بقلم: حسن كاظم الفتال
قيام المجلس الحسيني واحياؤه لا يشترط بتحديد المكان أو الزمان. فأين ومتى ما تسنى للراغب القيام به فله ذلك .
ولكن منذ عقود وبسبب الاضطهاد والضغوطات اضطر البعض ان يحدد أماكن إقامة المجلس الحسيني ولعل إقامته اقتصرت على داخل البيوت وبالطرق السرية الخفية واستمر هذا الحال حتى عام 2003.
وقبل التحدث عن المجلس الذي أنوي أن اشير إليه وأتحدث عنه أود أن ابين أمر معين .
ما أن ابصرت النور وحالفني الحظ أن أحضر أول مجلس حسيني وأشاهد لأول مرة خطيبا لم أعرف اسمه ولكني تعرفت عليه فيما بعد وعلمت أنه (الشيخ عبد الزهراء الكعبي) رحمه الله. وهو يرتقي منبرا انتصب على الرصيف وسط شارع العباس عليه السلام بجانب خان (مصطفى خان) وامام داره ذلك الموقع الذي هو اليوم بناية بلدية كربلاء المقدسة حاليا .
وتواصلتُ وتابعتُ الكبار من الملازمين للشيخ المرحوم ومرافقته أينما ذهب لإقامة المجلس والاستماع للوعظ والإرشاد واكتساب ما يسعنا من اكتسابه من معلومات .
يبدو أن المرحوم الشيخ عبد الزهراء الكعبي لم يرحل دون أن يورث مما يشبه ما ورثه الأنبياء والأولياء الصالحون إذ هم لا يرثون درهما ولا دينارا بل يرثون العلم والمعرفة .
مما لفت نظري أنني منذ فترة طويلة وأنا أشاهد إقامة مجلس حسيني مستمر وفي منطقة عامة وهي إحدى الحدائق العامة بجانب مصانع تعليب كربلاء .
قيام هذا المجلس أكد لي حقيقة عدم خضوع المجلس على وقت أو زمان محدد وأدركت أنه حين تكون الغاية من إقامة المجلس الحسيني نشر الوعي وإشاعة الفكر الحسيني ويتمحور الهدف على الدعوة بحرص تام وبنية صادقة لبيان المفاهيم والمضامين التي انطوت عليه النهضة الحسينية المقدسة المبارك فليس بالضرورة أن تقتصر الإقامة على مكان أو زمان محددين . وكذلك لا يستدعي بهرجةً أو ديباجاتٍ معينة .
وحبذا أن يحذو الآخرون حذو هذا الشيخ الجليل وإقامة مثل هذا المجلس.
مجلس يقام في الهواء الطلق والدعوة عامة والحضور برغبة تامة مع اختلاف المستويات ومن الجنسين وهو أشبه بجلسة عائلية .
وهذا ما يسهل إيصال الفكرة النيرة وتحصين العقول ويساعد على أن تتضاعف الفائدة ويزيد الأجر والثواب في الوقت ذاته إن شاء الله.
رحم الله الخطيب الحسيني المعروف خادم الحسين عليه السلام الشيخ عبد الزهراء الكعبي قارئ قصة المقتل
فهو مصداق حقيقي للحديث النبوي الشريف فقد روي عن النّبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: ( إِذا مات ابن آدم انقطع عمله إِلاّ عن ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له).
وعن علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنّه قال: ( شتّان ما بين عملين: عمل تذهب لذته وتبقى تبعته، وعمل تذهب مؤنته ويبقى أجره).
وها هو حفيده الفاضل الموفق فضيلة الشيخ حسام علي عبد الزهراء الكعبي يقيم هذا المجلس الحسيني المبارك
وفق الله العاملين على تنوير العقل الجمعي بإحياء ذكر آل البيت صلوات الله عليهم وجزاهم الله خير الجزاء.
أقرأ ايضاً
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى
- تكامل ادوار النهضة الحسينية
- الإعلام الحسيني.. الأهداف والخصائص