بقلم: هادي جلو مرعي
في الإنتخابات يمكن أن نشاهد أشياء غريبة، ونسمع ماهو أغرب، ونشارك في صناعة أحداث برغبة ومن دونها، ويمكن أن نتعرض لمواقف محرجة ومرهقة يصعب التكهن بالمآلات التي تنتهي إليها، وقد نربح شيئا، ونخسر أشياء كثيرة، ونخرج نادمين وكأننا أذنبنا جميعا.
يشرع المرشحون بالتوجه الى أطراف المدن بحثا عن الفقراء، ويعرضون خدماتهم مقابل التصويت لهم في الإنتخابات، وأخيرا إلتفت المواطنون الى أهمية مساومة المرشح الذي كان في السابق يعد بأشياء بعد الإنتخابات، لكنه اليوم مضطر الى أن يعد وينفذ قبل الإنتخابات، وليس بعدها.
يبحث المرشح عن أبرز الحاجات التي يفتقد إليها الناس، ويحاول التفكير في سبل تلبيتها في محاولة للإقناع والحضور، وضمان تصويت جيد يمكنه من الحصول على عدد جيد من الأصوات، وعادة ماتكون المطالب والحاجات بسيطة غير معقدة يمكنه تلبيتها من خلال إستخدام نفوذه في مؤسسات الدولة التي تسهل مهمة توفير بعض تلك المطالب.
في العراق شاعت العبارة التالية (مرشح السبيس) ولعلها أبسط طريقة لتحقيق الغايات وبمعنى آخر أن يقوم المرشح بزيارة مناطق لم تعبد طرقها بالأسفلت، ويصعب القيام بذلك بسبب الروتين، وندرة الموارد المالية، فيكون الحل هو توفير مادة (السبيس) التي تتكون من الحصى والرمل، وفي أحيان التراب، ويتم فرش دروب القرية، أو الحي السكني به مايتيح للمرشح تحقيق بعض رغباته، ويطلق على هذا المرشح (مرشح السبيس).
هذه الأيام تحولت الكهرباء الى سلعة نادرة، ونوع من الترف غير المقبول، ويصعب ضمان الحصول عليها بشكل منتظم، ولكننا لانجد من المرشحين من يطرح الحلول، أو يحاول التفكير في حل، وأغلب المرشحين لادراية له في التقنيات المتعلقة بالكهرباء فقد تعود الناس أن يسمعوا من الساسة الذين يتكلمون على مدار الساعة دون نتيجة تذكر، بينما يغرون الناس بأوهام لاتتحقق مطلقا لأنها ليست مثار إهتمامهم، وهم يصرون على الحديث عن السهل اليسير من الأفعال غير المكلفة.
يتساءل الناس عن مرشح كهربائي يستطيع فعل شيء ما لإعادة تزويد الناس بالكهرباء، ويجنبهم عذابات الصيف الموحش الذي يتسلط عليهم دون هوادة وكأنه يطرق على رؤوسهم، ويصدعها بلاتوقف، ولهذا المرشح حظوظ قوية لو تمكن من تخفيف معاناة المواطنين شرط أن لايلجأ الى مولدات الديزل، ويخدع بها عامة المواطنين الذين ملوا تلك المولدات ومقتوها أشد المقت، وصاروا يرجون خلاصا من كل ماينغص حياتهم. فهل هناك مرشح مختص بشؤون الكهرباء، ويجد الحلول لكبرى الأزمات.