حجم النص
بقلم:عباس الصباغ
في ظل الفوضى الخلاقة التي اجتاحت المشهد العراقي بكافة حيثياته ومنه الاعلام فتماسست بموجب ذلك الفوضى الاعلامية الخلاقة التي ادت الى خروج بعض وسائل الاعلام والسوشيال ميديا عن اهدافها المهنية المتوخاة في نقل الحقائق وتوصيل المعلومات الى المتلقين وذلك باستخدام عدة اساليب لامهنية منها التعتيم والكذب على الراي العام وحرف القناعات المتجذرة في المخيال الجمعي لتعطي دلالات اخرى لتشي بحقيقة الاجندة المضللة هذه الوسيلة الاعلامية او تلك عن طريق الكذب او افتعال الحقائق بوضع ثيمات اخرى اضافية او حذف بعضها او تدليسها على الراي العام او اختراع معلومات بعيدة عن الواقع الغرض منها تشويش الراي العام وارباك رجل الشارع والتأثير السلبي على قناعات المواطنين وليّ الحقائق المتوافرة عندهم. وكما ضربت تلك الفوضى جميع مناحي الحياة ضربت كل مناحي الاعلام بجميع انواعه فلا يستغرب اي شخص من حدوث ارباك وهلع بسبب ركاكة بث الخبر او بسبب آلية تقديمه وسوء اختار الوقت المناسب له وعدم رصانته المهنية وبسبب السبق الصحفي المستعجل والمرتبك وغير الناضج للمتلقي الذي قد يأخذ المادة على انها من المسلّمات وهكذا ، وعند التمحيص تتضح الحقائق المخفية وراء "الكواليس" ، ويتضح ان هذه الوسيلة الاعلامية لم تستق الخبر من المصادر الموثقة وهو مايتكرر دائما سواء اكان الخبر امنيا او اقتصاديا او صحيا او بيئيا وحتى رياضيا ما يجعل المتلقي في دوامة وحيرة من امره ، فوسائل الإعلام ومعها السوشيال ميديا تكتظ بما لايحصى من الاخبار والمعلومات المضللة يضاف الى ذلك الصور والفيديوهات ايضا ، ومازال الكثير منا يتذكر تعامل الاعلام مع جائحة كورونا وما رافقها من حيثيات وصلت الى درجة انشاء اساطير حولها وعدد طرائق العلاجات ومسالة التلقيح ، ولم يخل ميدان الطقس والمناخ من افتراءات معديّ اخبارهما وتصوير الحالة الجوية انها مقبلة على كارثة وجعل الناس في حيرة من امورهم من تقلبات غير محمودة في الطقس مايضيف معاناة اخرى مع معاناتهم ، يضاف الى ماتقدم طريقة تعاطي بعض وسائل الاعلام مع قضايا المال والاقتصاد وما يتعلق بمعيشة الناس كمسالة صرف الدولار مثلا فضلا عن التهويل في القضايا المجتمعية وقضايا العنف الاسري، واكثرها اخبار ذات معلومات مبالغ فيها الهدف منها زرع التذمر والارباك في النفوس عن طريق بث اخبار (اكشن) مستعجلة قد تكون ذات مضامين لاقيمة لها اعلاميا لكن لها تأثير سلبي بسبب حالات التذمر والهلع والقلق وغير تلك من التي تبثها بعض وسائل الاعلام دون تمحيص او رقابة من الجهات المعنية كهيأة الاتصالات ، ويعود السبب وراء ذلك هو استسهال ممارسة العمل الصحفي من غير الكفوئين وهو من اهم تجليات الفوضى الخلاقة .
أقرأ ايضاً
- أثر الزمان في تغير الاحكام القضائية
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- فوضى التصريحات والابتزاز السياسي