بقلم: حسن النصار
في ساحة المجتمع كل شئ ممكن. فهناك الصالح والطالح، ومن يمارس حياته بوعي، ومن يمارسها وفقا للمصلحة، وربما بوعي متدهور ومنهار ومتآكل، وهناك الكثير من مظاهر الفشل والسلوك الشائن يقابله الكثير من السلوك الحسن الذي يمارسه الناس بوعي وبإخلاص كاملين، أو خاضعين للتطور والتدرج في البناء، وليس مقبولا ان يتحول البعض الى الدعاية لطرف ضد آخر وليس لدعم المطالب الشعبية ومن اجل التسقيط، ولاان تستخدم الساحة والخيمة للإختباء من ملاحقة قانونية او عشائرية، وليس مقبولا ان يظهر طفل ليتحدث عن الإغتصاب ويتبين ان شيئا من هذا لم يحدث.
التظاهر فعل جماهيري معتاد عبر تاريخ البشرية للإحتجاج على سلوك سياسي، أو لرفض إجراءات حكومية، أو مناوئة للتسلط والإستغلال والفساد، وهي أسباب تدفع لرد فعل من فئات إجتماعية رافضة ومتحفزة لفعل كل شئ، وربما تجاوز الى المواجهة المباشرة، وينتج عنه سقوط ضحايا، لكن المهم في الأمر هو شرعية الفعل الذي يناقض اي سلوك مناف للأسباب الموضوعية المؤدية للتظاهر كالحرق والسرقة والإعتداء على الناس، وتعطيل مصالح العامة، والتعدي على الممتلكات الخاصة، ومؤسسات الدولة بما فيها الشوارع والجسور والمستشفيات، والمصالح العمومية التي تخدم المجتمع.
هناك تطور مهم في وعي المتظاهرين، وتحول نوعي في السلوك، مع وجود فئات من المثقفين والنخبويين والمحبين لوطنهم، والمـؤمنين بروح المواطنة العالية لجهة رفض أي سلوك غير متزن، أو تجاوز على القانون، وإضافة الى فتح الجسور والطرق، ومساعدة موظفي الخدمة العامة في أداء واجباتهم، لاحظنا كيف يتم إصدار بيانات إدانة من قبل متظاهرين لحرق مقرات مدنية في بعض المناطق، وعده نوعا من التخريب المرفوض، والذي لايمت بصلة للهدف الذي تخرج من أجله التظاهرات، ويتنافى مع تطلع المجتمع الى التغيير الواعي والمتزن.
تعلو الأصوات من بين المتظاهرين وفي الساحات التي يتواجد في الشبان والناشطون للتبرؤ من كل سلوك غير قانوني ذي صبغة شخصية، أو ماينتج عن رغبات من جهات وأشخاص يحاولون حرف المسار عن التوجه الوطني، ومشروع بناء الدولة، وهي أصوات نتاج تحول فكري، ونشاط ميداني خاصة حين يصحبه النية للمشاركة في الإنتخابات، والعمل على التغيير وفقا لمنهج سلمي، يلبي حاجة المجتمع الجديد، والساعي الي الإصلاح.