فجر عمرو الليثي عدة مفاجآت عن تفاصيل اللحظات الأخيرة للرئيس السابق مبارك وموقف القوات المسلحة والمشير طنطاوي من الثورة ومبارك، وذلك في حلقة أمس الخميس من برنامج \"في الميدان\" بقناة التحرير، حيث استضاف الكاتب الصحفي مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع الذي تحدث عن العلاقة بين المشير محمد حسين طنطاوي، والرئيس السابق مبارك.
ضمن ملف \"الرئيس والمشير\" الذي يفتحه الليثي وناقش قبل ذلك علاقة الرئيس عبد الناصر بالمشير عبد الحكيم عامر، والرئيس السادات بالمشير أحمد بدوي، والرئيس السابق مبارك بالمشير أبو غزالة، وأخيرا علاقته بالمشير محمد حسين طنطاوي.
وكشف مصطفى بكري عن أسرار وتفاصيل الأيام الأخيرة في قصر الرئاسة منذ قيام ثورة يناير حتى التنحي، بناء على معلومات من المجلس العسكري و رئيس الأركان، ونشرها في مقالات سابقة.
كشف بكري أن جمال مبارك كان يخطط لإبعاد المشير طنطاوي عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لرفضه مشروع التوريث، مضيفا أن يوم 28 يناير الماضي سأل قائد بسلاح الطيران الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ماذا إذا كان الرئيس طلب من القوات المسلحة إطلاق النار على المتظاهرين؟ فكان رد الفريق عنان أنه لا يمكن إطلاق النار على المتظاهرين.
قال بكري إن علاقة مبارك بطنطاوي شهدت مرحلتين الأولى إن مبارك اختاره وزيرا للدفاع بسبب كفاءته العسكرية، وثقته فيه بعد أن كان قائدا للحرس الجمهوري، وكان يرى أنه ليس له طموح سياسي.
سأل الليثي لماذا انقلب طنطاوي على مبارك رغم أنه اختاره، وكان قائد الحرس الجمهوري.. قال بكري إن العلاقة بين الرئيس والمشير، كانت في مرحلتين، الأولى قبل عام 2000 عندما اختاره وكان يثق فيه، والثانية بعد أن ظهرت اتجاهات التوريث.
وحكى موقفا جرى في عام 2010 كان المشير طنطاوي متجها ليقابل مبارك، ووجد احد افراد السكرتارية يستقبله ويقول له: الاستاذ جمال منتظرك في مكتبه، لكن طنطاوي تجاهله وتوجه إلى مبارك ووجده يتحدث في التليفون وفهم أن جمال على الطرف الآخر. بعدها سأله مبارك: مارحتش لجمال ليه؟. رد المشير: أنا جاي للقائد العام. قال له: ابقى مر عليه، وهنا تغيرت مشاعر طنطاوي، وكشف مصطفى بكري أن انقلابا كان متوقعا حدوثه في سبتمبر لو استمرت اتجاهات التوريث.
و أضاف بكري أنه في يوم السبت 29 يناير اجتمع عنان بالمشير طنطاوي لبحث المشكلة في مصر وجاء القرار النهائي أن يحمي الجيش شرعية الشعب المصري، وقال إنه عند انسحاب الشرطة يوم 28 يناير من ميدان التحرير، ومن كافة أنحاء البلاد جرى اتصال بين مبارك ووزير داخليته المتهم حاليا حبيب العادلي، جاء فيه أن مبارك طلب من العادلي الاتصال بالمشير طنطاوي للنزول إلى الشارع، وأن المشير أمر بعدم التعرض للمتظاهرين، وتوضيح الأمر للمتظاهرين بأنهم معهم وليس ضدهم.
وروى بكري لعمرو الليثي أن مبارك عرض تعيين طنطاوي نائبا له بعد 28 يناير لكنه رفض وأصر على الاستمرار في موقعه، وقال إن سوزان ثابت حاولت الإطاحة به، لكنه نفى صدور هذا البيان بإقالته، مؤكدا وجود نية لإبعاده.
مشيرا إلى أن هذا الاقتراح جاء من جمال مبارك لأنه كان يريد إبعاد المشير عن المجلس العسكري لأنه يعلم رفضه لفكره التوريث. وبعد رفض المشير تم الاتصال بعمر سليمان أن يكون النائب رغم رفض جمال مبارك له بتولي هذا المنصب بسبب شعبية اللواء عمر سليمان.
سأله الليثي عن سر اجتماع مبارك والقادة في الوحدة 66، فقال إن مبارك اجتمع مع طنطاوي وعنان ولم يستطع العادلي وزير الداخلية الحضور، وأن مبارك اصطحب جمال ولما رأى الدهشة والضيق على وجه المشير طنطاوي، قال مبارك لجمال أن يجلس في الصف الثالث، وأنه جلس خلف المشير ولهذا كانت صور المشير قليلة لأن جمال كان يظهر في أغلبها.
وقال بكري إن محاولة اغتيال اللواء عمر سليمان كانت مدبرة موضحا أن في هذا الوقت لم يكن أحد يعلم مواصفات السيارة التي يستقلها عمر سليمان غير حراسه الشخصيين والحرس الجمهوري، وأنه بعد الحادثة علم الرئيس السابق بالفاعل، ولكنه أمر بالتكتم على الأمر لأنه شخص مقرب منه جدا.
قال بكري إن سليمان بعد تعيينه نائبا استأذن مبارك أن يذهب لجمع أوراقه من المخابرات، وإنه ذهب فاتصل به جمال عبد العزيز من مكتب مبارك واستدعاه، وإنه كان قد قرر ترك سيارته المصفحة وركوب السيارة \"إكس5\"، وإنه أخبر جمال عبد العزيز بذلك، لكنه نسي وركب المصفحة، وأمام القصر الجمهوري بالقبة أطلق عليه مجهولون الرصاص وتوفي سائقه في السيارة\" إكس5\" مات السائق، وسأله مبارك إيه اللى حصل فحكي له، وطلب الرئيس السابق من محمد نجيب قائد الحرس التحقيق، ولما علم أن وراء محاولة اغتيال سليمان أحد المقربين إليه طلب عدم النشر، وعندما أذاعت فوكس نيوز الخبر خرج أبو الغيط لينفيه، ورفض بكري التصريح باسم من خطط للاغتيال، ولما سأله الليثي: هل هو جمال؟ صمت.
بكري كشف بعد ما صدر بيان الأول للقوات المسلحة دون حضوره، طلب اجتماعا مع المشير وعمر سليمان، وقال لهما: أنتم كده أعلنتم موقفكم، بس أنا أقول إن موقفكم يفترض الدفاع عن الشرعية، وساعتها شعر المشير أن مبارك يضعه في مواجهة مع الشعب، ونفى بكري أن يكون مبارك طلب منهما إطلاق النار على المتظاهرين.
وكشف أن العلاقة بين طنطاوي ومبارك توترت بعد البيان الأول وهو ما جعل طنطاوي يتوجه إلى التحرير ويظهر وهو يربت على أكتاف قوات الحرس الجمهوري أمام التلفزيون ويقول لهم: شدوا حيلكم.
وكشف بكري أسرار الساعات الأخيرة يوم الجمعة 11 فبراير حيث قال إن المشير طنطاوي واللواء عمر سليمان اجتمعا واتصل سليمان بمبارك وقال له: يافندم الأوضاع سيئة للغاية افتح التلفزيون. قال مبارك افتح ليه التلفزيون أنا فوضتك تتصرف، اتخذ الإجراءات اللازمة. رد سليمان: الموضوع أخطر من كده ولازم تسيب الحكم. قال مبارك: ابعت لي بيان اسجله. رد سليمان: الموضوع لا يحتمل أنا هقرأ لسيادتك البيان وتوافق عليه، وجنبي المشير طنطاوي وهو موافق عليه، وقرأه ووافق مبارك عليه وطلب ألا يذاع إلا بعد انتقاله إلى شرم الشيخ وهو ما حدث.
وفاجأ عمرو الليثي بكري قائلا: انت قلت إن القوات المسلحة كانت مع الشعب لكنها كانت موجودة يوم موقعة الجمل، وتركت الجناة يدخلون بأسلحتهم فهل هم متورطون؟ نفى بكري قائلا: إن الجيش ما كانش عنده طلقات وإن المشير أمر بسحب الرصاص حتى لايتم إطلاق نار على المتظاهرين.
وكشف بكري عن حوار بين اللواء الرويني وصفوت الشريف وإن الرويني قال للشريف: \"لم العيال بتوعك\" . وإن المشير كان يحمل الشريف المسؤولية، مؤكدا أن العلاقة بين المشير وصفوت كانت سيئة، وأنه كان يعتبره سبب كل ماجرى هو وأحمد عز.
ونقل بكري عن الفريق سامي عنان أنه كان يخجل من أي كلام أو سؤال يوجه له في الخارج عن نتائج انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- تبعد (165) كيلومتر عن دمشق: يد السيستاني الرحيمة تغيث اللبنانيين في حمص السورية(فيديو)
- الكويت: إسقاط الجنسية عن رئيس "حكومة الغزو المؤقتة"