- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الإرهاب...لادين له...عبر التاريخ /30
بقلم : عبود مزهر الكرخي
معركة الكرامة
هي معركة بين الجيش الأردني والفدائيين ضد الجيش الإسرائيلي من جهة أخرى في 21 آذار 1968 .
انتصر الفدائيون والجيش الأردني تحت قيادة العميد الركن مشهور حديثة (1) في ذلك الوقت في هذه المعركة انتصارا مدويا حيث قتل من الإسرائيليين 250 جنديا وجرح 450 في اقل من 15 ساعة وشهدت العاصمة عمّان جنازير الدبابات الإسرائيلية المحترقة مسحوبة بعربات وبداخلها جنود إسرائيليون قتلوا أثناء المعركة.
بدأت المعركة عندما دخلت القوات الإسرائيلية الأراضي الأردنية للقضاء على المقاومة الفلسطينية واحتلال تلال البلقاء ولكنها صدمت بالمقاومة العنيفة من المدفعية الأردنية وبعد 10 ساعات من القتال طالب الإسرائيليون ولأول مرة بالتاريخ بوقف إطلاق النار لكن الملك الحسين بن طلال رفض ذلك إلى حين خروج جميع القوات الغازية.
وبعد انقضاء 15 ساعة اضطر الإسرائيليون للانسحاب مهزومين.
في أول انتصار لجيش عربي على إسرائيل وبعد عدة أشهر على الهزيمة في عام 1967.
وجد الجيش الأردني بعد انتهاء المعارك وثائق تدل ان الإسرائيليين كانوا ينون احتلال مناطق واسعة في شرق الأردن كما أفادت الوثائق ان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه دايان كان ينوي دعوة الصحافة الإسرائيلية للاجتماع معه على إحدى تلال البلقاء بعد انتهاء الاجتياح.
أهداف المعركة
تقول الرواية الأردنية، إنه رغم إعلان إسرائيل أنها قامت بالهجوم لتدمير قوة المقاومين العرب في بلدة الكرامة، فإن هدف العدوان كان مغايرا، وهو تحطيم القدرات العسكرية للقوات والقيادة الأردنية وزعزعة ثقتها بنفسها بعد حرب يونيو/حزيران 1967، واحتلال المرتفعات الشرقية والاقتراب من العاصمة عمان، للضغط على القيادة الأردنية ومساومتها سياسيا مستقبلا.
ويقول الجيش الأردني إن العدو فشل في مخططاته التي عرفت من الوثائق التي كانت لدى القادة الإسرائيليين وتركت في ساحة القتال، وهي احتلال المرتفعات الشرقية ودعوة الصحفيين لتناول طعام الغداء في عمان (2).
وبعد استعراضنا لهذه المعركة أن القي الضوء على مسألة مهمة وهي من هم أدوات القمع التي يستخدمها الكيان ومعهم محور الشر أمRيكا وحلفائها الغربيين ، ولكن قبل ذلك نعرج على حادثة حدثت في فلسطين في القرن الماضي وهي : في سطر منزو لا يكاد يلتفت إليه من مذكرات الحاج أمين الحسيني، يروي أنه اعتصم بالمسجد الأقصى حين كان مطاردا مطلوبا للسلطات الإنجليزية التي كانت تحتل فلسطين، ولأن المسجد الأقصى ذو قدسية دينية فقد بقيت القوات الإنجليزية تحاصر أسوار القدس تحاصر المسجد الأقصى دون أن تقتحمه، وظل هذا الوضع لثلاثة أشهر.. ثم تفتقت العقلية الإنجليزية عن حل آخر؛ جاءوا بقوة عسكرية من مسلمي الهند (التابعين للجيش الإنجليزي) لاقتحام الأقصى والقبض على الحسيني ومن معه من المجاهدين. ولأن هذه القوة "المسلمة" لن تتورع عن انتهاك حرمة الأقصى، فقد اضطر الحسيني إلى المجازفة والمغامرة، ونفذ خطة هروب من الحصار ثم من فلسطين لكي لا تنتهك حرمة الأقصى!. وهذه الواقعة المصغرة هي إرهاص قديم لما يفكر المحتل الصهيوني وحتى دول محور الشر ، حيث من المعلوم أن أي محتل أجنبي لا تنقصه أي ذرة من الأجرام ولا العداوة ، لكنه يتورع عن انتهاك المقدسات ، خشية أن يكون انتهاكه هذا مثيرا لمشاعر الشعوب. وفي ذلك الوقت يأتي المحتل وبضمنهم الصهاينة بعملائه التابعين له لتنفيذ تلك المهمة الخطرة والقذرة في نفس الوقت والتي لم يتمكن المحتل من ادائها بنفسه.
ولهذا ما يجري في الضفة الغربية هو بتعاون الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وبتنسيق كامل وهذه قمة الكارثة أي وكما يقول المثل عندنا في الجنوب(إذا شاهدك طلع من بيتك ، حل قتلك) وهذا ما يعمل عليه الصهاينة ومعهم حلفائهم الأمRريكان ومحور الغرب الشرير.
ولذلك كانت هناك حاجة ملحة إلى التفكر والتأمل في الطريقة التي أمكن بها للاحتلال تجنيد عدد من المسلمين، إلى الحد الذي يجعلهم يرتكبون ما لا يمكن للاحتلال نفسه أن يرتكبه! فكيف قد اشتد وصعب على الكافر الذي لا يرى للمسجد الأقصى حرمة أن يقتحمه، ثم هذا الصعب نفسه قد هان وسهل على الجندي المسلم الذي يفترض أنه يعظم المسجد الأقصى تعظيما دينيا مبعثه القرآن والسنة والتاريخ الطويل الحافل الممتد لأسلافه المسلمين؟!
ولهذا هل كنا نعرف هل كنت تعرف أنت قبل أن أتلو عليك قصة أمين الحسيني أن كتيبة هندية مسلمة كانت ستقتحم المسجد الأقصى للقبض على الحسيني؟!.
ويقول الكاتب والباحث محمد الهامي (3) في مقال له " هذا المسلسل يجب أن ينبهنا إلى سؤال المستقبل: ترى متى ستقتحم الجيوش العربية فلسطين لتحارب إلى جوار إسرائيل ضد حركات المقاومة؟!
هل بدا لك السؤال غريبا أو موغلا في التشاؤم؟! لا بأس.. فبم تفسر إذن أن الجيش المصري الذي كان تابعا للاحتلال الإنجليزي قد ساهم في احتلال القدس عام 1917 تحت قيادة الجنرال الإنجليزي ألنبي؟ وكيف ساهم الجيش الأردني في تنفيذ قرار التقسيم تحت قيادة الجنرال الإنجليزي جلوب باشا؟!
إذا عدنا بالزمن قرونا وقلنا للناس وقتها: ما رأيكم أن يقتل المسلمون في بلد، فتعمل الجيوش الإسلامية في البلاد المحيطة على حصارهم وإغلاق المنافذ عليهم.. هل تراهم يصدقون أو يستوعبون؟!
فإذا لم يكونوا ليصدقوا في ذلك الزمن، فماذا يمنع أن يأتي زمان قادم يكتب فيه كاتب من المستقبل: أن الجيوش العربية اقتحمت غزة والضفة الغربية لمساندة إسرائيل في القضاء على حماس والجهاد الإسلامي وبقية حركات المقاومة؟! "....ويضيف " يجب أن نتوقع هذا الأسوأ، على الأقل لكي نتجنب أن يحدث.. إن الجيوش العربية تقوم بدور عظيم فعلا في حماية إسرائيل، وتكبيل الشعوب وإنهاكها وسلب مواردها وأبنائها.. ما بقي لها إلا أن تقوم بدورها الأخير في القتال معها! السؤال فقط: متى؟ " (4).
ولهذا فأن الحكام العرب الخونة ومعهم كل سلطاتهم سوف نتوقع وباعتقادي المتواضع أن هذا سوف يحدث لا محالة : أن يأتي يوم سوف يقومون بنشر جيوشهم مع اسرائيل للتخلص من حماس والمقاومة الإسلامية الفلسطينية ، بل وحتى محور المقاومة الإسلامية في الوطن العربي وفي مقدمتها حزB الله وفي العراق واليمن والعراق ، وهذا ما قال الدبلوماسي الأمريكي السابق دينيس روس، إن إسرائيل وأمريكا ليستا الدولتين الوحيدتين اللتين ترغبان في تدمير حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، مؤكدا وجود قادة عرب يرغبون أيضا في القضاء على الحركة التي شنت هجوم واسعا على دول الاحتلال في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
جاء ذلك في مقال نشره روس بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، للتعبير عن تأييده للحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة. ويضيف ان السبب في ذلك ونقل عن المسؤولين قولهم إنه "إذا اعتبرت حماس منتصرة، فإن ذلك سيضفي الشرعية على أيديولوجية الرفض التي تتبناها الجماعة، ويعطي نفوذا وزخما لإيRان والمتعاونين معها، ويضع حكوماتهم في موقف دفاعي".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ ترقى فيما بعد برتبة فريق وأصبح رئيسا لأركان الجيش الأردني
2 مأخوذ من مقال بعنوان("معركة الكرامة" في الأردن.. "النزهة" التي تحولت إلى فاجعة لإسرائيل).موقع الجزيرة. باب الموسوعة ، الأردن. منشور بتاريخ : 19/3/2023.
3 ـ باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية، صدرت له 7 كتب منها: رحلة الخلافة العباسية (3 مجلدات)، نحو تأصيل إسلامي لعلم الاستغراب، منهج الإسلام في بناء المجتمع، محيي الدين بيري ريس، التأمل.
4 ـ مأخوذ من مقال بعنوان(هل أتاك نبأ الكتيبة المسلمة التي كادت تقتحم الأقصى؟). بقلم الكاتب الباحث محمد الهامي. موقع الجزيرة. باب مدونات. منشور بتاريخ : 6 / 11 /2023.
أقرأ ايضاً
- معارضة مذهب التشيع.. نافذة على التاريخ
- التاريخ ليس شريفاً للغاية ..
- دور المواطن الكربلائي في التاريخ