جهود كبيرة ومضنية يبذلها اصحاب موكب الهوادج وانفاق اموال وتحضيرات لوجستية كثيرة، حتى يتمكنوا من السير لمسافة اكثر من 500 كيلومترا بموكب يضم جمال وخيل وهوادج يمثل رحلة عودة السبايا بأسلوب يجعل المشاهد يعود فورا الى واقعة الطف وآلامها وسبي العليل زين العابدين والحوراء زينب عليهما السلام والسبايا الآخرين من النساء والأطفال، ولا يقتصر الامر على المسير فقط بل عمد اصحاب الموكب الى تشبيه لشخصيات من واقعة الطف الأليمة وعرض مسرحي خلال تجوالهم من محافظة البصرة (510) كيلومتر جنوب العراق الى مدينة كربلاء المقدسة وسط العراق.
من سـفوان الى كربلاء
تكاتف جمع من اهالي سفوان ممن لهم خبرة في ادارة مواكب الهوادج والجمال والخيول العاملين سابقا في مواكب اخرى على تأسيس موكب خاص بهم أسموه بموكب سبايا الإمام الحسين عليه السلام ليمكنوا من تقديم افضل العروض للسائرين والمشاركين في مسيرة الزيارة الاربعينية ذكرى عودة السبايا الى كربلاء الشهادة، ويؤكد صاحب الموكب الشاعر مفيد الشوكي لوكالة نون الخبرية، تولدت فكرة التأسيس قبل عامين لوجود خبرة لدى بعض اهالي سفوان بإدارة مثل تلك المواكب وبعد التباحث بيننا وتحديد ميزانية له ومعرفة كيفية الحصول على الجمال والخيول والمستلزمات والملابس والاكسسوارات التي تحتاجها عملية تشبيه الشخصيات وادوارهم، فضلا عن الجمال والخيول والاعلاف واشخاص يحسنون قيادتها، وبعد اكمال كل تلك الامور تأسس الموكب وانطلق منذ العام الماضي مشاركا في العزاء الحسيني بمسيرة الاربعينينة.
تدريب وقيادة
محور هذا الموكب يرتكز على الحاج علي حسين الذي كان لمدة 11 عاما يخدم الكثير من المواكب بقيادة مواكب الهوادج وتدريب المشاركين فيها، الذي بين لوكالة نون الخبرية، انهم اشتروا ثلاث جمال وعدد من الخيول بمبلغ يصل الى خمسة ملايين دينار، كما اتفق مع بعض مالكي الجمال على استخدامها في المسير الى كربلاء المقدسة ثم اعادتها لهم بعد انتهاء المسير والعرض، مبينا انهم على خبرة كافية لصناعة المحمل والهودج والاقشمة والملابس خلال المشاركات السابقة في الزيارة وتوفير اعلاف للجمال والخيول تقدر بطنين ونصف الطن بمبلغ يصل الى 750 الف دينار، مع معرفة توقيات اطعامها واستراحتها وسقيها، وتوفير سيارات حمل متوسطة لنقل الجمال والخيول من مدينة كربلاء المقدسة الى محافظة البصرة بعد انتهاء المسير وايضا خلال السير لتوفير قدر من الراحة للعاملين في الموكب الذين يصل عددهم الى 120 شخصا، ويشدد تعمدنا اخراجها من سفوان في البصرة الى كبرلاء المقدسة لان باقي المواكب الخاصة بالهوادج تخرج كما اعتاد الناس عليها من محافظتي ذي قار والمثنى، وقد نجحت التجربة خلال هذين العامين وحقق الموكب الغاية المرجوة من المشاركة.
عرض مسرحي
هذا الموكب المميز يقدم فعاليات كثيرة يقول عنها (ابو راهي) احد اعضائه انها تتضمن قراءة قصادة حسينية وقصائد شعرية ولطميات خلال المسير يقدمها اعضاء في الموكب من الشعراء والرواديد تعطي ضابطة للمسير وتأثير في النفوس لأن الناظر الى مسير الجمال والخيول والهوادج والمحامل يتبادر الى ذهنه فورا الركب العائد بالإمام السجاد والعقيلة زينب عليهما السلام ومن معهم من السبايا من النساء والطفال، لاسيما ان الموكب يتضمن تشبيه لشخصيات الإمام السجاد والسيدة زينب عليهما السلام والاطفال وجنود الطاغية عبيد الله ابن زياد.
ويكمل حديثه بالقول الامر لا يقتصر على ذلك فقط بل يتعداه كما يخبرنا الحاج ابو علي بأنهم يقدمون في اكثر من مكان على طريق المشاية وعند مواقع محددة عرضا مسرحيا لاستشهاد السيدة رقية عليها السلام وكيفية ارسال رأس ابيها المقطوع لها وموتها وهي تحتضنه ويصاحبها نعي وشعر وقصائد، ومقاطع اخرى ، ما يضفي على حركة الموكب في الشارع صفة قربه الشديد من تجسيد جزء مهم من واقعة الطف الاليمة.
قاسم الحلفي ــ المثنى
تصوير: خضير فضالة
أقرأ ايضاً
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)
- لتقيهم برد الشتاء القارص العتبة الحسينية تجهز العائلات اللبنانية الوافدة في سوريا بملابس شتائية(صور)