حجم النص
بقلم:عباس الصباغ
بحسب المفهوم المتداول للحكم الرشيد ان العراق وعلى طول تاريخه لم يتمتع بمزايا هذا الحكم لاسيما خلال دولته المعاصرة بجميع عهودها ، وهو الذي يخوض حاليا غمار تداعيات تشكيل حكومته المنتخبة التي انبثقت عن الانتخابات بنسختها الخامسة ، وكان من نتائج هذا الحرمان عدم الاستقرار في جميع مناحي الحياة ما ادى الى شيوع التوترات السياسية والانقلابات الدموية بدءا من مجزرة قصر الرحاب وكل انقلاب يأتي بأجندة جديدة تنفي القديمة ومن جملة هذه التغييرات الحكومات التي تشكلت بعد التغيير النيساني وفق السياقات الديمقراطية الشفافة ولحد الان. لم يعد سرا القول ان النموذج التحاصصي / التشاركي / التوافقي الذي تماسست عليه العملية السياسية الجارية لم يكن بالوصفة النموذجية للمشهد العراقي الذي خرج من اعتى ديكتاتورية شمولية بوليسية فعلى انقاضها قامت ديمقراطية مفاجئة وغير مدروسة ادت الى الكثير من الاستعصاءات والانسدادات وكلا الحاتين اسوأ من الاخرى الاولى تعني اللادولة التي ابتلعها الحزب الواحد والقائد الاوحد ، والحالة الثانية هي حالة الدولة العميقة والنموذج الدولتي الخاطئ فلم تتح بذلك الفرصة للعراق بان يلتقط انفاسه ويتهيأ للدخول في مصاف الدول الناجحة التي تتمتع بالحكم الرشيد بعد ان استمر الاحباط والنكوص لعقود طوال ولكن : مازال الطريق طويلا للوصول الى مشارف الحكم الرشيد لكنه ليس صعب المنال فالعديد من الدول شهدت الكثير من المصائب والمصاعب اكثر مما عاناه العراق لكنها وصلت الى الحد الذي اهّلها للوصول الى مشارف الحكم الرشيد ليس بحدوث معجزة ما ولكن بتضافر الاسباب الذاتية والموضوعية شعبا وحكومة بهذا الاتجاه وفي سبيل تحقيق هذا الحلم في العراق يستوجب تحقيق عدة شرائط منها: اعادة تأسيس العملية السياسية وفق مواصفات وطنية صرفة وتنقيتها من ادران التحاصص والتوافق واعادة تأسيس العملية السياسية على اشتراط الهوية الوطنية الجامعة بالابتعاد عن جميع الهويات الثانوية مع ضمان حقوق المكونات الفرعية وضمان حقوق الجميع بلا استثناء وتشكيل عملية سياسية تقوم على مبدا التوافق وحرية التعبير واحترام الراي الاخر وتحرير الاقتصاد الوطني من الريعية مع تنويع مصادر الريع في تمويل الموارد المالية ناهيك عن فتح باب الاستثمار على جميع مصاريعه ، اضافة الى الفصل التام بين السلطات الثلاث مع حيادية القضاء، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب ،مع وضع اليد على السلاح المنفلت ونزع المظاهر المسلحة من الشارع العراقي ...الخ مع تهيئة الظروف السياسية ومايرتبط بها من عوامل اجتماعية واقتصادية وبشرية واجتماعية واحترام سيادة العراق واستقلاله، فضلا عن قناعة اصحاب القرار السياسي / الاقتصادي بضرورة ارساء الحكم الرشيد والخروج من عنق الزجاجة باقل الخسائر لاسيما لبلد مثل العراق .
أقرأ ايضاً
- حماية البيانات الشخصيَّة
- الجنائيَّة الدوليَّة وتحديات مواجهة جرائم الكيان الصهيوني
- التعدد السكاني أزمة السياسة العراقية القادمة