- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
محمد الحلبوسي يستنجد بالسفير الأمريكي للضغط على مقتدى الصدر
بقلم: أياد السماوي
مصادر موثوقة أكدّت لي أنّ رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي قد زار السفير الأمريكي في بغداد ماثيو تولر قبل ليلتين , طالبا منه التدّخل رسميا لدى أمير الكويت للضغط على مقتدى الصدر من أجل إيقاف مساعي كتلة سائرون بعزله عن رئاسة مجلس النواب .. ويأتي تحرّك الحلبوسي على السفير الأمريكي في أطار مساعيه لإيقاف الحملة التي يقودها سائرون لعزله عن رئاسة مجلس النواب , بعد أن تواترت لديه معلومات مؤكدّة عن اجتماع رفيع المستوى لبعض القيادات الشيعية قد تمّ في بيت حليم الزهيري قبل بضعة ليال , ناقشت فيه هذه القيادات ضرورة التحرّك بأسرع وقت ممكن لعزل محمد الحلبوسي الذي بات لا يهدّد وحدة العراق فحسب , بل يهدّد العملية السياسية والديمقراطية برّمتها , خصوصا فيما يتعلّق بمساعيه لإعادة سيناريو انتخابات عام 2018 , وطموحه بتشكيل كتلة جديدة تتجاوز المئة نائب من الشيعة والسنّة يضمن لهم من خلال انتخابات مزوّرة الصعود إلى مجلس النوّاب لتشكيل الكتلة الأكبر .. وبهذا يتمّكن من السيطرة على رئاستي مجلسي النواب والوزراء ..
لكنّ الغريب والمفاجئ هو الموقف الرافض لزعيم تيّار الحكمة عمار الحكيم وأخيه محسن الحكيم في الاجتماع الذي جرى في بيت حليم الزهيري , حيث برّر محسن الحكيم هذا الموقف قائلا ( أنّ من شأن هذا المسعى تسليم البلد برّمته إلى مقتدى الصدر ) .. ويبدو أنّ القيادات الشيعية وعلى رأسها مقتدى الصدر , قد أدركت أخيرا المخاطر الجمّة لاستمرار الحلبوسي في منصبه كرئيس لمجلس النواب , وما يمثله هذا من تهديد لوحدة البلد والعملية الديمقراطية برّمتها .. ناهيك عن عمليات الفساد الكبرى التي توّرط فيها الحلبوسي من خلال الوزارات التي سيطر عليها ضمن نظام المحاصصات المعمول به .. إضافة لما يتردّد عن علاقاته المشبوهة مع بعض دول الخليج واستلامه لأموال كبيرة جدا من خلال وعوده بإنشاء الإقليم السنّي .. فالمعلومات المتسرّبة تؤكد أنّ القيادات الشيعية قد عقدت العزم لتصحيح خطيئتها التاريخية في دفع الحلبوسي إلى رئاسة مجلس النواب , بالرغم من وجود بعض الشكوك لتراجع مقتدى الصدر عن عزمه بعزل الحلبوسي .. لكنّ تسريبات مؤكدة تشير إلى أنّ زعيم التيار الصدري قد عاهد الله على عزل الحلبوسي عن رئاسة مجلس النواب .. إنّ السير قدما في مساعي عزل الحلبوسي سيكون بمثابتة التراجع عن ذلك السفاح الذي أنجب الحلبوسي زعيما سياسيا .. وإذا كان الحلبوسي يراهن على تراجع مقتدى الصدر من خلال التأثير عليه من الخارج .. فأقول له قضي الأمر الذي فيه تستفتيان .. وقد سبق السيف العذل.