- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العنوان .. معطيات الرياضة الروحية الرمضانية
بقلم حسن كاظم الفتال
حين نعمد إلى تعريف مفهوم الرياضة يمكننا أن نعدها مزاولة نشاط ترويحي يُرَوِّحُ بها الإنسان عن النفس والذات ويستعين بها على إدامة النشاط والحيوية في الجسم وإظهار الطاقات والقابليات ومناهضة الكسل والخمول والضمور وضعف المقاومة . وللرياضة البدنية أثر ملموس لا يخفى على أحد سواء كانت تمارس من أجل اكتمال المقاومة أو السبق أو المنفعة الشخصية أو للترويح والحفاظ على ديمومة النشاط البدني في التحكم بالوزن وامتلاك لياقة أفضل وحسن الهندام والمظهر والنأي عن التوتر الذي كثيرا ما يسببه الضعف لذا فهي محفزة للتنافس النزيه المشروع من أجل الحصول على نتائج مرضية ومقنعة (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) ـ المطففين /26 والرياضة عنصر من عناصر اكتساب صفة أو ملكة التحمل أو أداة من أدوات هذا الاكتساب ورفع مستوى قدرة الملكات لمواجهة الصعاب وترويض الحواس أو الجوارح على ممارسة أدوارها بشكل دقيق وصحيح . ويبدو أن هذا هو التفسير للصبر على الطاعة والتصبر على ترك المعصية والصبر على ترك المعصية يخلف درجة عالية من التقوى وكلما ارتفعت نسبة التقوى لدى الإنسان ازدادت درجة اقتداره على منازعة ومحاربة الهوى واللذائذ والشهوات التي تسوق إلى الموبقات والفواحش ولا تنتج إلا الخسران . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الصبر نصف الإيمان . وقال صلى الله عليه وآله : من أقل ما أوتيتم اليقين وعزيمة الصبر ومن أعطي حظه منهما ولم يبال ما فاته من قيام الليل وصيام النهار ، ولئن تصبروا على مثل ما أنتم عليه أحب إلي من أن يوافيني كل امرئ منكم بمثل عمل جميعكم . مستدرك الوسائل ج2 / الميرزا النوري وقال صلى الله عليه وآله: الصبر كنز من كنوز الجنة ولا فض فو من قال : لا تحسب المجد تمرا أنت آكله ** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا والرياضات عديدة ومتنوعة ومختلفة فمنها الجسدية ومنها الفكرية والعلمية والأدبية والروحية والنفسية وما يشابه ذلك ومثلما أن الرياضة البدنية تبني جسدا وأعضاء قوية ناصحة معافاة من الوباء أو العلل . الرياضة الروحية تبني أو تنتج روحا سليمة عالية المقاومة . والرياضة الفكرية تكوِّن ذهنية حادة وبصيرة قوية . ولا شك أن النتيجة الحاصلة من ممارسة تلك الرياضات هو الكمال . والكمال حتى وإن كان نسبيا يسوق الإنسان إلى صراط إيماني سوي قويم لا يحيد عن اكتساب الخير بل يزداد اندفاعا لحصول الخير حتى للآخرين حرصا منه على انتشار المنفعة العامة . وهذه النتيجة تجعل الشر يتلاشى شيئا فشيئا أو تدريجيا . مما يؤسف أحيانا أن نجد الجذب اللا محدود أو مما يوصف بأنه غير طبيعي يتمركز على الرياضة البدنية حثا وممارسة . بينما نلاحظ إهمالا من قبل معظم الناس للرياضات الأخرى . دون الإلتفات إلى أن من أهم الرياضات هي الرياضة النفسية إذ هي تمرن النفس وتهذبها وتنقيها من شوائب الإكتسابات المضرة بالفرد السوي القويم وتكسبها قدرة فائقة على مقاومة اللذائذ والشهوات وأن تنشغل عن الهوى بالعبادة . وبالرغم من أن بعض الرياضات البدينة قد حضت عليها الشريعة السمحاء إنما لعل التحفيز ازداد تكريسا على الرياضة الروحية والنفسية وليس نهاية الترويض ونتيجته إلا حصول الكمال في صورة من صوره . ولعل من أبرز الرياضات الروحية التي تؤدي إلى صيرورة الكمال رياضة الصوم . ولعل هذه الرياضة التي نمارسها في كل عام نحدد فيها علاقتنا الوطيدة بالله جل وعلا بأحكام الشريعة الإسلامية السماوية بهده الرياضة نهذب أنفسنا ونروضها على أن نحسن عملية ترتيب أفكارنا وتأملاتنا لتستزين بعد أن تستنير بنور الهدى الإلهي فنكمل الشوط في مسيرة حياتنا بكل أمن وسلام واطمئنان ونطبق تطبيقا فعليا عملية صوم الجوارح قبل صوم البطون
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً