تتسابق العشائر الجنوبية في اهوار ومناطق ذي قار على الخدمة الحسينية، بل تتنافس بشكل ودي على تقديم الخدمات للزائرين الذين تزاوجوا وتصاهروا مع اهل المواكب، بل اطفأت الخدمة الحسينية نار الخلافات العشائرية احتراما للحسين عليه السلام ولا تكتفي العشائر في منطقة الجبايش والفهود والطار وآل جويبر بخدمة الزائرين بل يتعدى الامر الى فتح باب الف بيت يستوعب مليون زائر خلال عشرة ايام من الخدمة الحسينية.
الالف والمليون
ارقام كبيرة ذكرها الحاج عذاب علي آل فرهود من عشائر آل جويبر بقوله "نصبنا موكبا وباشرنا بالخدمة عام 2014 في طريق الزائرين في منطقة الطار للحاجة الماسة للزائرين في هذه المنطقة بسبب زخم الزائرين، ولاننا كلنا خدمنا في مواكب اخرى وسرنا مشيا على الاقدام الى كربلاء المقدسة فبات من الضروري ان تكون المشاركة على مستوى العشيرة وهو شرف لا يدانيه شرف.
ونحن نبحث عن الاجر والثواب من الامام الحسين عليه السلام وبدأنا بتقديم خدمة قليلة في بيوت قصب صنعناها بايدينا وثم بنيت حسينية الامام الكاظم في منطقة العبرات بمنطقة آل جويبر ثم تطورت لتصبح عشرون موكبا، وكانت الامكانيات قليلة بسبب الضرف الاقتصادي ونعتمد على منتوجات الابقار والجاموس الذي نملكه، ولكوننا عشائر ولنا طبيعة اطعام الضيف وجمعنا الاموال وتبرع الكثير بالمواشي لذبهحا في الموكب واطعام المشاية واسسنا صندوق الحسين للعشيرة وجمعت الاموال وتضاعفت الخدمة، اما المبيت في منطقة آل جويبر فتوجد بحدود الف بيت يستقبل الزائرين خلال عشرة ايام من الخدمة بحدود مليون زائر.
منطقة الطار
يذكر محمد جبار صاحب موكب من كرمة بني سعيد، لوكالة نون الخبرية، ان "الخدمة بدأت في العام 2005 عندما قررت العشيرة ان تسجل اسمها في سجل خدام الحسين عليه السلام فنصبت موكبا في منطقة الطار بمحافظة ذي قار وهذه المنطقة هي منعطف تمر به الحشود الملونية من البصرة وذي قار، وبسبب ازدياد عدد الزوار استوجب نصب الكثير من المواكب لاننا فوجئنا بعدد الزوار، وانتخت العشائر الساكنة في هذه المنطقة بل تسابقت العشائر للخدمة الحسينية كما تفرعت المواكب الى ثلاثة مواكب او اربعة، وتستمر الخدمة من اليوم الرابع من صفر الى العاشر منه لمدة اسبوع كامل من صلاة الفجر الى بعد منتصف الليل وتقدم ثلاث وجبات رئيسة وثلاث اخرى خفيفة حسب حركة الزائرين، فضلا عن توفير الحمامات والمنام وامكنة صلاة.
وتابع جبار، ان "الخدمة تطورت الى ان تكوين علاقات عائلية واتصالات دائمة بيننا وبين الكثير من الزائرين، فتقوم العشائر باصطحاب المشاية الى بيوتها للمبيت وتقديم خدمات اخرى خاصة لهم مثل وجبات العشاء والفطور، وتخدم المواكب مئات الالاف يوميا وتفرغ البيوت لمبيت النساء والديوانيات والجوادر للرجال وتوفير التبريد والتدفئة للمشاية، وتعمل النساء بشكل كبير خلال الزيارة الاربعينية في البيوت وفي المواكب ويسهرن على راحة النساء".
يضيف، ان "طريق المشاية يتضاعف العدد فيه سنويا بسبب نوع الخدمة الحسينية المقدمة له من ناحية وجمالية الطريق، وكذلك هي منقطة انتهاء مسير يوم كامل من الفهود بحدود 40 كيلومترا فيضطر الزائر الى المبيت، وكذلك فان جيل كامل اصبح بعمر الشباب فاصبح الزائر يأتي مع اولاده ونسائه ليبيتون في مواكبنا، ومن نعم الله علينا وبركات الامام الحسين عليه السلام ان كثير من الخلافات العشائرية بدأت تنتهي بسرعة بسبب ان الكثير من العشائر اصبحت خداما للحسين وتتنزال عن الكثير من الفصول العشائرية".
مواكب من قصب
حدد كاظم عواد عبد الحسن صاحب موكب عبد الله الرضيع خدمة موكبه منذ سبع سنوات حيث باشروا بالخدمة الحسينية في محافظة البصرة وبعد وجود حاجة لنشر مواكب في منطقة الطار اسسوا موكبهم في هذا المكان، وتكفلت العشيرة بنصب الموكب لخدمة الزائرين وتبرع ابناء العشيرة بمبالغ مالية معتد بها حيث حدد التبرع بمبلغ مئتي الف دينار على اصحاب الرواتب ومئة الف دينار على اصحاب المهن الحرة والكسبة وهكذا تم نصب موكب من القصب والفرش وثم اشتروا خيمة كبيرة وادوات طبخ ومستلزمات المبيت وباشروا بالخدمة، وقسم العاملون الى ثلاث مجاميع تخدم على مدار اليوم ووفروا 25 بيتا لمبيت الزائرين والزائرات ليستقبلوا 150 زائرا للمبيت يوميا اغلبهم من النساء، وتضاعفت اموال الموكب والخدمة فيه عام بعد عام وتشرفت عشيرتهم بالخدمة الحسينية، ونصبت مواكب اخرى في الجبايش والحمار والفهود.
قاسم الحلفي ــ ذي قار
تصوير: عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)
- "ترتيبات" مع الناتو.. هل وجدت بغداد بديلا للتحالف الدولي؟