من صومعة صغيرة وادوات قليلة وخبرات كبيرة، تخرج كثير من قطع الكاشي الكربلائي ليعاد رصفها في جدران واروقة وقبة العتبة الحسينية المقدسة بمواصفات عالية تبهر الناظرين بدلا من قطع اخرى تضررت لاسباب عدة، معمل صغير يعمل فيه منذ احد عشر عاما نقاش ورسام بتفاني ليعيدوا كل ما تضرر من الكاشي الكربلائي في العتبة المقدسة نتيجة اعمال التوسعة المستمرة التي تقدم الخدمات للزائرين، كما انهم يخزنون كل القطع الصغيرة والكبيرة من المتضررة للاستفادة منها في امور اخرى.
فكرة وتأسيس
يتحدث مسؤول وحدة معمل الترب والكاشي الكربلائي في قسم الصيانة التابع للعتبة الحسينية المقدسة ضرار جابر علوان لوكالة نون الخبرية عن هذا المعمل بقوله "جاءت فكرة انشاء معمل الكاشي الكربلائي عندما بدأت عمليات تسقيف الصحن الحسيني في العام 2006 وخاصة عندما وصلت الاعمال الى الاعمدة والسقوف فتمت في البداية الاستعانة بفرن استورد من ايران طاقته الانتاجية عالية لان المساحة المراد تسقيفها كبيرة جدا، وبعد انتهاء تلك الاعمال بوشر بتأسيس هذا المعمل ولكن بطاقات انتاجية محدودة تتضمن معالجة الكاشي التالف والمتكسر او المخلوع او الفاقدة لاجزاء منها او الآيلة للسقوط او شكلها الخارجي اختلفت الوانه واصبحت لا تتناسق مع باقي الكاشي فنقوم بتحديد نقشتها واعادة تصنيعها ولصقها مرة اخرى، وهي عمليات صيانة مستمرة ودقيقة تمر بسبعة مراحل لانها تتطلب الرسم والزخرفة والتلوين والانتاج، واستوردنا فرن يستوعب مساحة متر مربع، وفرن اخر صغير مخصص للفحص على قطعة واحدة من الكاشي قبل تنفيذ اي عمل، كما استفدنا من العدد والمكائن واللوازم والالوان التي بقيت من مشروع تسقيف الصحن الحسيني، وجهزنا بنوعين من الكاشي السيراميك وكاشي كربلائي، ولدينا خبرات تخصصية في النقش والزخرفة والرسم الذي يؤدي مهمته الخطاط المشهور فراس عباس الذي نفذ خط الآيات القرآنية في القبة الحسينية الشريفة وكتائب في اروقة العلماء والقبلة وسيد ابراهيم المجاب والإمام الحجة المنتظر".
خبرات ومعالجات
تمكنت الخبرات في المعمل من معالجة الكاشي بمواصفات عالية رغم اختلاف انتاج الكاشي عن الحقب الزمنية الماضية هكذا يحدد علوان سر العمل ويضيف "يوجد في العتبة الحسينية كاشي مرت عليه سبع عقود من الزمن او اكثر وتعرض لضروف مناخية كثيرة فقدت بعض مواصفاتها وانتج عبر استخدام كور النار التي تعمل بالنفط وكانت الالوان تمزج من قبل العاملين اما الان فتأتي مصنوعة وجاهزة في مكائن خاصة، ورغم ذلك تمكن معملنا من اعادة الاجزاء المتضررة بكفاءة عالية تظاهي الكاشي القديم، وهذا الفرن الموجود لدينا يستطيع انتاج متر مربع اسبوعيا، واصبحنا لا نفرط بأي قطعة متضررة من الكاشي الكربلائي في العتبة الحسينية وخاصة عندما تنفذ مشاريع توسعة في العتبة مثل توسعة ابواب الكرامة والقبلة والرجاء حيث يجمع ويخزن ويقدم بعلب خاصة كهدايا ثمينة مباركة لجهات عدة، ويحصل زخم العمل علينا اثناء المشاريع حيث يتطلب اعادة انتاج الايات القرآنية والنقوش والزخارف بمساحات كبيرة بما يطابق الباقي في البناء ولم يهدم".
نقاش وخطاط
جلس في صومعته يرسم وينقش بانامله مختلف البصمات المراد نقشها على الكاشي منذ 11 عاما يعمل في صيانة الكاشي الكربلائي في العتبة الحسينية انه النقاش محمد نزار يشرح عمله لوكالة نون الخبرية، بقوله "تمر عمليات انتاج الكاشي بمراحل عدة منها ان اذهب الى مكان التضرر في العتبة واحدد نفس البصمة الموجودة وأعيد رسم النقشة على الرقعة المحددة عندي لطبع البصمة ثم اقوم برسمها وتعدليها، ومن ثم اصمم الكاشي لانه يحتاج الى قص وتحديد الاقواس وفرش الكاشي ويطبع عن طريق الفحم ومن ثم يرسم باليد ويلون ويترك اللون ليجف، ولدينا 12 لون للكاشي تستورد جاهزة من الخارج ونحن نمزج ونحدد اللون المناسب حسب ما يلائم المتضرر ثم نضعها في الفرن الكهربائي لمدة خمس ساعات وتترك في الفرن بعد اطفائه الى اليوم الثاني ويتم استخدامها واصعب الالوان واغلاها هو الكاشي المذهب الذي ننفذ النقش الذهبي عليه بعد اخراج الكاشي من الفرن وتركه ليبرد فننقش ما نريد عليه ثم يعاد الى الفرن بوقت اقل من الاول، واصعب النقشات والزخارف هي التي تكون بحجم صغير وناعم لانها تحتاج الى دقة اكثر في النقش والتلوين، والزخارف التي تستخدم هي زخارف اسلامية ونباتية وهي كثيرة جدا ومنها السنادين والازهار والطرر والحاشيات والآيات القرآنية والتي تعتمد على نوعين من الخط الكوفي والرقعة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- عشرات الدعاوى القضائية ضد "شبكة التنصت" في بغداد
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "