حجم النص
بقلم :مسلم الركابي
تعودنا مذ كنا صغاراً ان البيت والمدرسة هما الجناحان اللذان تحلق بهما العملية التربوية في اي بلد ، حيث يساهم البيت والمدرسة معاً في بناء الفرد وبالتالي يكونان فاعلان في بناء المجتمع ، فالبيت هو الذي يزرع اللبنة الاولى في الفضيلة والاخلاق وتأتي المدرسة لتقوم بعملية ترسيخ القيم الاخلاقية العالية في شخصية الفرد والتي تنتج بالنتيجة مجتمع تسوده القيم الانسانية النبيلة ، ومن هنا تتم عملية صناعة او تأهيل جيل مبني بشكل علمي واخلاقي صحيح ، لكن الذي نشاهده اليوم ومنذ زمن ليس بالقصير ان يتراجع دور المؤسسة التربوية في بناء الجيل بهذا الشكل الخطر والمخيف فهذا الامر اكيد يحتاج الى وقفة جادة من اصحاب القرار ، اليوم الدولة بكل مؤسساتها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن بناء وتأهيل الجيل الجديد في العراق وحينما تتخلى المؤسسة التربوية وهنا نقصد وزارة التربية بالتحديد عن اداء واجبها ومهمتها الاساسية لاسباب ربما يجهلها البعض رغم انها باتت معروفة للقاصي والداني ، وزارة تسمى وزارة التربية وهي معنية بشكل خاص بتربية الجيل في العراق تساهم في اشاعة مفاهيم اخلاقية غير صحيحة هذا امر يدعو للغرابة والدهشة ، عن اي تربية تتحدث وزارة التربية وهي تدافع عن الغش والغشاشين في الامتحانات المدرسية وفي ديننا الاسلامي الحنيف الذي يؤكد ( من غشنا ليس منا ) والغش منبوذ ومرفوض شرعاً وعرفاً وقانوناً ، كل ذلك ونحن نرى وزارة التربية تتحدث بفخر عن انها صاحبة انجاز حينما سمحت للغشاش والغشاشين باعادة الامتحان ، طيب اين مبدأ الثواب والعقاب والذي تعلمناه في حياتنا التربوية ، كيف تسمح وزارة اسمها وزارة التربية لنفسها بان تكون ملاذ للغش والغشاشين اين الرصانة العلمية ؟ واين الامانة التربوية ؟ واين القيم والمباديء التي يتربى عليها الطالب وهو يشاهد بان الذي يغش في الامتحان معزز ومكرم حاله حال الذي يجتهد ويثابر وينجح ويتفوق في الامتحانات اين هي المعايير التربوية الصحيحة التي تعمل وزارة التربية على ترسيخها في مدارسها ، اليوم للاسف الشديد بات الطالب المهمل والمتقاعس والغشاش يلقى الرعاية والاهتمام في حين ان الطالب الذي يجتهد ويثابر ويتفوق مهمول من المؤسسة التربوية في البلد ، ان هذه الممارسات والسياسات باتت تمثل منهجاً ونهجاً في عملية هدم المجتمع فحينما يكرم الغشاش والفاسد والمتخاذل والمتهاون بعمله من خلال اجراءات اعادة امتحانات الغش الجماعي السيئة الصيت واعادة الهاربين من الخدمة والمتخاذلين بإداء الواجب وغيرها والتي تدخل اليوم وفق اجراءات انتخابية معيبة ومخجلة تسيء للبلد وللدولة العراقية ومؤسساتها ، وهذا مؤشر خطير تسعى اليه بعض الجهات التي لاتريد للدولة ان يكون لها صدى في الشارع العراقي ، وعليه نقول كيف يمكننا ان نحمي المجتمع العراقي من مؤسسات تضع الغش والفساد عنواناً لانجازاتها . حيث بات الطالب اليوم يفكر بطريقة مختلفة فهو يتغيب عن الامتحان وهو يغش في الامتحان وهو يفشل بالامتحان لانه متأكد بان هناك مؤسسة ستصدر له قراراً بان يعيد له الفرصة مرة اخرى ، لا اعرف اين هي هيبة المؤسسة التربوية ؟ واين هي هيبة المدرسة والمعلم والمدرس والامتحان ؟ كل ذلك اصبح مجرد كلام يتحدث به الطلبة الفاشلون بتندر كبير ، وهنا نود ان نتسائل بصدق لمصلحة من اصدار هكذا قرارات ؟ فلا عجب ولا غرابة حينما نسمع بان النظام التعليمي في العراق وصل الى أدنى المراكز في التصنيف العالمي ، اسألوا عن ترتيب جامعاتنا اسوة بجامعات العالم القريب منا والبعيد ، لقد فقدنا كل شيء واصبحت مدارسنا للاسف ملاذاً للفاشلين والغشاشين والذين يعيثون في الارض فساداً وجهلاً وتخلفاً ، متى يتدارك اصحاب الشأن الامر فقد اصبحنا نعيش اليوم على جرف هار بعد ان انهارت العملية التربوية في البلد ؟ واصبحت وزارة التربية اليوم تدافع عن الغش والغشاشين بدوافع مريبة ! وكان الله والعراق من وراء القصد .
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!