تسمى مقاطعة كرارة بالدورة وهي ثلاث احياء سكنية وزعتها وزارة النفط على منتسبيها من العاملين في مصفى الدورة، وهي تحيط بالمصفى من ثلاث اتجاهات، الاول يقع بشكل ملاصق لحي الجمعية الواقع على يسار بوابة مصفى الدورة، والثاني يقع خلف المصفى باتجاه نهر دجلة، والثالث يقع في الجهة المقابلة للمصفى على الخط السريع القادم من بغداد الجديدة، هذه الاحياء تقطنها ستة الاف عائلة او اكثر، وزعت بيواقع (٢٠٠ ــ ٣٠٠) متر مربع للقطعة الواحدة بسندات رسمية مسجلة في دوائر التسجيل العقاري، ورغم ان وزارة النفط من اغنى الوزارات الحكومية، الا ان موظفيها يسكنون في مناطق فقيرة جدا بالخدمات ويعيشون في اجواء صعبة.
بلا مجاري
وفق التصاميم الهندسية المعتمدة ببناء المدن والاحياء السكنية في جميع دول العالم، ان تبدأ عمليات بناء المساكن عموديا او افقيا بعد الانتهاء من اعمال البنى التحتية المتمثلة بشبكات مجاري المياه القيلة ومياه الامطار وشبكات الاتصالات والكيبل الضوئي والكهرباء والماء وغيرها، الا ان التنفيذ في العراق يأتي على العكس تماما، وحاليا في جميع المحافظات تجد احياء كاملة لا توجد بها بنى تحتية ومنها دور النفط في الدورة التي قال عنها المواطن يونس خلف مجيد لوكالة نون الخبرية ان "منطقة دور النفط قرب الجمعية وزعت في العام (٢٠٠٥) لموظفي مصفى الدورة، وفي بداية انشاء المنطقة السكنية بعد سنوات من توزيعها كانت تفتقد لجميع الخدمات بما فيها الماء والكهرباء، وهي تخلوا منذ بنائها الى الآن من خدمات شبكات مجاري المياه الثقيلة وتصريف مياه الامطار، وتعتمد العائلات على (البالوعات) لتصريف المياه الثقيلة من البيوت، وبين مدة واخرى نتصل بآليات البلدية التي تقوم بسحب المياه مقابل اجور تقدم لهم، وعند هطول الامطار دائما ما تطفح او تمتلئ ويصبح التصريف بطيئا او تتجمع المياه امام دور المواطنين، وكثيرا ما تحضر اليات امانة بغداد لسحب المياه بعد كل زخة مطر لانهم يعلمون بما تتحول اليه مناطقنا".
شوارع طينية
ويتابع كلامه بالقول ان "شوارع منطقة دور النفط الملاصقة لحي الجمعية تتحول بالكامل عند كل هطول للامطار الى اوحال وبرك واطيان وتصبح الحركة صعبة جدا لانها تفتقر الى تبليط الشوارع باكملها، وتطفح البالوعات وتغرق الشوارع، ويتأذى كل المواطنين من هذا الحال، ويجد الموظف والطالب وصاحب المهنة الحرة صعوبة في التنقل، لان من الصعب السير في الوحل والاطيان، وحتى من يمتلك سيارة او لديه خط سيارة تلحق بسيارتهم اطيان كثيرة وتصعب حركتهم، ولا نعرف متى تلتفت الجهات المسؤولة الى مناطقنا الثلاثة التي تعتبر في قلب بغداد وتقوم بانشاء شبكات مياه الامطار والمياه الثقيلة وتبليط الشوارع، لانها حق مكتسب للمواطن خصوصا ان المنطقة اصبحت مأهولة بالسكان بالكامل ولا تحتاج الا الى ادراجها في خطط امانة بغداد وتخصيص الاموال اللازمة لتنفيذها لاننا في كل عام نشهد اقرار موازنات كبيرة".
خدمات مفقودة
لم يقف الامر عند المجاري والتبليط فتلك المناطق فقيرة بجميع الخدمات الاخرى يشير اليها "ابو علي" بالقول ان "المنطقة تخلو من جميع الخدمات التي تتمتع فيها كل المناطق السكنية فلا توجد فيها حضانة او روضة او مدارس ابتدائية او متوسطة او اعدادية، ويضطر ابنائنا وبناتنا الى الذهاب الى حي الجمعية المجاور لنا، وهناك خطورة على تنقل الطلاب الذين لا يتمكنون من تأجير خطوط نقل لان شارع الجمعية مرتبط بالخط السريع ومصفى الدورة وحركة السيارات فيه كثيفة، ومن يلجأ الى تأجير الخطوط يترتب على عائلته تحمل اجور النقل وخاصة من لديهم اكثر من طالب في المدرسة، ولا يوجد مركز شرطة في المنطقة ومن يحتاج الى مراجعة مركز الشرطة فعليه الذهاب الى مركز شرطة الدورة في حي الآثوريين الذي يبعد لمسافة كيلومترات عن مناطقنا".
شوارع مغلقة
ويكمل حديثه قائلا ان "الاحياء الثلاثة تفتقد الى وجود مستوصف صحي او عيادة شعبية تعالج المرضى ونضطر الى مراجعة مستوصف حي الجمعية الذي اصبح عليه زخم كبير، وتفتقد المنطقة الى مراكز الدفاع المدني والاطفاء، وكذلك المتنزهات والاسواق ومناطق الترفية، بالرغم من وجود مساحات فارغة مخصصة لها في التصميم الاساس للاحياء السكنية، وتوجد فيها عشرات الازقة وستة شوارع رئيسة منها شارعان يرتبطان بالخط السريع، واربع شوارع مرتبطة بحي الجمعية، شارع واحد مفتوح وثلاث اخرى استولى مواطنين على ارضها وبنوا دورا عليها ليقطعوا تلك الطرق بين منطقتنا والجمعية"، مشددا على ان " مطالب اهالي تلك الاحياء الثلاثة واولوياتهم هي انشاء شبكات المجاري وتبليط الشوارع والازقة".
(٦) الاف مسكن
من جانبه اكد "علاء الكرطاني" صاحب مكتب عقار في المنطقة لوكالة نون الخبرية ان "احياء دور النفط التي يسمى رسميا (مقاطعة ٧و ٨ و ١٨ / ٤ كرارة) تصل عدد الوحدات السكنية فيها الى اكثر من (٦٠٠٠) وحدة سكنية لكن يسكنها اضعاف من العائلات، ومنها الملاصقة لحي الجمعية تصل اعداد منازلها الى (١٥٠٠) منزل تقريبا تسكنها اكثر من ثلاث الاف عائلة، وبدأت حركة البناء وانشاء المساكن منذ عام (٢٠٠٥ ــ ٢٠٠٦) تقريبا، وتفتقد الاحياء الثلاثة بشكل اساسي لانشاء شبكات المياه الثقيلة والامطار، كما تفتقد لابسط الخدمات المتوفرة في باقي المناطق، مثل المدارس والمستوصفات والمتنزهات والاسواق والخدمات الاخرى، وما يميز تلك المناطق ان الاراضي المخصصة لبناء تلك المشاريع الخدمية موجودة في خرائط التصميم الاساس، وعلى ارض الواقع ولم يستحوذ عليها الاخرون او تستولي عليها جهات متنفذة، ولم تقدم للمواطنين فيها الا خدمات ايصال ماء الاسالة والكهرباء الوطنية، بالرغم من ان عدد العائلات كبير جدا واكثر من عدد المنازل لان هناك بيوت تسكنها ثلاث عائلات وبيوت اخرى قسمت الى ثلاث مشتملات او اربعة، ولا توجد مطالب للناس الا احياء مناطقهم بالتبليط والمجاري وابعادهم عن المعاناة اليومية، وهي مطالب بسيطة جدا، وقد طالب اهالي المنطقة كثيرا بهذا الامر وحضر عدد كبير من المسؤولين ولم يجني الساكنون الا الوعود منهم".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)
- الدوام الثلاثي.. كابوس يطارد الطلبة والتربية: أنجزنا 500 مدرسة ونحتاج لـ8 آلاف