بقلم أياد السماوي
المتحدّث بأسم رئيس الوزراء أحمد ملا طلال أعلن يوم أمس الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي تابعه عدد من وسائل الإعلام .. ( أنّ هنالك إجراءات حازمة قريبة للدولة سيتمّ اتخاذها لفرض هيبتها على المنافذ الحدودية في عموم البلاد , وموضحا أنّ رئيس الوزراء يجري اجتماعات متواصلة مع الجهات المعنية بشأن المنافذ ) .. ومن الجدير بالذكر أنّ الدولة العراقية بعد سقوط النظام الديكتاتوري عام 2003 , قد فقدت السيطرة تماما على المنافذ الحدودية في عموم البلاد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا .. حيث تقاسمت أحزاب السلطة الحاكمة السيطرة على هذه المنافذ فيما بينها لتكون مصدرا مهما للثروة والمال لهذه الأحزاب , وعشعش الموظفون الفاسدون في هذه المنافذ ليجمعوا منها عشرات الملايين من الدولارات في جيبوهم , وبسبب عدم سيطرة الدولة على هذه المنافذ , فقدت الدولة أهم ركنّ من أركان السيادة , وأصبحت هذه المنافذ ليس منفذا لجني المال والثروة لهذه الأحزاب والموظفين الفاسدين فحسب , بل أصبحت منفذا لدخول المخدرات والسلاح وكلّ ما يهدّد أمن البلد .. ولعلّ أخطر هذه المنافذ هي منافذ شمال العراق مع تركيا وإيران وسوريا والتي تستخدم لتهريب النفط والغاز والمنتجات النفطية , حيث يدير الحزبان الكرديان اليككي والبارتي هذه المنافذ ويتقاسما مواردها المالية التي تصل إلى ما يقارب العشرين مليار دولار سنويا .. كذلك الحال بالنسبة للمنافذ الجنوبية والشرقية للبلد التي أصبحت هي الأخرى منافذا للتهريب وجني المال والثروة بالنسبة لأحزاب السلطة الحاكمة والجماعات المسلّحة الخارجة عن القانون.
وإعلان المتحدّث بأسم رئيس الوزراء أحمد ملا طلال عن عزم حكومة رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي القيام بإجراءات حازمة للسيطرة على هذه المنافذ وإخضاعها لسلطة الدولة .. خطوة طال انتظارها .. ليس لأنّ هذه المنافذ مصدرا مهما من مصادر الدخل بالنسبة للدولة فحسب , بل لأنّ منافذ الدولة الحدودية ومطاراتها هي الركن الأهم والأخطر من أركان السيادة .. فلا سيادة للبلد من غير السيطرة الكاملة على هذه المنافذ والمطارات وإخضاعها لرقابة الدولة .. وها أنا أقولها لدولة رئيس الوزراء بكل صراحة ووضوح .. خطوتان إذا ما استطاعت حكومتك الموّقرة تنفيذها وهما السيطرة الكاملة على كافة المنافذ الحدودية , والسيطرة على موارد البلد الاتحادية .. فإنّك يا دولة الرئيس تكون قد انجزت ما عجز عنه كلّ اسلافك منذ سقوط النظام الديكتاتوري , وتكون قد وضعت حجر الاساس لدولة القانون والمؤسسات التي أصبحت حلما بعد سيطرة أحزاب السلطة الفاسدة ومليشياتها المسلّحة على مقاليد الأمور في البلد .. دولة الرئيس .. لقد قلت أنّ لاشيء عندي لأخسره .. والشعب يعلم جيدا أنّ لا شيء عندك تخسره .. فامض على ما أنت عازم عليه ولا تتراجع عن ذلك .. وتيّقن أنّ الشعب العراقي سيكون معك ولن يتّخلّى عنك أبدا لو بدأت بخطوة السيطرة على كامل المنافذ الحدودية.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً