- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
السوداني واعادة الثقة بالعملية السياسية
حجم النص
بقلم:عباس الصباغ
بغضّ النظر عن الرغبة التي عمّت الشارع العراقي في وجوب استرجاع الثقة المفقودة بالعملية السياسية الجارية ، الاّ ان الطموح بنجاح البرنامج الحكومي وتطبيقه على ارض الواقع يبقى ماثلا للعيان (وليس امام السوداني الاّ النجاح) برغم المدة القصيرة المناطة به وثقل المهام الجسام المرتبطة بكابينته. ويبقى الطموح الجماهيري الاكبر يتمثل في امكان السوداني في تصحيح مسار الاداء الحكومي المتعثر وتصحيح اخطاء التأسيس الدولتي ووضع الدولة العراقية على السكة الصحيحة مع امكانية تحقيق الوعود المطروحة في ثنايا البرنامج الحكومي والتي وعد بها السوداني الشعب العراقي بتحقيقها لأنه على العموم فقَد الثقة بالعملية السياسية تماما وعلى السوداني استرجاعها وهي الفرصة الاخيرة الممنوحة له وللعملية السياسية برمتها والفشل ـ لاسمح الله ـ يطيح بالجميع. ولكي ينجح السوداني يجب ان ينفذ برنامجه عمليا بعيدا عن المحاصصة وسياسة فرض الارادات والزبائنية والانتهازية و(غطيني واغطيك) وان لا تأخذه في المحاسبة لومة لائم، ولكي تكون حكومته حكومة افعال لا حكومة اقوال يجب الابتعاد عن مشتقات السين والسوف وطرح الوعود الرومانسية والتخديرية بالرفاه والتقدم والصلاح والاصلاح، لان من اهم الملفات المناطة بهذه الحكومة هي فتح ملفات الفساد الهائل والسرقات التريلونية التي يشترك فيها الكثير من "الحيتان" وبعض المتنفذين في مفاصل الدولة والكثير من الموظفين الذين باعوا ضمائرهم للحرام ، بل ويجب استرجاع تلك الاموال خاصة المهربة منها الى الخارج وفضح الخيوط والملابسات التي ادت الى ذلك . وامام السوداني اولويات كثيرة ومستعجلة وهي ملفات شائكة مثل تحسين علاقات العراق الخارجية وان لايسمح بجعل البلد ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية مع احترام السيادة الوطنية وملفات اخرى كالجفاف وادارة ملف المياه والكهرباء و الغاز والنفط والصندوق النفطي السيادي والاستثمار ونبذ الاقتراض بكل انواعه والضمان الصحي ، ويبقى ملف المليشيات والسلاح المنفلت واعادة هيبة الدولة من اهم الملفات المستعصية التي يجب التوقف عندها ومعالجتها ليس بالوعود بل بالأعمال وان لاتتلبس عمليات الكشف عن الخروقات بالمناكفات السياسية والتسقيطية . ومن ضمن المهام يجب ان تكون حكومة السوداني خدمية فعلا ـ لان الشارع العراقي مازال يشكو من تردي الخدمات وشحتها ـ كما وصفت نفسها وتعهّدت بذلك وليس بجديد ان توصف اي حكومة بالخدمية وهو من اهم واجاباتها الملقاة على عاتقها وليس منّة منها على شعبها فالخدمات هي جزء من وظائف الحكومة وان توصف الحكومة بانها حكومة خدمية اي ان يكون طابعها الوظيفي طابعا خدماتيا لعموم الشعب بعد ان تشارك جميع الكتل السياسية وتتآزر في التطبيق العملي لهذا التوصيف (خدمية). باختصار يجب على السيد السوداني ان يعيد ثقة الشارع العراقي بالعملية السياسية ويطيح بالفساد ويعيد الاموال المنهوبة الى خزينة الدولة وهي مهام ليست بالسهلة ولكن ليست مستحيلة . فقد طفح الكيل .
أقرأ ايضاً
- حماية البيانات الشخصيَّة
- الجنائيَّة الدوليَّة وتحديات مواجهة جرائم الكيان الصهيوني
- التعدد السكاني أزمة السياسة العراقية القادمة