بقلم: د. بلال الخليقة

الليلة الماضية (30 – ابريل نيسان- 2021) حدث تعرضين، الاول هو على قوات امنية عراقية في الطارمية وهو الإمر الذي اصبح كالامر العادي الذي لا ياخذ صداه لانه تكرر كثيرا في الفترة الاخيرة دون اخذ اي اجراءات، اما التعرض الثاني هو تعرض حدث على قوات البيشمركة، الى هنا الامور عادية لان التعرضات شبة يومية ولا احد يكترث لذلك لان من يستشهد هو من الوسط والجنوب ذو الدم الرخيص.

صرح رئيس الاقليم ان السبب هو الوضع الهش للمناطق الكردستانية خارج سيطرة الاقليم. وهذا تطور جديد في المصطلحات السياسية وهو استخدام (المناطق الكردستانية خارج سيطرة الاقليم) لان هذه المناطق تغير استخدام المصطلحات فيها إذ كانت تسمى( مناطق المختلف عليها) وبعد ذلك تحول الى (المناطق متنازع عليها) واخيرا وليس اخرا أصبح اليوم (المناطق الكردستانية خارج سيطرة الاقليم).

هذا الخبر ذكرني بمادة اضيفت في الموازنة وفي جلستها الاخيرة التي تم التصويت عليها في البرلمان العراقي وكأن الذي اخذوه هو قليل، وهي:

المادة (62):
على وزارة المالية نقل الدرجات الوظيفية والتخصيصات المالية في جدول القوى العاملة في اقليم كردستان للدوائر (الجنسية والاحوال المدنية والسدود والانواء الجوية) الى دوائرهم الاصلية في جدول القوى العاملة لوزارة المالية الاتحادية والحكومة في اقليم كوردستان.

وبكلام بسيط ان الموظفين في الجنسية والاحوال المدنية والسدود والانواء الجوية التابع لاقليم كردستان سيكون رواتبهم من المركز وبالتالي ان العبئ على الاقليم انتقل الى بغداد (وهنا الطامة الكبرى) مع عدم خصم ذلك من حصة الاقليم اي ابقاء حصة الاقليم ثابته بدون تغيير.

هذا فيه عدة دلالات اهمها:
1 - للعلم اني راجعت المسودات السابقة لقانون الموازنة العامة الاتحادية ، لم تذكر هذه الففرة فيها، اي انها اضيفت في المناقشات الاخيرة.
2 – كان المفروض من سياسي الوسط والجنوب هو تقليل حصة الاقليم الفضيعة والكبيرة التي شملتها موازنة هذا العام، لا ان يتم اضافة فقرة جديدة ، تشمل مخصصات مالية اضافيه للاكراد.
3 – كان المفروض في الموازنة هو تقليل الانفاق، عن طريق تقليل التخصيصات التشغيلية وهو عكس ما تم ذكرة في هذه الفقرة.
4 – هذا فشل في الاداء يحسب على الساسة من اهل الوسط والجنوب.
5 – في كل المفاوضات التي يجريها السياسيين من اصول الوسط والجنوب يكون مصيرها التنازل بدون اي مقابل.
6 – ان تصريحات القادة الاكراد حول التعرض الذي حدث الليلة الماضية، يعني ان تلك المناطق هي للاكراد والموضوع مسالة وقت لا اكثر وان السياسيين من الوسط والجنوب سيتنازلون ايضا كما تنازلوا قبل ذلك.
7-البعض يعتبر ان تسليم الاقليم 250 برميل يوميا منجز متناسي ان الموازنات السابقة تضمنت نفس الفقرة ولم يلتزم الاقليم في أي منها , نستطيع ان نقول ذلك انجاز لو تم رفع الحصة المقرر تسليمها لبغداد أكثر من 250 الف برميل يوميا.

تاثير الفقرة (62)
1 – زيادة مخصصات الموازنة التشغيلية للبلاد والتي سيقع عبأها على اهل الوسط والجنوب التي تنتج النفط بدون اي مقابل.
2 – هذه يشجع الساسه الكرد في الزيادة باخذ المال والمكاسب في الايام القادمة، وما تصريح الليلة الماضية الا نتيجة ذلك التنازل المستمر من القادة للجنوب والوسط.
3 – زيادة معاناة الجنوب نتيجة اخذ اموالهم للاكراد.
4- كان بالامكان تعيين او الاقل تثبييت العقود التي لدينا بدل اعطائها للاكراد.

الحلول
1 – محاسبة من وضع هذه الفقرة ومن صوت عليها.
2 – اخذ العبرة من هذا الاخفاق في عدم التنازل مرة اخرى.
3 – التضييق على الاموال الغير مسلمة للاقليم الا بتنفيذ الشروط وفي حال التنصل ، يجب وضع فقرات تشمل عقوبات عليه.
4 – الساسة الذين مر عليهم هذا القانون (الموازنة) وهذه الفقرة هم فشلوا في ادارة التفاوض وبالتالي عدم زجهم مرة اخرى في. السياسه او على الاقل في اي مفاوضات قادمة.
5 – الانتخابات على الابواب وبالتالي على الناس عدم انتخاب من ساهم في سرقة اموالهم، او سكت على سرقة اموالهم.