بقلم: د. عمـاد عبد اللطيـف سـالم
نحنُ الناسُ "العاديّون"..
لسنا "مُحافِظين"، ولا وزراء ، ولا "قادة"، ولا "زعماء"، ولا أيّ شيءٍ آخر.
أبناؤنا .. تحسبُهُم ، مِثلُنا .. أغنياء من التعفّف.
لا نُتاجِرُ بـشيء ممنوع.. بل ولا بشيءٍ غير ممنوعٍ أيضاً.
"الفقراء" .. لا يُتاجِرون.
"الفقراء" .. يعيشون .. أو يُحاوِلونَ العيشَ بكرامة.. ويبتَهِلونَ لكُلّ "مُقَدّسٍ" يخطُرُ لهم على البال، لكي لا تدوسهُم "التايهات"، ولكي لا يُداهمُهُم "التائهون"على حينِ غَرّة.
نحنُ الناسُ "العاديّون"..
ليس بوسعنا أن نكونَ شيئاً آخرَ ، غير هذا الذي نحنُ عليه.
ليسَ بوسعنا التنكُّرَ لفِهمنا للعالمِ على هذا النحو، مهما كانت الخسائرُ باهظة ، والتكاليفُ جسيمة.
نحنُ الناسُ "العاديّون"..
لا نحتاجُ إلى "عفوٍ" من "حامي" الدستور.
ولا إلى توصيّةٍ من "القائد العام للقوّات المسلّحة".. لكي نعملَ ونحيا في الهواءِ الطَلِق.
نحنُ من يجِبُ أن نعفوا عنهم ، مقابل ما ألحقوهُ بأرواحنا من أذى.. وما خلّفوهُ على عظامنا من ندوبٍ عميقة، وما أورثونا من خرابٍ عميم.
نحنُ الناسُ "العاديّون"..
صالِحونَ" جدّاً.. "صالِحونَ" أصلاً.. بل وصالِحونَ أبداً.. و "مُتصالِحونَ" مع أنفسنا ، ومعَ العالم، ولا نحتاجُ إلى "إصلاحٍ"، ولا إلى صُلحِ"زائفٍ" مع الآخرين، ولا إلى"مُصلِحين" زائفين.
الذين بحاجةٍ إلى الإصلاحِ" و "العَفوّ" و "التوبةِ" .. ليس نحنُ .. ولا أبناءنا .. ولا أحفادنا ..
بل أولئكَ الذين تحكّموا بـدمنا، ومصائرنا، ورقابنا، و بسلامِنا و حَربِنا، وبتفاصيلِ عَيْشِنا المُرّ.. منذ نيسان 2003، وإلى هذه اللحظة.