كثيرة هي الاسواق في بغداد ومتعددة تخصصاتها وامكنتها، فهذا سوق الصفافير وذلك السوق العربي وقربه الشورجة وعكد النصارى وسيد سلطان علي وسوق هرج وسيد سلطان علي وحافظ القاضي، ولكن سوقا جديدا فتح ابوابه في بغداد له ميزات خاصة يختلف عن باقي الاسواق، ونستطيع تسميته بسوق "ليلة الجمعة"، فهذا السوق تعرض فيه بضائع مئات الباعة ويقصده الملايين من بغداد وباقي المحافظات بعد منتصف ليل الخميس، وينتهي عمله في صباح يوم الجمعة وقبل ظهيرتها فقط، اي حوالي نصف يوم في الاسبوع،
لكنه زاخر بمواد عشرات الاسواق، واسعاره رخيصة جدا، والغريب في الامر ان اصحاب محال تجارية اغتنموا الفرصة واصبحوا باعة بسطات وارصفة في هذا السوق الذي لا تتعدى ساعات عمله (12) اسبوعيا معتبرين انه نافذة بيع دسمة.
زخما كبيرا
ويقول البائع عباس عاصم (ابو باسل) لوكالة نون الخبرة ان هذا السوق تأسس منذ سبعينيات القرن الماضي لكن باوقات عمل مختلفة، وكان محصورا بين منطقة النهضة لغاية اسفل مقطع الجسر الذي يعتبر جزء من طريق محمد القاسم الدولي، وفي الوقت الحالي تمدد السوق الى ان وصل الى معارض السيارات في النهضة وتقاطع شارع شركة الظلال وتباع فيه مختلف انواع الحاجات التي يبحث عنها المواطن، اما الوقت الحالي الذي يبدأ العمل فيه قبل منتصف ليل يوم الخميس الى صباح يوم الجمعة وبدأ العمل بهذا التوقيت قبل خمس سنوات تقريبا، ويقدر عدد الباعة والمتبضعين من هذا السوق سنويا بحوالي (20) مليون مواطن، ويشهد السوق زخما كبيرا من منتصف الليل الى الساعة الثالثة فجرا، ثم تقل حركة المتبضعين، ويعاد النشاط من ساعات الصبح الاولى ويغلق بعدها، وما يميز هذا السوق عن باقي اسواق العراق انه يقام ليل الخميس الى صباح الجمعة من كل اسبوع فقط".
اما البائع نمير جمعة (ابو حسين) فبين لوكالة نون الخبرية ان " المتبضعين من هذا السوق على انواع، فمنهم من يبحث عن حاجة مستعملة لكنها تعمل ويقوم بشرائها بعد الفحص، وهناك مصلحي الاجهزة سواء الكهربائية او غيرها يأتون لشراء الحاجات لتكون قطع غيار لهم في اعمالهم، وآخرون هم الذين يسمونهم (البياعة شراية) اي الذين يقتنون الحاجة باسعار رخيصة لغرض بيعها والكسب منها، والباعة في هذا السوق كل واحد منهم يعمل باختصاصه، فمنهم من يبيع الاجهزة الكهربائية وغيره يبيع الادوات الاحتياطية وثالث يجلب حاجات من بيته ليبيعها في السوق، وهناك نوعان مستفيدان بشكل اكبر من الباعة وهم الدوارة او ما يسمونهم الناس (العتاكة) الذين يجمعون خلال ايام الاسبوع مختلف الحاجات ليعرضوها للبيع في هذا السوق، وكذلك اصحاب محال تجارية يعتبرون هذا السوق منفذ بيع قوي، لان الشهرة السائدة عنه ان اسعار المواد فيه رخيصة، فتراهم يزاحمون الباعة ويتخذون من الارض مكانا لبيع بضائعهم المستوردة، ويقصد الناس من جميع المحافظات هذا السوق لما يعرض فيه من بضائع رخيصة او نادرة وقد تصل اسعار المواد المباعة في المحال التجارية مئة الف دينار فيجدها في السوف بخمسة وعشرون الف دينار، واغلب تلك المواد تشترى من (العتاكة)، ومثل باقي اسواق بغداد توسع هذا السوق الى مسافة كيلومترين بعد ان كان مختصرا تحت جسر النهضة، واصبح لكثير من الباعة زبائن دائميين وخاصة مصلحي الاجهزة الكهربائية مثل المراوح والماطورات، ومصلحي المدافئ لانهم يجدون ما يريدون عندنا".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- تسعيرة حكومة بغداد المحلية للإعلام فقط.. أصحاب المولدات الاهلية لم يلتزموا بالتسعيرة الجديدة
- غياب "حجر البيئة" في السيارات.. سبب كبير للتلوث في بغداد
- بالفيديو:البصرة وشناشيلها وخليجها في عدسة وكالة نون الخبرية