناطقنا من نقص حاد جدا في عدد المباني المخصصة لهذا الغرض، حيث نحتاج الى عشر مدارس منها اربعة ابتدائية للبنين والبنات واربع مدارس متوسطة للجنسين ومدرستين اعداديتين للذكور والاناث، حتى تكفي لاستيعاب ابنائنا الموزعين على مدارس العبيدي وشهداء العبيدي والكمالية وغيرها، ناهيك عن المدارس الاهلية، والذين تتزايد اعدادهم عاما بعد آخر".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- بينهم عروس تستعد ليوم زفافها :قصف وحشي في بعلبك يخلف (19) شهيدا منهم (14) طفلا وأمرأة
- (122) شهيد وجريح في قصف واحد.. سيدة لبنانية تروي قصة استشهاد شقيقتها و(5) ومن افراد عائلتها
- رئاسة المشهداني.. هل تمهد لعودة الزعامات الكلاسيكية؟