- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تأدبوا مع الحسين عليه السلام ولا تتندروا
بقلم: حسن كاظم الفتال
ليس فينا من هو بحاجة لأن نذكره بالإجمال أو التفصيل بالكليات وبالمفهوم العام أو حتى ببعض الجزئيات أو نخبره كيف أن الأجيال اتخذت النهضة الحسينية المباركة أعظم مدرسة تستلهم منها أبلغ الدروس وأجل العبر وأرقى المواعظ . وظلت الأجيال تتعاقب وتتداول في تعاقبها الحديث عن القضية الحسينية العظيمة المباركة وتعتمد الكثير من منهجيتها في تقويم سلوكياتها. وثمة حصيلة أنتجتها القضية الحسينية شغلت مساحة فكرية واعية شاسعة من محيط الثقافة العامة التي اكتسبتها تلك الأجيال التي كونت مفهوماً عموميا واصرت على أن تعتمده في تعاطيها مع القضية الحسينية . جوهر هذه الحصيلة أن الإمام الحسين صلوات الله عليه هو (عِبرة وعَبرة) ولابد لهذين المعنيين أو المبدأين أن يتلازما وأن لا يفترقا .
إن مجريات واقعة الطف تضمنت أسرارا أو ربما بواطن أحيانا استوجبت واستدعت تفسيرا وتعريفا وتأويلا وتوضيحا وكشف الحجب عما هو ملفع بأستار الخشية أو التردد .
لذا فقد تطوع المخلصون أهل الإختصاص والإجتهاد من العلماء والباحثين والمؤرخين والمحققين تطوعوا بالغور في أعماق السفر والتراث الحسيني وفك بعض الرموز إن وجدت لتقريب المعاني وتيسير استيعابها من قبل المتلقين . واقتناص من أخفي من الحقائق وإبرازها على سطح الواقع ونشرها في آفاق العقيدة وثم نقل ما يتبين من حقائق إلى الناس . ليتعرفوا على الكثير من الحقائق والمضامين وربما الغوامض .
هذه المهمة تكلفها الخطيب والشاعر والأديب والمثقف والمنشد الحسيني ( الرادود ) وخصوصا الرواد منهم المتدرعين بثقافة عقائدية.
وربما تباينت الوسائل للتوصيل . وليس الكل بمستوى واحد ولا يمكن أن يتساوى الجميع في أية مهمة حيث لابد من أن تتغاير المراتب وتتباين المستويات .
إنما كلٌّ ادى دوره بما ينبغي نصرة للحق المتمثل بصوت الحسين عليه السلام .فمنهم من فسر وشرح ووضح ومنهم من ابكى نيلا للأجر والثواب ومواساة لرسول الله وآل بيته صلوات الله عليهم أجمعين وأطروا كل ذلك بالقداسة والجلالة وكان للمنشد ( الرادود ) دور مهم ساهم مساهمة فعالة لأن يظل المنبر الحسيني منتصبا شامخا تنبعث منه إشعاعات الثقافة الحسينية .
ولكن مما يدعو لشديد الأسف والألم أن نسمع أصواتا نشازا تزعم بأنها تنتمي إلى الوسط الحسيني الثقافي لكنها تسعى لتشويه صورة المشهد الثقافي .
إذ كثرت في الآونة الأخيرة عروض برامج حوارية من خلال شاشات بعض القنوات الفضائية تتناول جانبا من جوانب القضية الحسينية ومنها مسألة الرواديد . وقد اختلط في مثل هذه البرامج الحابل بالنابل وشاع في بعض منها التخبط فنفاجأ ببرنامج حواري على سبيل المثال لا الحصر يُقدم من قبل فتاة لا تفقه من بواطن القضية الحسينية العظيمة شيئا ولا حتى من ظاهرها تحاور أحد الأشخاص ويجلسان بكل إنشراح وتفكه ويتحاوران ويتبادلان التندر . وتفيض علينا الفتاة بنوادرها المصحوبة بالضحكات تتندر بما سمتها ( نكتة ) إذ تتمنى أن تمتلك ( أربع شدات ) لتقنع الشمر اللعين بأن يمتنع عن قتل الحسين صلوات الله عليه .
وهذا ما يشير إشارة واضحة لتردي الواقع الإعلامي وتجارية بعض القنوات .
إن القضية الحسينة العظيمة أسمى بكثير من أن يتناولها أيٌ كان دون اصحاب الخبرة اليقظين الذين يتوفرون على عناصر وعوامل الخوض في مضمار هذه القضية المقدسة وفي التراث الحسين الثر. وفي مقدمة هذه العناصر أن يحسن المتحدث الأدب في تعامله وحواره ويدرك عن أي شخصية عظيمة يتحدث .