كشف تقرير بريطاني، اليوم الثلاثاء، عن تخصيص العراق ميزانية تتجاوز 5 مليارات دولار لتعزيز قدراته الدفاعية وتطوير سلاحه الجوي بضم طائرات رافال الفرنسية، وفيما بيّن أن هذه الخطوة تعكس تسارع خطوات العراق نحو تطوير سلاحه الجوي، أكد أن الحكومة العراقية اقترحت أسلوباً فريداً لدفع ثمن المقاتلات الجوية الجديدة عبر إمدادات النفط بدلاً من المال.
وقال موقع "تكنولوجيا سلاح الجو" البريطاني المتخصص بالأخبار العسكرية؛ إن "العراق من خلال ميزانية دفاعية تبلغ 5.2 مليار دولار في العام 2023 يهدف الى تعزيز قدراته الدفاعية في ظل عدم الاستقرار الإقليمي وعودة إحياء تنظيم (داعش)، حيث يخطو البلد خطوات واسعة في تحديث سلاحه الجوي، بما في ذلك امتلاك طائرات رافال الفرنسية، وذلك كجزء من برنامجه للاصلاح العسكري".
ونقل التقرير عن دراسة لشركة "جلوبال داتا" تحت عنوان "سوق الدفاع العراقي 2023-2028"، قوله ان "اجمالي الانفاق العسكري العراقي خلال هذه السنوات المحددة في التقرير، مقدر بنحو 27.3 مليار دولار".
واوضح التقرير ان "اولوية العراق تتمثل في امتلاك معدات عسكرية حديثة لتعزيز قدراته الدفاعية والتعامل مع عدم الاستقرار الاقليمي والتهديد المتزايد لداعش، وانه تماشيا مع هذا الهدف، فقد ابرم مؤخراً عقداً مع "شركة داسو" للطيران لشراء 14 طائرة رافال".
ولفت التقرير الى ان "العراق من خلال تخصيص 3.2 مليار دولار لهذا العقد، يستهدف استبدال طائرات أف-16 آي كيو الامريكية المتقادمة، التي أثبتت صعوبة صيانتها".
واشار التقرير الى ان "الحكومة العراقية اقترحت دفع ثمن المقاتلات الجوية الجديدة من خلال إمدادات النفط بدلا من المال، وهو ما يسلط الضوء على الأسلوب الفريد للعراق في التعامل مع تمويل صفقات الاستحواذ الدفاعية".
بالاضافة الى صفقة "رافال"، ذكر التقرير البريطاني ان "العراق اعرب ايضا عن اهتمامه بشراء 24 طائرة من طراز " AT-6C Texan II" من "مجمع الطيران الباكستاني" و 12 طائرة اخرى من طراز " JF-17 Block 3 " من "مجموعة شانغدو لصناعة الطائرات" الصينية".
ولفت التقرير إلى أن "المخصصات المقدرة لعقد الطائرات الباكستانية يبلغ 693.8 مليون دولار، بينما تمت الموافقة على شراء الطائرات الصينية مقابل 664 مليون دولار".
وبحسب التقرير، فإن "عمليات الاستحواذ هذه، ستساهم في تعزيز قدرات القوات الجوية العراقية، مما يسمح بتقوية الفعالية العملياتية وتمتع العراق بامكانيات دفاعية أكثر قوة".
الى ذلك، قال التقرير ان "العراق أقام علاقات دبلوماسية مع الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بهدف دعم جهود التطوير التي يقوم بها التحديث، من خلال شراكات استراتيجية سهلت إبرام عقود متعددة للمعدات العسكرية، مما مكن العراق من الوصول الى التقنيات والخبرة".
وبرغم ان التقرير اشار الى ان "المستثمرين الأجانب قد يواجهون تحديات في قطاع الدفاع العراقي، بما في ذلك بسبب الفساد والانظمة الجمركية والضرائب العالية، الا انه لفت الى احتمال ان توفر قطاعات معينة فرصا لتحقيق الأرباح، بما في ذلك قطاع سلاح الطائرات المقاتلة وانظمة الدفاع الصاروخي وانظمة الحرب الالكترونية التي قد تتيح أمام المستثمرين الاجانب إمكانيات الربح من خلال سعيهم إلى الانخراط في سوق الدفاع العراقي".
وختم التقرير أن "استثمار العراق في المعدات العسكرية المتطورة، يعكس التزامه بالأمن القومي وعزمه على حماية مصالح شعبه والمساهمة في استقرار المنطقة".
وكان رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، أشرف صباح اليوم الثلاثاء، على تنفيذ طائرات القوة الجوية العراقية تمرين "أبابيل/1"، وذلك بمشاركة طائرات "رافال" المقاتلة من سلاح الجوي الفرنسي، كما حضر التمرين قائد سلاح الجو والفضاء الفرنسي الجنرال ستيفان ميل.
وقال السوداني أن "الأداء اليوم خطوةٌ نحو استكمال بناء قوّاتِنا المسلحة، وتجسيد برنامجنا الحكومي في رفع كفاءة الجيش إلى مستويات عالية من المهنية والاحتراف"، ولفت إلى أنه لأول مرّة نشهد تنفيذ مثل هذا التمرين في سماء العراقِ الجديد.
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل تطيح "أزمة الدولار" بمحافظ البنك المركزي؟
- المجلس الشيعي الاعلى في لبنان: السيد السيستاني الداعم الاقوى والاكبر للشعب اللبناني في هذه المرحلة المصيرية(فيديو)