مشاريع ستراتيجية وإنسانية داعمة للواقع الصحي في كربلاء، حرصت على إيجادها جهات متعددة في المحافظة، فبدا المشهد الصحي يلحظ جملة من المحاولات الجادة في تعميق روح المسؤولية العملية وخاصة البحثية ووضع دراسات جدوى الغاية منها إقامة مشاريع ديدنها إيجاد السبل المثالية للنهوض بالواقع الصحي.
هذا بحسب إشارة جملة من الناشطين الإنسانيين الذين عبروا عن نظرتهم بالتحسن الملحوظ للواقع الصحي في المحافظة من خلال إقامة جملة من الستراتيجيات والمشاريع كالمعارض الطبية والمراكز التخصصية، مشيرين الى \"عدد من الاستراتيجيات التي لها الشأن بالنهوض بالواقع الصحي في البلد، كالتميز في خدمة المرضى، ووضع استراتيجيات التنمية الفعالة للمؤسسات الصحية والبيئية، وتنسيق خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، ومطابقة متطلبات الرعاية الصحية للمرضى مع الخدمات المتوافرة لدى المؤسسة الحكومية، وضمان حقوق المرضى وعائلاتهم وتثقيفهم صحيًا\"، ومن جهة أخرى \"أشكلوا على التأمين الطبي على صحة مزاولي المهن الصحية، وتحول مهنة التطبيب في العيادات الطبية الى تجارة تمارس على حساب المواطن\".
دائرة صحة كربلاء التي حرصت على حياة المواطن الكربلائي بادرت بفكرة أقامة معارضا للصحة تثمر بحسب المختصين في فتح آفاق جديدة لتحسين الوضع الصحي في المحافظة.
فيما أفصح (علاء حمود بدير) مدير عام دائرة صحة كربلاء في تصريح أكد فيه لموقع نون أن \"بادرة إقامة المعرض الطبي جاءت نتيجة جهد دائرة صحة كربلاء وغرفة تجارة كربلاء وإشراف الحكومة المحلية للمحافظة على التنسيق مع الجانب الإيراني لاستقطاب بوادر التطور الطبي والاستفادة منها في الواقع الصحي في المدينة\".
علما إن تحسين الواقع الصحي لم يقتصر على المدينة فحسب بل تعدى الى نواحيها وأقضيتها، فشهد قضاء عين التمر الباعد 85 كم عن مركز المحافظة مؤتمرا علميا درس جملة من الأمراض الوراثية.
تحسين الوضع الصحي تطلب جملة من الخطوات التقدمية، منها إنشاء مستشفى تخصصي يتكون من (400) سرير، وحرص دائرة صحة كربلاء على موافقة وزارة الصحة لعدة متطلبات منها فتح العيادات الاستشارية لأمراض الربو والحساسية، واستشارية أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم واستشارية لأمراض الغدد الصم وداء السكري وعيادة السرطان في محافظة بسبب الحاجة الماسة لاستحداث تلك الاستشاريات، وتزايد عدد السكان والمهجرين في المحافظة.
من جهة أخرى كان للعتبة الحسينية المقدسة دورا يسهم صحيا في أول مشروع إنساني من نوعه في العراق، وذلك في بادرة إنشاء مركز جراحي تخصصي لخدمة زائري كربلاء، تطمحُ من خلاله العتبة الحسينية المقدسة بتقديم خدماتها الإنسانية للزائرين الوافدين إلى المدينة وكذلك لأبناء المحافظة، إيماناً منها برعاية الجانب الإنساني الذي أكّد عليه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) خاصة في بلد مثل العراق شهد الكثير من الويلات.
سعي العتبة الحسينية في توفير هذا المركز الجراحي سيخدم الزائرين بشكل كبير خاصة وإن المستشفيات والمراكز الصحية في كربلاء تخلو لمثل هذه الأجهزة الطبية، فضلا عن خدماتها الطبية المجانية في الصحن الحسيني المطهر على مدار الأربع والعشرين ساعة، إضافة الى افتتاح مجمع الحسين الطبي التخصصي في أحد أحياء المدينة سنة 2007، برعاية ممثلية المرجعية الدينية الحكيمة في كربلاء وبالتعاون مع بعض الأطباء الاختصاصيين، وكذلك مركز عيون تخصصي متقدم يحتوي على أجهزة حديثة اليكترونية تستخدم لتشخيص العديد من الأمراض التي تصيب العين.
وبالرغم من تفشي أمراض الكوليرا وانفلوزا الطيور والخنازير وغير ذلك، فلم يذكر في كربلاء حالة إصابة أو وفاة.
على المستوى الأكاديمي ذكر الدكتور (صفاء الحسيني) مقرر الهيئة العليا للمجلس العربي في العراق لموقع نون إن \"وفدا طبيا من المجلس العربي للتخصصات الطبية زار العراق، وأبدى إعجابه بالواقع الصحي المتطور في المستشفيات الحكومية بالمحافظة، وبينوا إن المريض لا يحتاج إلى الاستعانة بجهات طبية أخرى لاستكمال العلاج، فضلا عن الخدمة العلاجية المجانية\".
على صعيد متصل ومن اجل واقع صحي وبيئي خال من الأمراض كان لمديرية بيئة كربلاء مساهمة جديرة بالذكر فقد عملت على إبادة الكلاب السائبة، وتخصيص أرضي لترحيل عشرة معامل طابوق الى حدود المحافظة الشمالية، كما بادرت من خلال مختبراتها الصحية بفحوصات مياه الشرب، وافتتاح مجزرة كربلاء المؤقتة بالتعاون مع نخبة من دوائر المحافظة، فضلا عن حملة الاستزراع في المدارس لتوفير جو ملائم ومنعش للطلبة.
من جهة أخرى كان لكلية الطب في جامعة كربلاء مساهمة ومشاركة فعلية في تنشيط الواقع الصحي في المدينة، فعمدت على المشاركة بالمعارض العلمية وكذلك إقامة معارض للأجهزة الطبية والكتاب العلمي في الجامعة شأنها النهوض بالواقع الصحي.
ضرورة التعاون والتعاضد من اجل خدمة مدينة كربلاء المقدسة، وخاصة الطبقات الفقيرة فيها بتقديم أفضل الخدمات لهم على جميع الأصعدة لا الجانب الصحي فحسب، وهذا ما بدا وضحا أثر تصاف الجهات المذكورة أنفا لتقديم خدمات ستراتيجية تصب بالتطور والتحسين الصحي الملحوظ عقب سنين الحرمان والاضطهاد التي عاناها البلد.
تقرير/حسين النعمة
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- المقاومة في لبنان تصدر ملخصاً ميدانياً: رفد الجبهات بالسلاح مستمر.. 95 قتيلاً للاحتلال وتدمير 42 دبابة
- لـ"تطوير المهارات".. إيفاد أعضاء مجلس بغداد إلى وجهات سياحية عالمية