شعبنا العراقي العزيز الكريم
في الذكرى المئوية لتأسيس جيشنا العراقي الباسل سليل المروءة والمواقف العالية ..
نقف باعتزاز وفخر لتحية جيش العراق العظيم، قادة وضباطا ومراتب ، ونحيي بطولاتهم وتضحياتهم في الدفاع عن أرض العراق وحماية كرامته، كما نحيي بطولات جيشنا وتضحياته في الدفاع عن فلسطين الحبيبة ,جنين ,والجولان.
إن رحلة جيشنا الاستثنائية التي بدأت بفوج الإمام موسى الكاظم( عليه السلام)، في 6 كانون الثاني 1921 ، وضعت ملامح الدولة وخطت هويتها وصانت مبادئها وقيمها ، ومهما أثّرت الخيارات والصراعات السياسية والحروب العبثية على هذه الرحلة،
لكن جيش العراق ظل وفياً للوطن وللدولة.
توّج جيش الوطن مسيرته الى جانب قواتنا الأمنية بكل صنوفها في دحر تنظيم داعش الإرهابي وطرده من أرض العراق المقدسة.
نهض جيشنا منتصراً من كبوة داعش ، من جرح اسمه داعش…
خرج الجيش منتصراً على محاولة كسر هيبته ووجوده وطمس هويته ، وقد فعل ذلك مراراً عبر التأريخ الحديث.
لا تنهض أمة بجيش مطعون وجريح يتم التآمر عليه وزجه في الأخطاء السياسية كما حدث في عهد الديكتاتورية الصدامية.
على عاتقنا واجب تأريخي مبارك بوضع جيشنا في الموقع الذي يستحقه وإعادة الثقة لضباط الجيش ومراتبه بأنكم أيها الأبطال رمزنا وعنوان هيبتنا وسيادتنا .
العراق بكم سينهض كدولة تمثل ضرورة للحضارة الإنسانية وضرورة للتوازنات الدولية …
وإنكم رسالة الأمل والأمان لشعبنا في كل مساحة الوطن.
لقد واجهنا منذ اليوم الأول لتشكيل هذه الحكومة تحديات كبيرة ومعقدة لم تمر في تأريخ العراق المعاصر يتقدمها تحدي وباء كورونا والأزمة الاقتصادية التي نجمت عن انهيار أسعار النفط ،
بالإضافة الى تداعيات الأزمة الاجتماعية الحادة التي مثلتها تظاهرات تشرين 2019، وماتلاها وما ترتب عليها من نتائج.
كان من المؤسف حقاً ، أن يتحول العراق، وهو سليل الحضارة وبوابة التأريخ، الى ساحة لتصفيات وتحديات حرب عالمية وإقليمية على أرضه ، وكان علينا واجب حماية بلدنا من تداعيات هذا الصراع الخطير.
ولذلك عملنا منذ اليوم الأول على مسارات واضحة في إعادة التوازن لملف علاقاتنا الدولية…
وكذلك إطلاق الحوار الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية بهدف انسحاب قواتها، وهو الأمر الذي اعلنه الرئيس الأميركي خلال زيارتنا الأخيرة الى واشنطن.
وكثمرة لهذا الحوار الإستراتيجي المتواصل تم سحب دفعات من القوات الأميركية ضمن توقيتات فنية خلال الأشهر الماضية، وسوف يكتمل في الأيام المقبلة انسحاب أكثر من نصف تلك القوات،
ولن يتبقى إلا مئات منهم فقط، للتعاون في مجالات التدريب والتأهيل والتسليح والدعم الفني، ويجري جدولة إعادة انتشارهم خارج العراق بالكامل ضمن اتفاقات بين البلدين .
إن هذا التطور قد تأسس على ضوء جهوزية قواتنا المسلحة البطلة والقوات الأمنية بمختلف صنوفها، لحماية أرض العراق وصون كرامة شعبه .
نجدد اليوم عهدنا الى الشعب العراقي ، بأننا لن نسمح باختطاف القرار الوطني العراقي من أية جهة كانت …
ولن نخضع للمزايدات السياسية والانتخابية ، وأن قراراتنا تنطلق من مسؤوليتنا الوطنية .
وأن صون سيادة العراق وأمنه وسلامة دولته هو قرار عراقي بامتياز ، تفرضه ضرورات العراق ومصالحه أولاً وأخيراً.
العراق لن يكون ملعباً للصراعات الإقليمية أو الدولية بعد اليوم ،
ولن يسمح بأن تستخدم أراضيه لتصفية حسابات بين الدول .
نقول : جيش العراق على أهبة الاستعداد للقيام بواجبه لوضع كل هذه الاستحقاقات حيز التطبيق.
واجهنا حملات الطعن والتشكيك ومحاولة كسر إرادتنا باستعادة هيبة الدولة بصبر الشجعان لا ضوضاء المزايدين والانتهازيين.
لن ننتبه الى من يحاول إرهابنا بالصوت العالي ، قرار العراق لن يكون بيد المغامرين ، اكتفينا بتأريخ من المجانين الذين قادونا الى الحروب العبثية والدم وكسر هيبة الدولة..
علينا واجب إيصال العراق وشعب العراق الى بر الأمان وسوف نعمل مهما ظن الواهمون أن بإمكان الصراخ ترهيب من تجذّر حب الوطن في قلوبهم.
نقف في يوم جيشنا الباسل ، لنعلن أن عام 2021 سيكون عام الإنجاز العراقي على كل المستويات ، وأن مرحلة استنزاف ثروات العراق وإمكاناته قد انتهت الى غير رجعة بإرادة العراقيين .
سيادة العراق على كل شبر من أرضه لن تكون مجرد شعار للتداول السياسي، وإنما فعل ملموس.
نقف في عيد جيشنا البطل وأمام شعبنا العظيم لنقول :
إن تضحياتكم الكبيرة تؤسس لمستقبل يليق بالعراق والعراقيين ، وإن صمودكم المذهل أمام المِحن درس جديد يضاف الى الدروس التي رفدتم بها الإنسانية عبر التأريخ .
في الآونة الأخيرة شهدنا تصريحات متشنجة من كل الأطراف
أهيب بالجميع الالتزام بالمصلحة الوطنية واعتماد لغة الحوار وبث روح الأمل لدى شعبنا.. العراق والعراقيون يستحقون التضحية والصبر والحكمة
عاش العراق ..
جوهرة الأمم..
وميزان الحكمة ..
…وناصية المعاني الكبيرة ،
أرض الأنبياء والأئمة الأطهار والمرجعية الرشيدة والرموز الوطنية العالية والقامات الثقافية والعلمية الشاهقة.
عاش العراق ..
لكل العراقيين،
ملاذاً وأمناً وسلاماً وازدهاراً
عاش جيش العراق ..
جيش الرجال والنساء الأوفياء لما عاهدوا الله والشعب عليه.
عاش شعب العراق ..
عزيزاً، أبياً،
وتاجاً على الرأس.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مصطفى الكاظمي
رئيس مجلس الوزراء
القائد العام للقوات المسلحة
أقرأ ايضاً
- رئيس الوزراء العراقي يلتقي في مدريد نظيره الإسباني بيدرو سانشيز
- الكاظمي يفتح النار على "المهرجين" و"المرتزقة" بعد اتهامات تخص "سرقة القرن"
- السفير جعفر الصدر يحتفي بوقف إطلاق النار في لبنان: تحقق النصر كما وعد نصر الله