مع بلوغ نسبة التصحر نحو 70 بالمئة من الأراضي العراقية، بسبب نقص الإمدادات المائية القادمة من تركيا وإيران وفشل الحزام الاخضر، تسعى الحكومة إلى إيجاد الحلول لإنهاء هذه الأزمة.
فبعد تخصيص الحكومة خلال العام الماضي، ستة مليارات دينار للقضاء على ظاهرتي الملوحة والتصحر، كشفت في خطوة جديدة هي الأولى في العراق، عن زراعة مليون شجرة جوجوبا في بادية السماوة.
وقال رئيس هيئة استثمار المثنى، عادل داخل الياسري، إن "استثمار المثنى بدأت بزراعة مليون شجرة (جوجوبا) في بادية السماوة وللمرة الأولى في العراق"، لافتا إلى ان "هذا المشروع من المشاريع البيئية المهمة التي تكافح التصحر، وتستهلك كميات قليلة جداً من المياه".
وأضاف، ان "زراعة هذا النوع من الأشجار في بادية السماوة سينعكس بشكل ايجابي على المحافظة بشكل خاص والعراق بشكل عام"، مبيناً أن "عمر هذه الشجرة يصل الى (200) عام، وتتحمل قلة المياه ودرجات الحرارة العالية ولها شبكة جذور قوية تمتد في التربة".
واشار إلى ان "الذهاب نحو زراعة الجوجوبا سيسهم باستصلاح المناطق الصحراوية وتثبيت التربة ومنع تعريتها".
وتابع ان "نبات الجوجوبا والذي يعد نوعاً من المكسرات له فوائد عظيمة منها انتاج الزيوت التي تدخل في العديد من مستحضرات سوائل الغسول والصابون والمراهم الطبية، وكذلك يدخل في صناعة مستحضرات التجميل".
ولفت إلى ان "الزيت الشمعي للجوجوبا يستعمل في طلاء الأثاث والأرضيات، وصناعة الشموع عالية الجودة بطيئة الاحتراق، كما يستخدم في الوقود الحيوي".
وفي العاشر من تموز الماضي، أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء حميد الغزي، قرب معالجة ظاهرة الملوحة في نهر الفرات وتحويل الأراضي الصحراوية بين المثنى وذي قار لمساحات خضراء، مشيراً إلى إنجاز 114 مشروعاً متلكئاً خلال 13 عاماً.
وفي وقتٍ سابق، حذر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فولكان بوزكير، من تداعيات التصحر، مشيراً إلى أن فقدان مزيد من الأراضي الزراعية سيزيد من مخاطر وقوع ملايين المزارعين في براثن الفقر.
وبحسب الأمم المتحدّة، فإنّ 3.5% من الأراضي الزراعية في العراق فقط مزوّدة بأنظمة ري.
ويفقد العراق 100 ألف دونم زراعي من مجموع 32 مليون دونم سنوياً بسبب التصحر وطرق الري البدائية في البلاد والإهمال الحكومي منذ الاحتلال الأمريكي للبلاد عام 2003.
ولا توجد معالجات حقيقية لهذا الموضوع حتى الآن، بحسبما ذكرت لجنة الزراعة والمياه النيابية في حزيران الماضي.
ويعتمد العراق في تأمين المياه بشكل أساسي على نهري دجلة والفرات، وروافدهما التي تنبع جميعها من تركيا وإيران وتلتقي قرب مدينة البصرة جنوب العراق لتشكل شط العرب الذي يصب في الخليج العربي.
ويعاني العراق منذ سنوات من انخفاض متواصل في الإيرادات المائية عبر نهري دجلة والفرات، وتفاقم أزمة شح المياه كذلك تدني كميات الأمطار الساقطة في البلاد على مدى السنوات الماضية.
أقرأ ايضاً
- مكتب السيد السيستاني ينشر استمارة لتسجيل المرضى النازحين في لبنان لمعالجتهم (سجّل من هنا)
- الجامعة العربية تؤيد طلب العراق بعقد جلسة لمواجهة تهديدات الكيان الصهيوني
- أدلى بمعلوماته الشخصية.. ممثل المرجعية العليا يؤكد على اهمية التعداد السكاني للعراقيين جميعاً(صور)