أوصى ممثل المرجعية الدينية العليا، الاثنين، وفد من الطلبة الأجانب من دول اميركا وأوروبا زار مرقد الامام الحسين (عليه السلام) بالجد والاجتهاد والتفوق العلمي والالتزام بالأخلاق والسلوك الحضاري وعكس السمعة الطيبة لمذهب اهل البيت (عليهم السلام) في البلدان التي يعيشون بها، وطالبهم بالاهتمام بالدراسة والثقافة والتعلم وممارسة الحياة العادية داخل وخارج بيوتهم واشباع حاجاتهم المادية، دون اهمال الجوانب الروحية والنفسية والاخلاقية والاجتماعية والتربوية.
وقال المتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال لقائه وفد الطلبة الاجانب الذي حضرته وكالة نون الخبرية، ان "عليكم ان تجدوا وتجتهدوا وتعملوا في سبيل ان تظهروا تفوقكم العلمي والتزامكم وسلوككم وحضارتكم التي تعكس السمعة الطيبة لكم في تلك البلدان، وتظهروا انكم ملتزمون بالاخلاق الحميدة وسيرتكم الطيبة وتقديركم لذلك البلد الذي يحتويكم الآن، وهذه استحقاقات لابد ان تسعوا لتحقيقها، وتعكسوا هناك السمعة الطبية لمذهب اهل البيت (عليهم السلام)، ومن جهة اخرى عليكم ان تجتهدوا من اجل ان تكونوا متفوقين في المجالات العلمية والعملية والدراسية والاخلاقية، وهذا يقتضي الاندماج في تلك المجتمعات وهذا الاندماج ستواجهون فيه ثقافات وافكار غريبة عليكم وربما احيانا تشعرون انها تتعارض مع هويتكم الثقافية والفكرية، فكيف تستطيعون ان تجمعوا بين مقتضيات هذا الامر وهو الاندماج في المجتمعات علما وعملا ومخالطة ومعاشرة وفي نفس الوقت تجدون في تلك البلدان ثقافات وممارسات وعادات غريبة على فكركم وثقافتكم، وبالتالي كيف ستحققون من جهة الايجابيات في الاندماج وبين ان تحافظوا وتواجهوا هذه الثقافات الغريبة عليكم".
واضاف، ان "فترة الشباب هي فترة الاندفاع والتطلعات والغرائز والعواطف والاعتداد بالنفس وغيرها من الامور الحيوية وهي تحديات داخلية، وكيف تستطيعون مواجهتها في داخلكم وتتوافقوا مع هويتكم الثقافية، وهنا لابد من توفر امرين مهمين الاول ان تشعروا بهويتكم الثقافية وان تولدوا بداخلكم شعور بالاعتزاز بهذ الانتماء، لان البعض احيانا لديهم هوية ثقافية لكن لا يشعر بالاعتزاز بها لأنه يشعر انه وضيع او متخلف، والامر الآخر هو كيف تستطيعون ان تعبروا عن هذا الاعتزاز والافتخار، بأن تظهروا مكامن القوة في هذا الفكر امام الآخرين لان الآخرين يدعون تقدمهم في العلوم والثقافة وطريقة الحياة، ويتساءلون عن عناصر قوتكم التي تفتخرون بها، فلابد من المعرفة حتى تبرزوا للآخرين افكاركم وقوتكم في الثقافة والنظريات والتقدم التقني والأفكار الإنسانية والممارسات الحياتية وماذا عندكم من عناصر القوة في انتمائكم".
واوضح الكربلائي، ان "نقطة مهمة يجب التأكيد عليها وهي الحاجة للإشباع الروحي والنفسي للإنسان كحاجته الى الطعام والهواء والماء والامور المادية الاخرى التي تعتبر مهمة جدا وضرورية لحياته، وخلال تجربتي الشخصية عبر عقود من الزمن ومن مراحل دراستي الاكاديمية والحوزوية خلصت فيها الى ان الشيء الأساسي في سعادة الانسان وراحته يكمن في الجانب الروحي ولا يعني ذلك ان لا نهتم بالجانب المادي ولكن علينا ان نعطي لكل ذي حق حقه، وان نعطي للجانب الجسدي حقه وللجانب الروحي استحقاقه وليس هناك زيادة او نقصان في اي جانب، والامر الآخر ان عدم اهتمام الانسان بالجانب الروحي يؤدي الى الشقاء وان تصور انه يعيش في سعادة".
وخاطبهم بالقول "اوصيكم بالاهتمام بالدراسة والثقافة والتعلم وممارسة حياتكم العادية داخل وخارج بيوتكم واشباع حاجاتكم المادية، ولكن عليكم ان لا تهملوا الجوانب الروحية والنفسية والأخلاقية والاجتماعية والتربوية وان تعطوها استحقاقها فان المصاعب عليكم هناك اشد من مصاعبنا، ولان الحضارة الغربية بطبيعتها وبالرغم من تقدمها الثقافي والعملي تصور للإنسان ان اشباع هذه الحاجات المادية هي التي توصل الى سعادة الانسان، وفيما يخص نشاطات العتبة الحسينية المقدسة فإنكم قد تتصوروا ان العتبة الحسينية تهتم بالأمور الدينية وخدمة الزائرين فقط، وهو امر صحيح ومن أولويات عملها، ولكننا كرجال دين وممثلين للمرجعية الدينية العليا لدينا اهتمامات إنسانية ومشاريع تعليمية مثل الجامعات والمدارس ومشاريع أخرى صحية لأننا نشعر ان التعليم والصحة ركنان اساسيان في حياة الانسان، ولدينا الان ثلاث جامعات سنفتتح الثالثة يوم الأربعاء المقبل وهي جامعة دولية طبية، ومعها جامعتي الزهراء للبنات ووارث الأنبياء وبنينا مستشفيات عدة متطورة جدا زارها الكثير من السفراء والبعثات الدبلوماسية والممثلة الخاصة للأمم المتحدة، وشيدنا معاهد لعلاج التوحد وانشئنا مدارس ابتدائية وثانوية في محافظة كربلاء ومحافظات اخرى، إضافة الى مساعدة الفقراء والايتام وعامة الناس، وهو جانب مشرق من عمل العتبة التي تشيد مشاريع تخدم المجتمع".
من جانبهم ابدى عدد من أعضاء الوفد سعادتهم بالزيارة واللقاء المثمر مع المتولي الشرعي للعتبة الحسينية، حيث اكد رئيس الوفد محمد علي بنان من اميركا لوكالة نون الخبرية ان " الوفد مكون من أربعين طالب وطالبة من مختلف الولايات المتحدة الأميركية مثل ميشيغان وميريلاند وكاليفورنيا ومن لندن ومدن أخرى في بريطانيا وكندا والنرويج، وهم طلاب جامعات يدرسون في مختلف الاختصاصات جاؤوا لزيارة العتبات المقدسة والعلماء الافاضل في النجف الاشرف، ومن افضل الوصايا التي تلقيناها من ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي هي وصية الاهتمام بالجانب الروحي وهي وصية مؤثرة ووقعت في قلوب المؤمنين الحاضرين وتدفعهم الى الحياة الروحية بشكل افضل، ونقدم شكرنا للشيخ الكربلائي على منحنا هذا الوقت للقائه والاستماع الى تلك النصائح القيمة وسنكون مقدرين لقيمتها وتطبيقها في حياتنا العملية".
اما عضوة الوفد زينب الكلكاوي من إنكلترا فأكدت لوكالة نون الخبرية انهم" جاؤوا اليوم الى العتبة الحسينية المقدسة وتشرفوا بزيارة قبر الامام الحسين (عليه السلام) واستفدنا كثيرا من لقاء المتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي وتعرفنا على ان أبواب العتبة مفتوحة لكل الناس وليس فقط في العراق وان النصائح الثمينة التي اوصانا بها نستطيع ان نستفاد منها ونحن في بلدان أخرى وكذلك في أي بلدان عربية او إسلامية وقد استفدنا كثيرا اليوم، وسنطبقها ونستفاد منها".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- الأنواء الجوية: منخفض جوي يسبب أمطاراً وموجات غبار بدءاً من الأحد
- التجارة: خلال الايام المقبلة سيتم إطلاق تطبيق خاص بالبطاقة التموينية
- مكتب السيد السيستاني ينشر استمارة لتسجيل المرضى النازحين في لبنان لمعالجتهم (سجّل من هنا)