الله أكبر بـ 7 آلاف دينار! الفقير من أين له مال؟ بهذه الكلمات وبنبرة صوت مبحوحة عبر أحد المواطنين، عن استيائه من ارتفاع سعر طبقة بيض المائدة في الأسواق العراقية.
ويقول المواطن عاصم محمد (50 عاماً) في حديث لوكالة نون الخبرية، أنه "لا يقتصر هذا الحال على البيض فحسب، بل أغلب البضائع المستوردة والمحلية باتت أسعارها تغلي على صفيح ساخن نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار، والراتب نفسه، ونتمنى من الحكومة العراقية اتخاذ إجراءات لدعم المواطن الفقير من خلال زيادة مفردات الحصة التموينية، لأننا سئمنا من الأزمات التي تلاحقنا والمبررات الكثيرة والمثيرة، ولا أمل إلا بحكومة جادة وصادقة".
أسباب عديدة لارتفاع سعر بيض المائدة في الأسواق المحلية
رئيس قسم خدمات الثروة الحيوانية في مديرية زراعة كربلاء عامرة عامر الحافظ ذكرت خلال حديثها لوكالة نون الخبرية، انه "منذ (20) يوماً هناك ارتفاع في أسعار البيض بالسوق المحلية ومن جملة الأسباب هو ارتفاع أسعار البيع في السوق العالمية، والعراق سوق مفتوح يدخل له المنتج من مناشئ مختلفة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف في الأسواق العالمية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وسعر صرف الدولار أثر بشكل كبير على أسعار (أفراخ الدجاج) والعلف واللقاحات، والانخفاض التدريجي لدرجات الحرارة والاقتراب من فصل الشتاء، حيث تستهلك العائلة العراقية بيض المائدة بشكل أكثر من باقي الأيّام".
ونوهت الحافظ، أن "ارتفاع الاسعار ليس بسبب المربين، إنما بسبب بعض التجار، والمربي يسعى لتغطية نفقات الأعلاف واللقاحات والتربية والإدارة والمولدات".
جزر القطعان وتبديل الكارتون الأجنبي بالعراقي
وكشفت الحافظ إن "سبب انخفاض أسعار البيض في الأسواق المحلية قبل مدة كان نتيجة اجتياح البيض المهرب من خلال تبديل الكارتون الأجنبي بالكرتون العراقي، وهناك مخاطبات من قبل وزارة الزراعة للجهات الأمنية والصحية لغرض السيطرة على البيض المهرّب الذي يدخل عن طريق منافذ غير رسمية".
وأضافت أنه "تم جزر الكثير من القطعان من قبل المربين لصعوبة مجاراة السوق، بسبب الخسائر الفادحة التي ضربتهم مما أدى إلى قلة أعداد الدجاج وإنتاج البيض".
المنتج المحلي في خطر
على صعيد متصل، كشف مصدر حكومي لوكالة نون الخبرية عن ضعف الإجراءات الحكومية لحماية المنتج المحلي، ما يدفع المزارع والمربي وصاحب المصنع إلى ترك عمله، وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "هناك عدد من البضائع المستوردة، تدخل المنافذ الحدودية غير الرسمية بدون تعرفة جمركية وضريبة، وتنزل إلى الأسواق تحت مسمى عراقي، في حين المربي والمزارع العراقي ملتزم بدفع الرسوم والمستحقات المالية المطلوبة منه".
وأوضح المصدر أن "وزارة التجارة تلكأت تجاه العقود المبرمة بينها وبين وزارة الزراعة لشراء مادة بيض المائدة من المنتجين الراغبين بالتسويق، مع عدم وجود البرادات وارتفاع درجات الحرارة خلال شهري تموز وآب ومطلع أيلول أثرت على البيض وأتلفت كميات كبيرة منه، بالإضافة إلى الروتين الإداري وتأخير صرف المستحقات".
ويشهد العراق مؤخراً ارتفاعاً بأسعار صرف الدولار الذي اثر بشكل مباشر على اسعار السلع الغذائية، مع ارتفاع ملحوظ في نسبتي الفقر والبطالة لدى الشعب العراقي.
ابراهيم الحبيب - كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- هل تطيح "أزمة الدولار" بمحافظ البنك المركزي؟
- ما أسباب ارتفاع صادرات الصين للعراق.. وكيف تسببت بصعود الدولار؟
- الألغام.. عشرات الآلاف من الضحايا وملف التطهير مازال عصيا