بقلم: سمير داود حنوش
هناك مثل شعبي عراقي يقول (من خلصت الزفة جتّي الرعنة تهلهل).
دائماً في أحداث العراق المتراكمة والمتوالية التي تحدث في هذا البلد من أعمال قتل وتفجير وإغتيالات وإختطاف لاتنتهي خواتيمها إلا بنهاية واحدة وهي تشكيل لجان تحقيقية ومعاقبة من تعتقده السلطة الحاكمة أنه مقصّر في هذه الجرائم.
مشاهدنا المأساوية دائماً تنتهي بنهايات متشابهة وذات مضمون واحد وهو تشكيل لجان تحقيقية للتعرف على الفاعل ومسببات الجريمة، لكننا لغاية كتابة هذه السطور لم نر أية نتائج تعلنها تلك اللجان أو حقائق ملموسة على أرض الواقع تمنع تكرار تلك الجرائم.
في دوامة الفوضى والعنف التي يحياها العراق وشعبه ستظل اللجان التحقيقية وكلمات الشجب والإستنكار هو الحل الأمثل لهم والترقيعي لكل المصائب والكوارث، هي نهايات إعتاد العراقيون على سماعها بل وتوقعها حتى ظن البعض أنها ذر الرماد في العيون لإبعاد صفة التقصير والفشل الحكومي.
هلاهل الحكومة العراقية بعد إنتهاء كل أزمة أصبحت مزعجة وبات صوتها مقرفاً للغير لأنه صراخ وعويل بلا جدوى وكسب للود وليس لإستقراء الحقيقة. إعتدنا في كل زفة من زفات بلدنا ومصائبه أن تأتي قرارات الحكومة متأخرة دائماً كقصص الأفلام المصرية التي تكون نهاياتها بقدوم الشرطة إلى مسرح الحادث متأخرة، لكن تأخر الحكومة العراقية بات واضحاً أنه يأتي ربما عن جهل أو غباء، وتلك مصيبتنا في حكومتنا.
إستقراء الأحداث وتتابعها يُنذر أن لا نهايات مؤكدة أو حتمية للفوضى والإرباك وأن القادم يحمل المزيد. وستظل اللجان التحقيقية ونتائجها السرية البعيدة عن الرأي العام هي الحلول المُثلى لحكومة عاجزة حتى عن حماية رموزها وشخوصها ورجال قانونها. وذلك هو الإنهيار.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!