بقلم: د. أثير ناظم الجاسور
مجموعة من القواعد الأساسية والثابتة تدعمها مجموعة من النظريات والمناهج اقرتها مجموعة من المدارس لتعمل بها الدول مجتمعة او فرادى، بالتالي هي خطوط واضحة تلقي بظلالها على مشاهد لابد أن نتصورها ونعمل وفق بديهياتها، قد لا تتقيد الدول بتطبيق كل ما هو مكتوب او نُظر له لكن بالنهاية هي خطوط مستقيمة كانت أم متعرجة الهدف هو المصلحة والأهم البقاء، بصورة او بأخرى لابد للدول آن تعمل وفق مقتضيات مصالحها سيما وانها تواجه مجموعة كبيرة من العقبات لكن القواعد مهما كانت الدول صغيرة ام كبيرة لا تسمح بالخروج عنها بشكل تام من الممكن ان تحيد عنها ولكنها ترجع لذات الطرق والوسائل المتعارف عليها او الجديدة منها التي أيضا متفق عليها.
حدثتنا السياسة ان لا عدو دائم ولا صديق دائم وعدو اليوم صديق الغد وصديق الأمس عدو اليوم، وهكذا تتدرج مراحل تطور النظام واساليبه غير مكترثة بتأخر هذه الدولة او تلك او اكثر دقه هي لا تعير اهمية لمن يجهل قواعدها، لأنها بالنهاية تحدد مستويات المؤثر والمتأثر بشتى درجات القياس والمعايير التي تحدد توجهاتها، وبغض النظر عن ما تنتجه الحروب من خصومه وتحالفات فهي تفرز مجموعة من المواقف تعطي من خلالها إشارات إلى مدى استيعاب الدول لتطور المراحل وقبلها الاستفادة من التجارب التاريخية، فتبارك هذه الدولة مع تلك بالرغم من العداء التاريخي او القائم على حدث معين هو ما يخبرنا ان عالم السياسية هم من أكثر العوالم بحثا عن المصلحة، لا بل ان الأنانية السياسية هي الدالة على بناء تصورات واضحة عن ان هذا العالم يختلف في عوامله وعناصره واولوياته، وقد تتجاوز هذه التصورات الحدود فالسوفييت وامريكا اصدقاء حلفاء إبان الحرب العالمية الثانية لكن المواقف التي حددت مصلحة كل منهما جعلتها الخصمان اللدودان منذ تاريخ الحرب الباردة ولغاية اليوم، وقبلها فرنسا النابليونية المفروض اوروبيا اليوم هي محور العمل الاوروبي بالتشارك مع اصدقائها وحلفائها من الدول الاوروبية.
ما حدثتنا به السياسية ان الدول عندما تضعف تحاول أن تبحث عن مصادر للقوة والتحالف لا ان تسير بسياسة التبعية والدوران في فلك الاجندات التي تكون نتائجها مضرة بالتأكيد، وأن تعمل هذه الدول على تعزيز قدراتها سواء بجهدها الذاتي عند توفر المقومات او من خلال البحث عن حلفاء حقيقيين جادين بالعمل معا كدول لا كتابعين سياسيا واقتصاديا، لان نتائج العمل الجاد تجني الدول ثمارها الداخلي بالموافقة والتأييد والرضا الشعبي الذي يعزز عملها في الداخل ويدعمه في الخارج، والسياسة اعطت صور واضحة عن السائرون في افلاك التخندق الذين عانوا من ضعف انهك الدولة وكان نتاج هذه السياسات الفوضى والعنف والعصيان الناتج عن عدم الرضى وفقدان التأييد والثقة، التجارب واضحة فبعد الحرب الباردة الدول التي استسهلت الدوران في افلاك الغير لا تزال تعاني التفكك والضعف والتصدع الشديد والدول التي حولت النهوض والتطور وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة اليوم في مصاف الدول المتقدمة، السياسة سيف ذو حدين اتقانها والعمل وفق قواعدها يجنب القائمين على الدول تحديات قد نراها بسيطة لكنها تكبر ككرة ثلج لتصبح ازمات خطيرة، والجاهلين والغير مكترثين لها لا هم ولا بلدانهم في مأمن من المخاطر والخذلان لا بل يتم الاستغناء عنهم في اقرب فرصة دولية او رضى قوى للدول الداعمة لهم لتكون محصلة جهلهم ضياع القائمين وبلدانهم.
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر