- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قبسات نورانية من حياة الامام الحسن العسكري / 2
حجم النص
بقلم : عبود مزهر الكرخي
التمهيد لابنه الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
ان الدور المحوري والمهمة الأساسية كانت للإمام الحسن العسكري(ع) هو التهيئة لولادة الأمام الحجة المهدي(عجل الله فرجه الشريف) وكيفية التعامل مع غيبته الصغرى والكبرى، وكيفية يكون الارتباط الصحيح والإيجابي معه لأتباع أهل البيت والانتقال من مرحلة الاتصال المباشر بالإمام الى الاتصال غير المباشر، وهذه بحد ذاتها تمثل مرحلة مهمة وحساسة في كيفية التعامل مع هذا الأسلوب من قبل الموالين من المذهب الشيعي وهي تمثل مرحلة فكرية ودقيقة ومهمة منذ عهد نبينا الأكرم محمد(ص) الى عهد الأمام العسكري(ع)، ولذلك كان عليه القيام بالعديد من الخطوات العملية للتمهيد لعصر الغيبة الصغرى والكبرى وهذه الخطوات كلها كانت تسير في هذا الاتجاه :
التمهيد العملي للغيبة :
وكانت هذه المهمة من اصعب المهام حيث ونتيجة التضييق والشدة التي مارسوها حكام بنو العباس وازلامهم تجاه الأمام العسكري(ع) وأبوه علي الهادي ونتيجة لتوسع رقعة الشيعة والموالين لأهل البيت أتخذ الإمامين العسكريين أسلوب تعيين وكلاء وسفراء ومن خاصة الأصحاب وأتخذ هذا المنحى وبصورة واضحة في عهد الأمام أبو محمد العسكري(ع)وذلك من اجل تبليغ تعليماته وأحكامه إلى شيعته وهذا الأسلوب هو يعتبر بمثابة التمهيد العملي لما سيحصل في الغيبة الصغرى وحتى الكبرى, هذا من ناحية ومن ناحية ضمان عدم بطش السلطات الحاكمة من بنو العباس بالشيعة والموالين والتقليل أكبر ما يمكن من اللقاء بالإمام والذي كانت تمارس بحق الأمام العسكري الإقامة الجبرية وبث العسس(اي الجواسيس) من أجل مراقبة تحركات كل حركات الأمام وحتى وضع حراس على باب بيته.
ومن هنا كان لابدّ للإمام(عليه السلام) أن يتعامل بحذر ودقّة مع السلطة إزاء هذه الإجراءات القاسية التي كانت تستهدف قطع صلة الإمام بشيعته وأتباعه والكشف عن ابن الإمام العسكري أو تحول دون ولادته إن أمكن، وكانت هناك آليات ودقة في التخطيط للأمام العسكري(روحي له الفداء), وكان اضطراب الأوضاع في الدولة وضعف الحكام العباسيين وتوالي الثورات عليهم وخصوصاً ثورة الزنج كانت تعطي نوع من المساحة لتحرك الإمام كما أن اتّساع دائرة الوكلاء للإمام(عليه السلام) كانت تقلّل من ضرورة الارتباط المباشر بالإمام(عليه السلام) وكانت سياسة الاحتجاب التي اتّخذها الإمام(عليه السلام) تعطي للسلطة اطمئناناً لمحدودية تحرك الإمام أو تُظهر لهم تجميده لنشاطه
مدرسة الفقهاء :
" أكمل الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) الخط الذي أسّسه آباؤه الطاهرون وهو إنشاء جماعة صالحة تمثل خط أهل البيت الفكري والعقائدي والأخلاقي والسلوكي وقد اهتمّ الإمامان محمّد الباقر وجعفر الصادق(عليهما السلام) بشكل خاص بإعداد وتربية مجموعة من الرواة والفقهاء فتمثّلت فيهم مدرسة علمية استوفت في عهد الإمام العسكري (عليه السلام) كل متطلبات المدرسة العلمية من حيث المنهج والمصدر والمادة ممهدة به لعصر الغيبة الصغرى"(1).
وقد أيّد الإمام العسكري (عليه السلام) جملة من الكتب الفقهية والأصول الروائية التي جمعت في عصره أو قبل عصره وأيّد اصحابها وشكر لهم مساعيهم وبذلك يكون قد أعطى للمدرسة الفقهية تركيزاً واهتماماً يشير إلى أنّ الخط الفقهائي هو الخط المستقبلي الذي يجب على القاعدة الشيعية أن تسير عليه(2).
ولذلك دعوا إلى اتباع مدرسة الفقهاء التي تميزت عما سواها، بعدة أمور منها:
1ـ اعتماد الكتاب والسنة مصدراً للتشريع الإسلامي.
2 ـ الرجوع في تعلم الأحكام إلى الامام المعصوم إن أمكن.
3 ـ الرجوع إلى الفقهاء الثقات حيث لا يمكن أو يتعسر الرجوع إلى الإمام المعصوم.
4 ـ الإفتاء بنص الرواية أو بتطبيق القاعدة المستخلصة من الرواية(3).
وقد أيّد الإمام العسكري جملة من الكتب الفقهية والأصول في عصره أو قبل عصره وقد أحصيت أسماء أصحاب الإمام ورواة حديثه فبلغوا، 213 شخصاً(4). منهم:
أحمد بن إسحاق الأشعري القمي: وهو من الأصحاب المقربين للإمام عليه السلام ، ويعد كبير القميين وكان يحمل مسائل أهل قم إليه عليه السلام .
أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري. وهو من أحفاد جعفر الطيار ومن أعظم رجال أهل بيته وأهل بغداد وكانت له منزلة رفيعة ومقام محمود عند الأئمة عليهم السلام.
عبد اللّه بن جعفر الحميري. من أبرز رجال قم المقدسة له كتاب (قرب الإسناد).
أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري. وهو النائب الأول للإمام القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف . وكان من كبار وكلاء الإمام الهادي عليه السلام والعسكري عليه السلام .
وبهذه المدرسة(أي أهل البيت) وفرت وخلال قرنين ونصف وعلى رغم القمع وقساوة الظروف والبغض لأهل بيت النبوة واتساع المعارضة للحكم القائم. كل الظروف والوسائل والمتطلبات لأحياء الشريعة الإسلامية وديمومتها وحتى في عصر الغيبة الكبرى. وقد هيأت للمسلمين عامة والشيعة خاصة كل التحضيرات للاستقلال الفكري والعقائدي والسياسي والاقتصادي والثقافي لتعطي كل القوة والزخم للمواجهة مع الباطل والذي هو يترصد للحق وعلى مدار الزمان وفي كل مكان.
وبناءً على ذلك فكل ما قام به الإمام العسكري(ع) تجاه العلماء ورواة الحديث الثقاة والمؤمنين من مواقف إيجابية والمأمونين على حلال الله وحرامه والأمر برجوع الشيعة إليهم كان يعتبر هو تمهيد أساس لعصر الغيبة والتحضير له. وبالتالي التأكيد لدور المرجعية الشاملة والرجوع إليها الى جانب نظام الوكلاء الثقاة المأمونين من شيعته والذي كان من مهامّه إرجاع عامة الطائفة الى العلماء منهم . " كما كان احتجابه عن الشيعة واتخاذ المراسلات والتواقيع الخارجة عنه سبيلاً آخر للتمهيد أيضاً ـ كما عرفت ـ فقد جاء عنه (عليه السلام) في العمري وابنه محمد : العمري وابنه ثقتان فما أدّيا إليك فعني يؤديان وما قالا فعني يقولان فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان "(5).
وممّا يدل على أن الإمام العسكري (عليه السلام) كان يوجّه القواعد الشعبية للرجوع الى الفقهاء وتقليدهم وأخذ معالم دينهم عنهم ما جاء عنه(عليه السلام) :
«فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلّدوه»(6). ومن هنا نشأت المفهوم الفقهي عند الشيعة في التقليد والذي يعمل به ولحد وقتنا الحاضر وظهور نواة المرجعية الشيعية.
" وبعد الغيبة الكبرى ظهرت الآثار الايجابية لمدرسة الإمام العسكري(عليه السلام) و تعاليمه ووصاياه في التزام الشيعة وأتباع أهل البيت(عليهم السلام) بخط المرجعية الرشيدة.
ويعدّ مبدأ الاجتهاد والتقليد عند الإمامية مظهراً لواقعية هذا المذهب في قدرته على الحفاظ على روح التشريع وحيويّة الرسالة الإسلامية بعد غيبة الإمام المعصوم(عليه السلام) والى اليوم الذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً بعدما تملأ جوراً وظلماً "(7).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ تاريخ التشريع الاسلامي ، د . عبد الهادي الفضلي : 194 ـ 202. اعلام الهداية، الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام. الفصل الثاني: الإمام العسكري(عليه السلام) ومتطلّبات الجماعة الصالحة. البحث الرابع: مدرسة الفقهاء والتمهيد لعصر الغيبة. منشورات مكتبة أهل البيت.
2 ـ حياة الإمام العسكري للشيخ محمد جواد الطبسي : 325 .
3 ـ تاريخ التشريع الاسلامي ، د . عبد الهادي الفضلي : 202 ـ 211 . اعلام الهداية، الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام. الفصل الثاني: الإمام العسكري(عليه السلام) ومتطلّبات الجماعة الصالحة. البحث الرابع: مدرسة الفقهاء والتمهيد لعصر الغيبة. منشورات مكتبة أهل البيت
4 ـ حياة الإمام العسكري (عليه السلام) : محمد جواد الطبسي : الفصل العاشر .
5 ـ الغيبة الصغرى : 219 .
6 ـ تفسير الإمام العسكري : 141 وعنه في الاحتجاج: 2/263 .
7 ـ اعلام الهداية، الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام. الفصل الثاني: الإمام العسكري(عليه السلام) ومتطلّبات الجماعة الصالحة. البحث الخامس : قيادة العلماء الاُمناء على حلاله وحرامه. منشورات مكتبة أهل البيت.
التمهيد لابنه الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
ان الدور المحوري والمهمة الأساسية كانت للإمام الحسن العسكري(ع) هو التهيئة لولادة الأمام الحجة المهدي(عجل الله فرجه الشريف) وكيفية التعامل مع غيبته الصغرى والكبرى، وكيفية يكون الارتباط الصحيح والإيجابي معه لأتباع أهل البيت والانتقال من مرحلة الاتصال المباشر بالإمام الى الاتصال غير المباشر، وهذه بحد ذاتها تمثل مرحلة مهمة وحساسة في كيفية التعامل مع هذا الأسلوب من قبل الموالين من المذهب الشيعي وهي تمثل مرحلة فكرية ودقيقة ومهمة منذ عهد نبينا الأكرم محمد(ص) الى عهد الأمام العسكري(ع)، ولذلك كان عليه القيام بالعديد من الخطوات العملية للتمهيد لعصر الغيبة الصغرى والكبرى وهذه الخطوات كلها كانت تسير في هذا الاتجاه :
التمهيد العملي للغيبة :
وكانت هذه المهمة من اصعب المهام حيث ونتيجة التضييق والشدة التي مارسوها حكام بنو العباس وازلامهم تجاه الأمام العسكري(ع) وأبوه علي الهادي ونتيجة لتوسع رقعة الشيعة والموالين لأهل البيت أتخذ الإمامين العسكريين أسلوب تعيين وكلاء وسفراء ومن خاصة الأصحاب وأتخذ هذا المنحى وبصورة واضحة في عهد الأمام أبو محمد العسكري(ع)وذلك من اجل تبليغ تعليماته وأحكامه إلى شيعته وهذا الأسلوب هو يعتبر بمثابة التمهيد العملي لما سيحصل في الغيبة الصغرى وحتى الكبرى, هذا من ناحية ومن ناحية ضمان عدم بطش السلطات الحاكمة من بنو العباس بالشيعة والموالين والتقليل أكبر ما يمكن من اللقاء بالإمام والذي كانت تمارس بحق الأمام العسكري الإقامة الجبرية وبث العسس(اي الجواسيس) من أجل مراقبة تحركات كل حركات الأمام وحتى وضع حراس على باب بيته.
ومن هنا كان لابدّ للإمام(عليه السلام) أن يتعامل بحذر ودقّة مع السلطة إزاء هذه الإجراءات القاسية التي كانت تستهدف قطع صلة الإمام بشيعته وأتباعه والكشف عن ابن الإمام العسكري أو تحول دون ولادته إن أمكن، وكانت هناك آليات ودقة في التخطيط للأمام العسكري(روحي له الفداء), وكان اضطراب الأوضاع في الدولة وضعف الحكام العباسيين وتوالي الثورات عليهم وخصوصاً ثورة الزنج كانت تعطي نوع من المساحة لتحرك الإمام كما أن اتّساع دائرة الوكلاء للإمام(عليه السلام) كانت تقلّل من ضرورة الارتباط المباشر بالإمام(عليه السلام) وكانت سياسة الاحتجاب التي اتّخذها الإمام(عليه السلام) تعطي للسلطة اطمئناناً لمحدودية تحرك الإمام أو تُظهر لهم تجميده لنشاطه
مدرسة الفقهاء :
" أكمل الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) الخط الذي أسّسه آباؤه الطاهرون وهو إنشاء جماعة صالحة تمثل خط أهل البيت الفكري والعقائدي والأخلاقي والسلوكي وقد اهتمّ الإمامان محمّد الباقر وجعفر الصادق(عليهما السلام) بشكل خاص بإعداد وتربية مجموعة من الرواة والفقهاء فتمثّلت فيهم مدرسة علمية استوفت في عهد الإمام العسكري (عليه السلام) كل متطلبات المدرسة العلمية من حيث المنهج والمصدر والمادة ممهدة به لعصر الغيبة الصغرى"(1).
وقد أيّد الإمام العسكري (عليه السلام) جملة من الكتب الفقهية والأصول الروائية التي جمعت في عصره أو قبل عصره وأيّد اصحابها وشكر لهم مساعيهم وبذلك يكون قد أعطى للمدرسة الفقهية تركيزاً واهتماماً يشير إلى أنّ الخط الفقهائي هو الخط المستقبلي الذي يجب على القاعدة الشيعية أن تسير عليه(2).
ولذلك دعوا إلى اتباع مدرسة الفقهاء التي تميزت عما سواها، بعدة أمور منها:
1ـ اعتماد الكتاب والسنة مصدراً للتشريع الإسلامي.
2 ـ الرجوع في تعلم الأحكام إلى الامام المعصوم إن أمكن.
3 ـ الرجوع إلى الفقهاء الثقات حيث لا يمكن أو يتعسر الرجوع إلى الإمام المعصوم.
4 ـ الإفتاء بنص الرواية أو بتطبيق القاعدة المستخلصة من الرواية(3).
وقد أيّد الإمام العسكري جملة من الكتب الفقهية والأصول في عصره أو قبل عصره وقد أحصيت أسماء أصحاب الإمام ورواة حديثه فبلغوا، 213 شخصاً(4). منهم:
أحمد بن إسحاق الأشعري القمي: وهو من الأصحاب المقربين للإمام عليه السلام ، ويعد كبير القميين وكان يحمل مسائل أهل قم إليه عليه السلام .
أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري. وهو من أحفاد جعفر الطيار ومن أعظم رجال أهل بيته وأهل بغداد وكانت له منزلة رفيعة ومقام محمود عند الأئمة عليهم السلام.
عبد اللّه بن جعفر الحميري. من أبرز رجال قم المقدسة له كتاب (قرب الإسناد).
أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري. وهو النائب الأول للإمام القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف . وكان من كبار وكلاء الإمام الهادي عليه السلام والعسكري عليه السلام .
وبهذه المدرسة(أي أهل البيت) وفرت وخلال قرنين ونصف وعلى رغم القمع وقساوة الظروف والبغض لأهل بيت النبوة واتساع المعارضة للحكم القائم. كل الظروف والوسائل والمتطلبات لأحياء الشريعة الإسلامية وديمومتها وحتى في عصر الغيبة الكبرى. وقد هيأت للمسلمين عامة والشيعة خاصة كل التحضيرات للاستقلال الفكري والعقائدي والسياسي والاقتصادي والثقافي لتعطي كل القوة والزخم للمواجهة مع الباطل والذي هو يترصد للحق وعلى مدار الزمان وفي كل مكان.
وبناءً على ذلك فكل ما قام به الإمام العسكري(ع) تجاه العلماء ورواة الحديث الثقاة والمؤمنين من مواقف إيجابية والمأمونين على حلال الله وحرامه والأمر برجوع الشيعة إليهم كان يعتبر هو تمهيد أساس لعصر الغيبة والتحضير له. وبالتالي التأكيد لدور المرجعية الشاملة والرجوع إليها الى جانب نظام الوكلاء الثقاة المأمونين من شيعته والذي كان من مهامّه إرجاع عامة الطائفة الى العلماء منهم . " كما كان احتجابه عن الشيعة واتخاذ المراسلات والتواقيع الخارجة عنه سبيلاً آخر للتمهيد أيضاً ـ كما عرفت ـ فقد جاء عنه (عليه السلام) في العمري وابنه محمد : العمري وابنه ثقتان فما أدّيا إليك فعني يؤديان وما قالا فعني يقولان فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان "(5).
وممّا يدل على أن الإمام العسكري (عليه السلام) كان يوجّه القواعد الشعبية للرجوع الى الفقهاء وتقليدهم وأخذ معالم دينهم عنهم ما جاء عنه(عليه السلام) :
«فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلّدوه»(6). ومن هنا نشأت المفهوم الفقهي عند الشيعة في التقليد والذي يعمل به ولحد وقتنا الحاضر وظهور نواة المرجعية الشيعية.
" وبعد الغيبة الكبرى ظهرت الآثار الايجابية لمدرسة الإمام العسكري(عليه السلام) و تعاليمه ووصاياه في التزام الشيعة وأتباع أهل البيت(عليهم السلام) بخط المرجعية الرشيدة.
ويعدّ مبدأ الاجتهاد والتقليد عند الإمامية مظهراً لواقعية هذا المذهب في قدرته على الحفاظ على روح التشريع وحيويّة الرسالة الإسلامية بعد غيبة الإمام المعصوم(عليه السلام) والى اليوم الذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً بعدما تملأ جوراً وظلماً "(7).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ تاريخ التشريع الاسلامي ، د . عبد الهادي الفضلي : 194 ـ 202. اعلام الهداية، الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام. الفصل الثاني: الإمام العسكري(عليه السلام) ومتطلّبات الجماعة الصالحة. البحث الرابع: مدرسة الفقهاء والتمهيد لعصر الغيبة. منشورات مكتبة أهل البيت.
2 ـ حياة الإمام العسكري للشيخ محمد جواد الطبسي : 325 .
3 ـ تاريخ التشريع الاسلامي ، د . عبد الهادي الفضلي : 202 ـ 211 . اعلام الهداية، الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام. الفصل الثاني: الإمام العسكري(عليه السلام) ومتطلّبات الجماعة الصالحة. البحث الرابع: مدرسة الفقهاء والتمهيد لعصر الغيبة. منشورات مكتبة أهل البيت
4 ـ حياة الإمام العسكري (عليه السلام) : محمد جواد الطبسي : الفصل العاشر .
5 ـ الغيبة الصغرى : 219 .
6 ـ تفسير الإمام العسكري : 141 وعنه في الاحتجاج: 2/263 .
7 ـ اعلام الهداية، الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام. الفصل الثاني: الإمام العسكري(عليه السلام) ومتطلّبات الجماعة الصالحة. البحث الخامس : قيادة العلماء الاُمناء على حلاله وحرامه. منشورات مكتبة أهل البيت.
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- ماذا بعد لبنان / 2
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2