بقلم: د. عماد عبد اللطيف سالم
بينما تذوبُ الكثيرُ من "الشوكولا" الساخنة، في فَمِ"المُثَقّفينَ"العاجِيّين.. ويندلِقُ علينا الكثيرُ من الهراء على لسان "المُحلّلين" السياسيّين.. يجِفُّ الكثيرُ من لُعابِ "الأميّينَ" الفقراء، على قليلٍ من الخُبزِ اليابسِ، في بيوتهم الكسيرة.
بينما يكذبُ الكثيرُ من "البوّاقين"، ويمارسونَ التدليس، ويتفانونَ في مُحاباة السُلْطة، ويتوزّعونَ على "الفضائيّات"، وينتقلون بين شاشاتها كالثعالب، ويُصِرّونَ على خلقِ أعداءَ لا حصر لهم ولا عَدّ، ويتفرّقونَ إلى "مُكوّنات"، و مذاهبَ، وطوائفَ، وأعراق، ومناطق، وعشائر، ومصادر رزقٍ للعائلة.. "تُحارِبُ" خيرة شباب هذا البلد في "جبهاتٍ" عديدةٍ، حتّى آخرِ فردٍ منهم، ويتم تهميشهم، وإذلالهم، بل وحتّى "اجتثاثهم" من أرضهم وبيوتهم وذاكرتهم.. فينزَحونَ و يُهاجِرونَ، ويموتون من الحرّ والبرد، والجوع والعطش، والخذلانِ، وأنسداد الأفق.
بينما يتدثّرُ الكثير من "الإعلاميّينَ" و"الصحفيّينَ" بدفء و"دَخَلِ" الكلمات المُنَمّقة.. يخوضُ الكثير من أبناء هذا البلد، في وحلِ حروبٍ لا عودة منها.
بينما يعيشُ الكثير من "الخبراء، و"المُستشارينَ" في مكاتب أصحاب النفوذ، ومطابخهم، و قصورهم، وغرفهم الخلفية.. فإنّهم لا يخجلونَ من الظهور بسحناتهم "المُحايِدة"، ليتقيّأوا علينا لغوهم العظيم، حول الظلم العظيم، والعدل العظيم، والحرمان العظيم، والاستحواذ العظيم، والكره العظيم، والمحبّة العظيمة، والنصر العظيم، والهزائم العظيمة.. في هذه الأرضِ العظيمةِ المُعَذَّبَة.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً