- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الشارع العراقي والنضج السياسي
بقلم: مهند الصالح
ثقافة الشارع الانتخابي وصلت إلى مرحلة النضج السياسي و الانتخابات الحالية ستحدث نوعا من التغيير على اعتبار ان ثقافة الشارع الانتخابي وصلت لمرحلة من النضج السياسي الذي يعتمد عليه في احداث التغيير ويميز ما بين الغث والسمين. ان الناخب العراقي وصل إلى مرحلة متقدمة من القدرة على الحكم على نوايا المرشح وقدراته في تنفيذ برنامجه الانتخابي وامانته، وتحمله مسؤوليته دون ان يحيد عن اهدافه ومبادئه وبرنامجه الانتخابي التي اعلنه من قبل، و ان هدفه من خوض الانتخابات هو خدمة ابناء الدائرة على وجه التحديد، وخدمة العراق عامة والسعي الدؤوب لترسيخ مفهوم العدالة وبناء المجتمع الصالح المتمسك بمعتقداته وقيمه وعاداته اضافة إلى ان صدق الهدف ونيل النوايا والتمسك بالمبادئ هي من اهم شروط نيل المرشح لثقة الناخبين وايمانهم بقدراته على تمثيلهم خير تمثيل تحت قبة مجلس النواب للدورة المقبلة ومن هنا نستطيع القول ان ثقافة الشارع ليس هناك شك في أن الانتخابات القادمة يمكن أن تحدث تحسنا في الوضع العام العراقي، وترفع عن كاهل العراقيين بعضا من الغم والفقر والخوف، وتكسر جزء من سطوة القوى والأحزاب الطائفية والعنصرية الشيعية والسنية والكردية". وقد تصبح الانتخابات المبكرة إنجازا وطنيا مهما للكاظمي ولكن إذا ما وفر لها، هو ومعه حكومته وقواته المسلحة، بيئة صالحة تضمن إجراءها دون تلاعب وتزوير. ولكن الواقع الحالي لا يبشر بالخير لغياب القرار السياسي الوطني، وطبيعة بنية النظام القائم على الطائفية والمحاصصة والتبعية، وسيطرة الميليشيات على قرار الدولة، وإصرار مجلس النواب على حماية الفاسدين سياسيا. لا نعرف هل هو حظ العراق العاثر، بحيث أصبح البلد يتنقل من مشكلة إلى أخرى، حتى صارت أزماته كالسلسلة التي لا تنفكّ حلقاتها، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الشعب هو جزء لا يتجزأ من تلك المشكلات التي تعصف بهذا البلد، ويتحمل جزءا من المسؤولية عما وصل إليه البلد من وضع خطير بسبب سكوت الأغلبية من الشعب على هذا الظلم والفساد والدمار، ومن يريد الخلاص من هذا الوضع السيء عليه أن يبحث عن إرادة سياسية وطنية مخلصة من خارج العملية السياسية الفاشلة لتعيد للدولة سيادتها وهيبتها بقرارات شجاعة تعمل لأجل العراق وشعبه فقط ولا ننس أن الشعب كلما كان أكثر وعيا وأعلى ثقافة سيكون وقت الخلاص أن الشعب العراقي في السباق الأخير مع الزمن، فالايام القادمة هي فترة المخاض العسير وأقصد هنـا فترة الانتخابات المبكرة المزمع إجراؤها في يونيو/حزيران 2021. فإما خلاص العراق من أزماته السياسية أو وضعه في أزمة دائمة". لم يعد هناك وقت للتنصّل من المسؤولية أو إلقاء اللوم على القـدر أو الأيدي الخفية أو أمريكا أو غير ذلك من الحجج الجاهـزة. فمعروف أن قـدرنا بأيدينا وأن الدول الأجنبية مهما كان اسـمها فهي لا يهمها أو بالحقيقة لا ترغب في اسـتقرار العراق لأن الكثير مـن تلك الدول تعتاش على مشـاكل وعدم استقرار الدول الأخرى ولكن الأمر من قبل ومن بعد في أيدينا نحن أهـل العراق، ولمزيد من الوضوح، فإن الأمر كله في الوقت الراهن معلق برقاب مَن يسمون أنفسهم بالوطنيين ... المطلوب ممن يدعي 'الولاء للعراق' أن يبرهن على عراقيته اليوم أكثر من أي وقت مضى
أقرأ ايضاً
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي
- تفاوت العقوبة بين من يمارس القمار ومن يتولى إدارة صالاته في التشريع العراقي