عرض المتحف البريطاني قريبا قطعا أثرية من العاج عثر عليها في العراق بمساعدة من مؤلفة روايات الجريمة الغامضة البريطانية الشهيرة أغاثا كريستي واقتناها مؤخرا.
وعثر على هذه القطع الأثرية في موقع «نمرود»، عاصمة المملكة الآشورية القديمة في شمال العراق، ما بين عامي 1949 و1963 خلال بعثة استكشافية قادها عالم الآثار البريطاني ماكس مالوان، زوج أغاثا كريستي التي، حسب وكالة «أسوشييتد برس»، ساعدت في تنظيف هذه القطع وصيانتها في وقت فراغها عندما كانت لا تكتب روايات مثل روايتها البوليسية الشهيرة «جاءوا إلى بغداد».
وكانت القطع الأثرية العاجية قد تم تقاسمها بين العراق وبريطانيا، واحتفظ المعهد البريطاني لدراسات العراق بحصة بريطانيا منها. واشترى المتحف البريطاني ثلث حصة هذا المتحف البريطاني من القطع العاجية بمبلغ 1.17 مليون جنيه إسترليني (1.9 مليون دولار). وتبرع المعهد بثلث آخر، بينما يعتزم إعادة الثلث المتبقي إلى العراق. وأعلن المتحف البريطاني، أمس، أن القطع العاجية ستعرض ابتداء من الشهر المقبل.
ولدت أجاثا کريستی عام 1890 م وهی من أکثر الکتاب رواجاً فی العالم حتى اليوم حيث بيعت رواياتها فی شتى أرجاء العالم وترجمت إلى 44 لغة.قامت الکاتبة المولعة بالمغامرة بأول رحلة لها إلى العراق عام 1928م .
[img]pictures/2011/03_11/more1300529077_1.jpg[/img][br]
کانت الرحلة تعتبر من الرحلات المثيرة حیث رکبت القطار من محطة فکتوريا فی لندن إلى مدینة \" دوفر \" على الشاطیء الجنوبي لبريطانيا ،ثم عبرت المانش فی المرکب إلى مدينة \" کاليه\" على الشاطیء الفرنسي.
ومن ثم أخذت قطار يسمى \" سيمبلون \" لتتوجه إلى اسطنبول فی ترکیا فی رحلة تدوم لثلاثة أيام تقطع فيها مسافة 3342 کيلو متر.
عندما وصلت الکاتبة إلى اسطنبول استقلت القارب الذی أقلها للجانب الأسيوي من ترکيا لترکب بعد ذلك القطار الذی أخذها من حلب إلى بغداد.فی بغداد أرادت الکاتبة زیارة آثار مدينة أور ولکن ذلك تعذر عليها ولكنها قررت العودة مرة أخرى ..
فی عام 1930 م عادت أجاثا إلى أور فی شهر مارس فی الفترة التی کانت تهب فيها عاصفة رملية قوية استمرت خمسة أيام لم تتمکن فيها کاترين زوجة رئيس البعثة البريطانية للتنقيب عن الآثار من الإعتناء بالضيفة فأوکلت تلك المهمة إلى ماکس مالوان( 1904 - 1978 ) الذی رحب بالمهمة ..
[img]pictures/2011/03_11/more1300529173_1.jpg[/img][br]
وفي أثناء ذلك وردت رسالة لأجاثا تخبرها بمرض \" روزالين \" ابنتها من زوجها السابق الضابط ارشیيالد کريستی .
فغادرت على عجل بمساعدة ماکس مالوان الذی مال قلبه لأجاثا على الرغم من أنها کانت تکبره بخمسة عشر عاماً ،وفی نفس العام تزوج الإثنان ورافقت زوجها فی بعثة التنقيب عن الآثار فی نينوى ، مشارکة فی أعمال التنقيب والتصوير والکتابة .
وفی عام 1949 رافقت أجاثا زوجها إلى العراق من جدید لتکتب فصول کتاب جديد تحت عنوان \" المجیء إلى بغداد \" تصف فیه مجیء فتاة تدعى کريستينا إلى العراق مع رجل تائه البال .
أما روايتها الأشهر \" جريمة فی قطار الشرق السريع \"فقد انجزتها عام 1933 واهدتها لزوجها وقد جاءتها فکرة احداثها وهی عائدة من العراق فی ذلک القطار.
[img]pictures/2011/03_11/more1300529281_1.jpg[/img][br]
يقول الکاتب الفلسطينی جبرا ابراهيم جبرا أنه التقى بسيدة تعمل فی الآثار وسألته عن مهنته فأخبرها عن کتاباته وعشقه للأدب ،ليشعر بعد ذلک بالخجل لأنه کان فی حضرة أجاثا کريستي الأدیية التی لم يتعرف عليها.
عادت أجاثا مع زوجها إلى بريطانيا فی الخمسينات بعد تردي صحتها واستمرا فی إقامة وتنظيم المعارض للقطع الأثرية المکتشفة فی العراق والتی کانت توليها أجاثا أهتماماً خاصاً وصل إلى درجة تنظيفها بمستحضرات العناية بالبشرة .
توفيت أجاثا کريستی عام 1976 م.
أقرأ ايضاً
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- هل تطيح "أزمة الدولار" بمحافظ البنك المركزي؟