- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مجالس المحافظات تجربة فاشلة بأمتياز
حجم النص
بقلم / مسلم الركابي
يبدو ان احزاب السلطة وما يسمى بالكتل السياسية تسعى جاهدة لأعادة الحياة الى مايسمى بمجالس المحافظات والتي كانت عبارة عن حدائق خلفية لهذه الاحزاب والكتل واصحبت هذه المجالس استحقاق حزبي وليس استحقاق وطني ، مجالس المحافظات التي لم يجني منها الشعب سوى الخيبة والفشل والدمار وكانت عنوانا بارزا ومميزا من عناوين الفساد بل هي
احدى قلاع الفساد في العراق وقد شهدت اغلب المحافظات العراقية تغييرا نوعا ما في طريقة اداء الحكومات المحلية بعد ان تمت عملية تجميد عمل مجالس المحافظات استجابة لمطالب ثوار تشرين وهذه الحقيقة تؤكد بالدليل القاطع ان مجالس المحافظات كانت عبارة عن مؤسسات معرقلة ومعطلة لعمل الحكومات المحلية ففي الوقت الذي تخلت مجالس المحافظات عن دورها الحقيقي وهو الدور الرقابي اصبحت عبارة عن شركات للمقاولات ومرتعا خصبا للكومنشنات والمشاريع الوهمية وغير ذلك من صور الفساد وهذه حقيقة يعرفها القاصي والداني ثم ان هذه المجالس كانت تضم بين اعضائها العديد ممن تنقصهم الخبرة والكفاءة والشهادة العلمية بل ان البعض منهم من كانت شهادته الدراسية مزورة اذن هذه المجالس لم تعد تلبي حاجة المجتمع بشكل حقيقي اضافة الى ان اعضاء هذه المجالس هم مجرد موظفين صغار بيد زعيم الكتلة والحزب الذي ينتمي اليه هذا العضو حتى عملية التصويت داخل هذه المجالس تتم وفق نظرية (صوتلي واصوتلك ) السيئة الصيت والتي جعلت مصالح الناس والوطن عرضة للمزايدات الرخيصة ، وقد لا نتجنى على احد حينما نقول ان الفضائح التي رافقت عمل مجالس المحافظات طيلة ١٧ عاما جعلت الشعب يعي وبشكل كامل ان هذه المجالس لم تعد محط احترام واهتمام غالبية الناس لانها تجربة فاشلة بأمتياز ، ربما يقول قائل ان هذه المجالس وجدت بالدستور وهذا حق دستوري يجب ان يصان ومع ذلك نقول ان من الممكن لو ارادت احزاب السلطة والكتل السياسية ان تحافظ على هذا الحق الدستوري عليها ان تعيد النظر بهيكلية وعمل وتشكيل هذه المجالس بصورة جدية بحيث تجعل المواطن يطمئن لعمل هذه المجالس وهنا نود ان نلفت عناية من يعمل في مجال الاعلام الاستقصائي والصحافة الاستقصائية ان يعمل استفتاء بين عينات عشوائية من الشعب العراقي حول مدى نجاح او فشل تجربة مجالس المحافظات وعندها ستعرف احزاب السلطة والكتل السياسية حجمها الحقيقي فقد بانت عورات الجميع وانكشف الغطاء ولم يعد هناك شيئا مخفيا ، فقد خبر الشعب العراقي اساليب وطرق الاحزاب السياسية البائسة والتي تعبر بشكل لا يقبل اللبس عن افلاس سياسي واضح لذلك نعتقد جازمين ان هذا الامر بات مستحيلا وصعب المنال على احزاب السلطة والكتل السياسية لان المواطن العراقي وببساطة متناهية فقد الثقة بهذه الاحزاب والكتل وعليه نقول ان تجربة مجالس المحافظات تجربة بائسة جدا بعد ان جلبت الويلات والدمار والخراب والفساد للمحافظات ترى لماذا الاصرار على اعادتها ؟
أقرأ ايضاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- بماذا للعراق ان يستفيد من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ التجربة البريطانية
- مجالس المحافظات .. محنه الذات وعقدة اللامركزية