اكد مواطنون وطباخون مختصون باعداد اكلة الكلم ان اصلها كربلائي وزراعتها وطبخها لا يخلوا منه بيت كربلائي قديم، وانها كأكلة لذيذة انتقلت من كربلاء المقدسة الى مدينتي النجف الاشرف والكاظمية المقدسة، وكثير من الشباب الذين يجهلونها اصبحوا من الزبائن الدائميين في المطاعم التي تعدها، بعد ان تعرفوا عليها.
زراعة كربلائية
وقال المواطن عبد الحميد الكربلائي لوكالة نون الخبرية ان" نبات الكلم هو زراعة كربلائية بحتة تختص بها محافظة كربلاء المقدسة، وتفتقد باقي المحافظات لزراعة هذا المحصول بالرغم من توفره في اسواقها، ويقتنون الكلم من كربلاء المقدسة وطريقة طبخه لا يعرفونها، وكان مزارعوا كربلاء المقدسة قبل اكثر من (60) عاما مختصين بزراعة الكلم، كون نوعية التربة التي يزرع بها هذا الثمر خاصة تتطلب توفر امور خاصة لزراعته مثل منطقتي الشبانات والبهادلية، وكذلك المنطقة التي كانت سابقا زراعية وعبارة عن مجموعة بساتين التي تقع على طريق المستشفى الحسيني وتقل فيها حركة الناس باستثناء الفلاحين والمزارعين، ويمتاز ثمر الكلم الكربلائي بطعم ورائحة طيبين، ويمكن للسائر في اي زقاق من ازقة كربلاء المقدسة شم رائحته ما يطبخه اهل الدار من مسافة معتد بها".
واضاف ان" الكلم يطبخ بعد مزجه مع الرز وقطع من لحم وشحم البقر والدهن الحر، وقد انتقلت تلك الاكلة من كربلاء المقدسة الى محافظة النجف الاشرف عبر اهالي مناطق (المشاهدة) واهالي الكاظمية المقدسة ايضا، وكان الفلاحين يجلسون بعد انتهاء عملهم عصرا بعد انتهاء اعمالهم، وكنت صغيرا اركب على دوابهم، وكان رائحة الكلم تفوح من (الخرج) المثبت على ظهور الحمير، ".
اكلة قديمة
من جانبه اشار الطباخ طالب الكربلائي لوكالة نون الخبرية ان" الكلم تعتبر من الاكلات الكربلائية القديمة، واهالي المدينة القدماء الاصلاء يعرفونها جيدا، وهي اكلة محببة لذائقة الناس وخاصة القدماء منهم الذين يعرفون فوائدها الصحية ولذيذ نكهتها، اما الاجيال الحالية ممن هم في اعمار الشباب لا تتوفر لديهم المعلومات عنها لان طبخها بات يقتصر على بعض البيوتات الكربلائية، وهي اكلة طيبة بنكهتها وطعمها وطبخها، واكثر زبائننا من الاعمار الكبيرة من الشيبة وكبار السن ويعرفون موعد طبخها في يوم الاربعاء فتراهم يأتون مبكرا، او يحجزون مكانا في مطعمنا، او يوصون قبل يوم عبر الاتصال لشراء وجبة او اكثر، وكثير من الشباب الذين كانوا لا يعرفونها وبعد ان تذوقوها اصبحوا زبائن دائميين لها، ويأتون كل يوم اربعاء لاكلها، وتقطيع الكلم يكون باحجام صغيرة ناعمة وطريقة انضاجه على النار (الحمس) تختلف عن اعداد البطاطا او باقي المحاصيل، لانها تحتاج الى تدوير مستمر حتى يبقى على لون واحد، وطبخها متعب جدا لذلك يتحاشى كثير من المطاعم طبخها رغم طلبها من كثير من الزبائن".
في دول مجاورة
فيما بين الطباخ الكربلائي حيدر حمودي لوكالة نون الخبرية ان" ثمرة الكلم تتميز بزراعتها وطبخها من قبل اهالي كربلاء المقدسة قديما، وتطبخ في البيوت الكربلائية الاصيلة، وقليل جدا من المطاعم تقدم هذه الاكلة او تطبخها، وزبائن الجيل الحالي يبحثون عن الاكلات السريعة والجاهزة، وتعرف هذه الاكلة ايضا في دول مجاورة للعراق مثل ايران وتسمى عندهم ايضا بالكلم وتباع في اسواق الخضراوات، وتطبخ بنفس الطريقة تقريبا".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)