بقلم أياد السماوي
ثمنا باهضا دفعه العراقيون خلال حقبة ما بعد نظام البعث المجرم .. وقد يتطلّب الأمر سنينا عديدة لإزالة آثار هذه الحقبة المؤلمة .. فليس من السهل الخلاص من فساد أحزاب الفساد في مؤسسات الدولة ووزاراتها، وإعادة بناء الإنسان العراقي على القيم الوطنية والأخلاقية .. وليس من السهل الخلاص من نظام المحاصصات الطائفية والقومية والحزبية الذي أرسى الفساد والانحطاط والجريمة المنظمة .. وليس من السهل التصدّي لأحزاب الفساد ومواجهة فسادها المنّظم، فهذه الأحزاب أصبحت تتحكم بالمال والسلاح والقضاء والقرار السياسي.
العراقيون دفعوا ثمنا باهضا حين توّلى حزب البعث الفاشي السلطة في العراق عام 1968 .. ودفعوا ثمنا أكبر حين توّلت أحزاب الإسلام السياسي السلطة بعد سقوط الديكتاتورية عام 2003 .. فإذا كانت حقبة البعث المجرم قد تميزّت بالإجرام والدموية، فإنّ حقبة ما بعد نظام البعث المجرم قد تميّزت بالإجرام والدموية والفساد غير المسبوق في تاريخ الدولة العراقية .. فحين يتصرّف رئيس الوزراء بالمال العام العراقي الذي أوتمن عليه من قبل الشعب خلافا للقانون ويأمر وزير خزانته بإرسال الأموال إلى الإقليم الخارج على الدستور والقانون بقصاصة ورق همّش فيها ( أمض فيما أنت ماض عليه وحسب الاتفاق مع الأخوة )، فاعلم أيها العراقي أنّك تعيش في ظل نظام أسوء من نظام صدّام المجرم .. وحين يتوّلى السلطة التشريعية مراهق فاسد نزق يحكم بقبضته على مفاصل الدولة ومؤسساتها وبمساعدة القضاء، فاعلم ايها العراقي إنّك تعيش عصر الانحطاط الأخلاقي والقيمي .. وحين يكون القضاء مسّخرا لخدمة هؤلاء الفاسدين، فاعلم أيها العراقي إنّك تعيش مرحلة اللا دولة واللا قانون .. وحين تتوافق الرئاسات الأربعة على سرقة البلد وتدميره، فاعلم أيها العراقي إنّك تعيش مرحلة انهيار الدولة ومؤسساتها.
ولعلّ أكبر الأخطار التي تواجه الشعب العراقي في مرحلة ما بعد نظام صدّام المجرم، هو تحالف رئيس مجلس النواب العراقي مع رئيس مجلس القضاء الأعلى، الذي بات يهدّد مستقبل الشعب العراقي ومستقبل أجياله القادمة .. فتحالف الحلبوسي وزيدان لم يعد سرّا من الأسرار، وقادة شيعة السلطة جميعا يعلمون بتفاصيل هذا التحالف المشؤوم وما يقوم به الفاسد النزق محمد الحلبوسي من فساد في وزارات الدولة ومؤسساتها، بتنسيق مع رئيس مجلس القضاء الأعلى .. بل أنّي أجزم أنّ رئيس الوزراء المكلّف يعلم تفاصيل هذا التحالف الفاسد وما يقوم به رئيس مجلس النواب من نهب للمال العراقي، من خلال الوزارات التي يسيطر عليها .. فإذا كان تحالف هادي العامري ومقتدى الصدر هو من جاء بالحلبوسي إلى رئاسة مجلس النواب العراقي، فإن نوري المالكي وحيدر العبادي هم من جاء بفائق زيدان على رأس السلطة القضائية .. إن إزالة آثار هذه الحقبة المؤلمة التي توّلى فيها المسؤولية الفاسد عادل عبد المهدي و الفاسد النزق محمد الحلبوسي تحتاج إلى قرارات شجاعة من قبل رئيس الوزراء المكلّف، وموقف شجاع ومشرّف من مجلس النواب العراقي بسحب الثقة عن الحلبوسي الفاسد وإقالة رئيس مجلس القضاء الأعلى المتحالف معه .. وقد آن الأوان لإيقاف تحالف الحلبوسي مع زيدان.
أقرأ ايضاً
- العراق وكرسي الحلبوسي
- أوقفوا بناء المسرح الروماني في الناصرية
- إقالة الحلبوسي... نهاية زعامة سياسية وبداية أزمة