من نهج الامام الحسين (عليه السلام) ورسالته الانسانية عبرت المرجعية الدينية العليا حدود البلاد لتمد يد العون والرحمة والمساعدة والخير الى "عبد الملك" الطفل الغض من اليمن الشقيق المصاب بمرض السرطان في ساقه ليقعده عن السير والالتحاق بمدرسته، طفل من عائلة فلاحية فقيرة تعتاش على ما تجنيه من الزرع وتعيش حالة الكفاف، وشخص الاطباء في بلده الداء لكن مستشفياتهم لا تمتلك العلاج او الدواء وابلغوا والده ان عليه اخذ ولده للعلاج في دول اخرى، ولكن كلفة علاجه باهضة الثمن ولا يسد فاتورته بيع دارهم او ارضهم، فزاد الورم وانتفخت ساق الطفل ووقف والداه وعائلته يائسين امام عجزهم المادي وعجز الطب عندهم، وضاقت السبل، لكن الله دلهم على باب الرحمة والمروءة، باب محمد وآل محمد ليعطيهم الامل بعلاج فلذة كبدهم وبدون كلفة، فبعثوا رسالتهم وانتخوا بالمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، فاجابهم تعالوا الى بلدكم الثاني العراق الى كربلاء الخير فالحسين يداوي جروحكم ويد المرجعية الحنونة تكفكف دموعكم والعتبة الحسينية ذخر لكل عراقي وعربي ومسلم وانسان يحتاج الى العون والمساعدة ومستشفياتها تشفى مرضاكم، فاحتضنت مؤسسة وارث الدولية الطفل عبد الملك فور وصوله واحالته الى الفحوصات المختبرية والشعاعية وحددت حالته وباشرت بعلاجه الذي سيطول الى حوالي سنة ونصف السنة، مجانا بتكاليف مدفوعة الاجر من قبل العتبة الحسينية المقدسة.
الولد والوالد
تكفلت العتبة الحسينية بنفقات سفرهم من اليمن الى الاردن ومنه الى العراق واقامتهم في بغداد ثم في كربلاء المقدسة وعن هذه المبادرة الكريمة المقدمة لهم يقول والد الطفل حميد عطا الله يحيى من محافظة حجة اليمنية التي تبعد بمسافة (123) كيلومترا عن العاصمة صنعاء والتي تشتهر بالزراعة والرعي لوكالة نون الخبرية، ان "الاطباء في اليمن اخبروهم بعد اجراء الفحوصات على ولده (عبد الملك) بعد شعوره بآلآم حادة في ساقه وحلقومه انه مصاب بالسرطان، وابلغونا ان العلاج في اليمن لا يتوفر ويتوجب علاجه في خارج اليمن وان تكاليف العلاج اذا اخذناه الى الهند او المانيا باهضة جدا وتصل الى نحو (48) الف دولار اميركي، ونحن من عائلة فقيرة ولا نتمكن ان نوفر هذا المبلغ حتى لو بعنا بيتنا الذي نسكن فيه وحاجيات المنزل والارض الزراعية فلا يسد تكلفة اجراء العمليات الجراحية له والعلاج، ولكن باب الامل فتح لنا عندما تمكن احد اقاربنا الذي يعمل اعلاميا في اليمن من الاتصال والتواصل مع المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي والذي اطلع على حالته بعد ارسال تقاريره الطبية وتشخيصها من قبل الاطباء في العراق فوافق على استضافتنا وتحمل تكاليف السفر والعلاج لولدي بمبادرة كريمة منه ومن العتبة الحسينية والمرجعية الدينية العليا بمبادرة كريمة لا نجد كلمات الشكر التي توازيها، وقد التقينا بالمتولي الشرعي في محراب الصلاة وكان لطيفا ورحيما معنا واحتضن ولدنا واخبرنا بانه سيتعالج في العراق ويعود اليكم سالما، اما الطفل المريض "عبد الملك حميد عطا الله" فاكد لوكالة نون الخبرية ان " عمره ثماني سنوات والتحق بالتعليم التمهيدي والمفروض ان يدخل هذا العام الى الصف الاول الابتدائي لكن الورم الكبير في ساقه منعه من الالتحاق بالمدرسة، وشعر بالم في ساقه ، واخذوه اهله الى الاطباء في صنعاء وكشفوا عليه واخبروا اهله انه مصاب بالسرطان وبدأت الاورام تزيد عنده حتى وصل الى هذا الحال ويتمنى ان يتعالج من هذا الورم ويعود الى مدرسته واللعب مع اقرانه وجاء مع اهله الى العراق وزار الامام الحسين (عليه السلام) ومرقده جميل جدا".
مؤسسة وارث
ما ان انزل حميد عطا ولده عبد الملك من السيارة امام بوابة مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام حتى استقبله فريق متكامل من الادراة والعلاقات والمختصين، فاخلوه على الفور الى عيادة رئيس قسم اورام الاطفال الدكتور حسن خليفة الذي شخص حالة الطفل اليمني لوكالة نون الخبرية بقوله ان" الطفل عبد الملك وصل الى مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام من اليمن الشقيق وعمره ثماني سنوات ويعاني من ورم حجمه كبير في عظم الفخذ الايمن وهذا الورم بحاجة الى اجراء فحوصات مختبرية والى اجراء فحوصات لدراسة الانسجة وصور اشعة لتحديد مكان الورم ومن ثم البدء باعطاء العلاج والارجح ان يحتاج الى علاج كيميائي وجراحي لان هذا النوع من الاورام يحتاج الى تلك العلاجات ومن ثم اكمال العلاج الكيميائي ولفترة لا تقل عن سنة ونصف السنة، وهذه المدة وبناء على توجيهات المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي سيكون علاجه مجانا طيلة مكوثه في المؤسسة ولمختلف الخدمات الطبية التي ستقدم له، وتتكفل العتبة الحسينية المقدسة بدفع اجور العلاج على نفقتها".
خلف الكواليس
في العتبة الحسينية المقدسة شعبا واقسام تعمل خلف الكواليس تقدم جهودا جبارة وتربط الليل بالنهار لتقديم التسهيلات والخدمات الى المحتاجين ممن تساعدهم العتبة المقدسة مثل قسم العلاقات الذي تكفل بتسهيل سفر الطفل وعائلته من اليمن الى الاردن ومنها الى العراق ومن بغداد الى كربلاء ودفع تكاليف السفر والاقامة، ومنها ايضا الذي قال عنه المنسق العام لشؤون الانسانية في العتبة الحسينية المقدسة احمد رضا الخفاجي لوكالة نون الخبرية ان " توجيها مباركا صدر الينا من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي باستقبال الطفل عبد الملك حميد وعائلته القادم من اليمن الشقيق تلبية لمناشدة عائلته للمرجعية الدينية العليا والعتبة الحسينية فاستقبل من قبل قسم العلاقات في العتبة المقدسة وادخلناه الى مؤسسة وارث لعلاج الاورام واطلع على حالته كبار الاطبار الاخصائيين كونه يعاني من ورم في احدى اطرافه السفلى واكدوا امكانية علاجه في المؤسسة ويحتاج الى مدة زمنية للعلاج وتكفلت العتبة الحسينية المقدسة بتحمل تكاليف علاجه كونه من ذوي الدخل المحدود والعائلات المتعففة في اليمن واسوة بابناء العراق الراقدين في مؤسسة وارث الذين استقبلتهم المؤسسة من اغلب المحافظات العراقية وبتكلفة علاجية مدفوعة الثمن من قبل العتبة المقدسة بغض النظر عن الانتماء والقومية والمذهب لانها مؤسسة غير ربحية او نفعية وتعمل بالعنوان الوطني والانساني العام الذي احتوت فيه اطفال العراق من جميع المحافظات ومنهم من تماثل للشفاء واخرون ما زالوا راقدين يتلقون علاجهم بناء على توجهات المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي - علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- انتخاب المشهداني "أحرجه".. هل ينفذ السوداني التعديل الوزاري؟