رغم مرور أكثر من 6 سنوات على تحرير قضاء سنجار بمحافظة نينوى، شمال العراق، ذات الأغلبية الإيزيدية من قبضة تنظيم «داعش» الذي احتله في أغسطس (آب) 2014، وقتل وأسر مئات المواطنين والمواطنات الإيزيديات، فإن الجرح الإيزيدي ما زال مفتوحاً على مآسي المقابر الجماعية والفقدان وسبي النساء، حتى أن فتاة إيزيدية تمكنت الأسبوع الماضي من الإفلات من قبضة عناصر «داعش» في مدينة دير الزور السورية والعودة إلى ذويها في سنجار. في الأثناء، تطالب بعض الاتجاهات الإيزيدية بمقبرة جماعية موحدة لعموم الضحايا في سنجار، ذلك أن «توزيع ودفن الرفاة في مقابر متفرقة سيفقد الإيزيدية قيمة الإبادة ورمزية قضيتها». وبحسب بعض الإحصاءات المتداولة فإن «داعش» قتل وأسر أكثر من 8 آلاف إيزيدي، نساءً ورجالاً وأطفالاً، ومن مختلف الفئات العمرية، وما زال مصير مئات المواطنين مجهولاً.
يوم أمس (الثلاثاء)، وفي إطار عمليات البحث عن جثث الضحايا التي انطلقت منذ نحو ثلاث سنوات، فتحت في قرية حردان التابعة لقضاء سنجار 6 مقابر جماعية تضم رفاة إيزيديين قتلهم التنظيم الإرهابي. وأجريت العملية بالتعاون بين فريق دولي تابع للأمم المتحدة وفرق المديرية العامة للمقابر الجماعية التابع للحكومة الاتحادية وممثلين عن إقليم كردستان. وهذه المرة الثالثة التي يجري فيها فتح مقابر جماعية في قرى ومناطق في سنجار، حيث افتتحت في عام 2019، إحدى المقابر في قرية كوجو، وفي عام 2020 جرى فتح مقبرة جماعية أخرى في قرية صولاغ.
وبحسب ممثل عن وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين في إقليم كردستان، فقد «تم حتى الآن انتشال رفاة 360 ضحية من 21 مقبرة جماعية ونقلت إلى الطب العدلي ببغداد لإجراء فحص الحمض النووي والتعرف على هويات الضحايا».
ويؤكد معظم المعنيين في شؤون المقابر الإيزيدية عدم معرفتهم بالوقت الكافي للانتهاء من هذا الملف المأساوي. وطبقاً لإحصاءات نشرها «مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين»، أمس الثلاثاء، وتتعلق بأوضاع الإيزيديين في قضاء سنجار والأعداد الحقيقية للمختطفين والناجين، فإن «عدد الإيزيديين الذين كانوا يعيشون في العراق يبلغ نحو 550.000 نسمة، وإن عدد النازحين من جراء غزوة (داعش) يبلغ نحو 360.000 نازح داخل وخارج البلاد».
وكشف مكتب الإنقاذ في بيان، عن أن عدد الذين رجعوا إلى سنجار يقدر بنحو 150.000 شخص، وبلغ عدد الضحايا في الأيام الأولى من الهجوم نحو 1293 ضحية. ويضيف المكتب أن «عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار بلغ حتى الآن 82 مقبرة جماعية، إضافة إلى العشرات من مواقع المقابر الفردية». وأشار إلى أن «أكثر من 100 ألف شخص إيزيدي هاجر إلى خارج البلد، وهناك 6417 مختطفاً، منهم 3548 من الإناث، 2869 من الذكور، وأن أعداد الناجيات والناجين من قبضة داعش بلغت 3552 شخصاً، منهم 1207 نساء، 339 رجلاً، 1050 طفلة، 956 طفلاً». بدوره، يرى النائب الإيزيدي السابق صائب خدر أن «التنقيب عن مقابر حردان ورفع الرفاة خطوة مهمة لذوي الضحايا».
وشدد خدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على «استمرار المطالبة بفتح باقي المقابر الجماعية في سنجار لما تمثله هذه المقابر من شواهد وأدلة قانونية لجريمة الإبادة التي وقعت على شعبنا وتدعم ملف الإبادة دولياً ومحلياً».
ويذكر خدر بالمطالبات الإيزيدية المتكررة من الجهات الرسمية المختصة على «ضرورة فتح كافة المقابر الجماعية في سنجار والتي تزيد على 84 مقبرة وأسهمنا بأن يتم تخصيص ملياري دينار لدائرة المقابر الجماعية من أجل فتح المقابر الجماعية وهذا ما تم بالفعل».
المصدر: الشرق الأوسط
أقرأ ايضاً
- الكاظمي يفتح النار على "المهرجين" و"المرتزقة" بعد اتهامات تخص "سرقة القرن"
- مصدر أمني: اعتقال 13 أجنبي دخلوا العراق بصورة غير شرعية في قضاء الفاو
- القضاء العراقي يستدعي خميس الخنجر للتحقيق