- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
شيعة العالم والسيستانية.. السيستاني والعسكرة
بقلم: غالب الشابندر
عسكرة الايديولوجيا من اخطر الآفات التي تنخر في التاريخ، تدمر التاريخ، بل تدمر الاديولوجيا نفسها، حتى اذا كانت الاديولوجيا ذات منحى انساني، فن عسكرة الاديولوجيا تعزل الاديولوجيا عن العالم، وتحولها الى رعب كوني.
ولكن مالمقصود بعسكرة الاديولوجيا؟
بكل بساطة تعني تحويل الاجتماع الى ثكنة عسكرية باسم العقيدة ؛ وتحشيد كل الممكنات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في خدمة العقيدة ؛ الاديولوجيا، حيث في مثل هذه الحال تتحول الاديولوجيا الى إله، وتكون هي الوجود.
هذا هو الخطا الكبير الذي طالما تقع به النظم الشمولية، سواء كانت مادية او مثالية، اسلامية او ماركسية، بل حتى اذا ما تحولت الديموقراطية الى عقيدة تبيح لنفسها القوة المادية لتكريس حقها في قيادة المجتمع.
ومن الشواهد على الظاهرة هذه في هذه الايام موضوعة (ولاية الفقيه) ؛ حيت تحولت من كونها قضية شرعية ؛ مردًدة بين القبول والرفض، والقبول مردًد بين سعة وضيق …. تحولت الى اشبه بالعقيدة بل ربما عقيدة، كما هي عقيدة التوحيد او النبوة او المعاد يوم القيامة، وبالفعل ففي ظل هذا النظام تم عسكرة المجتمع بعنوان وسيلة نشر وحماية، كما تم توظيف ممكنات الاجتماع والطبيعة.
الاديولوجيا السيستانية لا تتفق مع هذا الاتجاه، تؤمن باصالة الدعوة. فكريا، وتؤمن ان ممكنات الاجتماع والطبيعة لخدمة الانسان وليس لخدمة الاديولوجيا، نعم من حق الاديولوجيا -وهنا هي التشيع- ان نبشر بها وندعو اليها وندافع عنها ولكن لا لعسكرتها وقد كتب الشيعة على نفسهم شبه عزلة عالمية، وجعلوا من جغرافيتهم مسرحا لصراع دولي واقليمي، ومن اسباب ذلك عسكرة التشيع !
وبناء على ذلك: على الشيعة ان ينتهجوا السيستانية هنا ؛ حيث ترفض عسكرة التشيع وتشييع السلاح..والا الطوفان.