بدأوا باعداد قليلة يسيرون من محافظة البصرة الى محافظة كربلاء المقدسة لمسافة تزيد على (500) كيلومتر، وازدادت اعدادهم ليصلوا الى موكب مهيب، اغلب اعضائه من الشباب ومطعمين بالشيبة البيضاء، مسيرهم لهذه المسافة الطويلة يتطلب امور تنظيمية وضبط وخدمات، فاشتروا منظومات صوتية تلائم الاجواء التي يسيرون بها لبث القصائد الحسينية التي يرددونها خلال مسيرتهم والتوجيهات والنصائح ونصبوها في سيارتين، ولان المسير طويل التحق بهم طبيب مختص يرافقهم في حلهم وترحالهم لمعالجة اي مشارك يحتاج الى العلاج.

المؤسس الشهيد
يقول الشيخ "ابو اياد" صاحب موكب الامام الحسن العسكري (عليه السلام) لوكالة نون الخبرية ان "الموكب تأسس قبل (14) عاما، على يد اخيه الشيخ محسن الذي استشهد في عملية ارهابية نفذتها المجاميع الارهابية في مدينة الكاظمية، ومنذ تأسيس الموكب في منطقة ابو الخصيب وبسبب الحرمان والمنع والتعسف الذي لاقيناه من بطش النظام المباد وليزرع النهضة الحسينية في نفوس الشباب المسلم الذين باتت الحرب عليهم مكشوفة، قرر اخي ان يختص الموكب بالسير الى كربلاء المقدسة في الزيارة الاربعينية من البصرة ابعد منطقة عن واقعة كربلاء المقدسة، واول عام خرج الموكب وعدد اعضائه (15) زائرا فقط، وازدادت الاعداد حتى وصل اعداد المشاية في الموكب الى (500) زائر، وكل العام نطور من اساليب الموكب للوصول الى ما نطمح له، حيث كانت الخدمات في السنوات الاولى بعد سقوط النظام المباد قليلة، وكانت هناك مبادرات وتبرعات كثيرة، منها ضرورة نصب منظومة صوتيات للموكب تخدمه اثناء مسيره، ولإضافة لمسات ايمانية على المشاركين خلال سيرهم، فمثلا يكون الصباح لبث قراءة القرآن والادعية وفي الموكب رواديد، يقرأون القصائد الحسينية في الطريق، ووجدنا ضرورة ان ترافقنا سيارة لحمل الامتعة والبضائع ومنها قررنا نصب منظومة صوتية، واستعنا باحد اصحاب المحال التخصصية بالصوتيات واشار علينا بنصب تلك المنظومة التي يمكن ربط جهاز عاكسة عليها تحول فولتية الطاقة الكهربائية من بطارية السيارة الى (220) فولت، وفعلا نصبنا المنظومة وشغلت وتدرب اعضاء من الموكب على تشغيلها وتشغيل الانارة ليلا".

تطوير الاجهزة
ولم نكتفي بهذه المنظومة بل نصبنا اخرى اكثر تطورا منها، هكذا يكمل "ابو اياد" حديثه ويتابع، ان "منظومتين صوتيتين جديدين نصبت في العام الماضي بسعر مليوني دينار وجهازي البث بسعر (400) دولار اميركي، والعاكستين تبرع بها احد الميسورين للموكب، وحاليا يسير في الموكب (120) زائر ونصل الى كربلاء المقدسة وعددها يصل الى (150) زائرا، لان هناك من يلتحق بالموكب في مدن الناصرية او البطحاء او من البصرة كون لديهم التزامات وظيفية او غيرها فيكملونها ويلتحقوا معنا، ونستمر بالسير لمدة اسبوعين، ويعتمد الموكب على تبرعات محبي ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وتصاحبنا الرايات ولكل المشاركين هويات تعريفية تميزهم، وجميعهم من ابي الخصيب".

مستلزمات وتبرعات
يكمل محـمد النعيمي الحديث لوكالة نون الخبرية ويقول لوكالة نون الخبرية ان "الموكب مخصص للرجال فقط، ومنذ (15) عاما نعمل على توفير كل مستلزمات المشاية، لذلك منحنا الفرصة للميسورين لتوفير كثير من الامور والمستلزمات التي يحتاجها الزائر خلال مسيره في عدد من المحافظات، مثل الملابس الداخلية والمناشف والمحارم والجواريب القصيرة والطويلة ومبلغ من المال مخصص لتعبة الوقود للسيارات ويوزع الباقي على الفقراء من المشاية لمساعدتهم في شراء ما يحتاجونه او اجور النقل لعودتهم من محافظة كربلاء المقدسة بعد انتهاء الزيارة الى البصرة، ونحمل تلك المواد في سيارة خاصة ترافقنا في المسير الى كربلاء المقدسة، وهذا العام اضطررنا الى الخروج عصرا والسير ليلا بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ونبيت في بيوت اشخاص منذ (14) عاما واصبحت لدينا علاقات صداقة معهم".

طبيب مرافق
اختار الخدمة في موكب سائر وليس موكب ثابت، انه الدكتور كاظم فالح المتخصص بالطب التكميلي والاعشاب الذي يؤكد لوكالة نون الخبرية ان "خروج الموكب من منطقتي دفعني للمشاركة في الاجر والثواب معهم، وشجعني اهل الخير بعد رفده بالأدوية المختلفة التي يحتاجها المريض، مثل المراهم والكريمات والحبوب المسكنة للالم واللفافات وباقي المستلزمات، وبدأت مع الموكب طبيبا في العام 2008 والى يومنا هذا، واعالج جميع المشاركين الذين وخلال مسيرهم لمدة اسبوعين لابد ان يحتاجوا للخدمة الطبية، وتلافينا كل الحالات التي تكون فيها صعوبة ما، وقد طورنا خدماتنا الطبية، ووفرنا جهاز (نبلايزر) البخاخ الفاتح للقصبات الهوائية لمعالجة حالات الاختناق عند هبوب الرياح (الشرجية)، ولدينا جاهزي قياس ضغط الدم ونسبة السكر بالدم، ونحمل معداتنا وادويتنا معنا، ونرسل اي حالة تحتاج الى علاج اكثر مما موجود لدينا الى اقرب مفرزة او مستوصف او مستشفى خلال سيرنا".

قاسم الحلفي - البصرة

تصوير: عمار الخالدي