بقلم: رأفت الياسر
جميعنا نتفق على أنّ الماكنة الإعلامية الامريكية هي المسيطرة في العالم
فأفلام هوليود والمؤسسات الإعلامية الضخمة والفضائيات و منظمات المجتمع المدني و صفحات مواقع التواصل الكبيرة كلها أمريكية.
في المقابل لا يمكن مقارنة الأعلام الإيراني بالأمريكي فحتى المقارنة غير منصفة.
إذن المتحكم بالرأي العام هو أمريكا وليس إيران
ومن يستطيع شيطنة أي جهة بسهولة هو أمريكا وليس ايران.
لاحظوا "البيجات" الكبيرة في العراق التي تهاجم ايران وقارنوا بالبيجات التي تدافع عنها.. هل تجدون مقارنة؟
ولهذا فالمتحكم بالشائعات بالدرجة الأساس هو امريكا لا غير
بثوا إشاعة ان القناص ايراني
و ان فشلوا بإقناع الجميع بهذه الكذبة
لجأوا لاتهام "المليشيات" بالتصفية.
رغم ان الجميع يتفق على ان عمليات القتــل والدماء لا تخدم الحكومة والمليشيات، فهذه التظاهرات خرجت في الواقع لإسقاط الحكومة والتنديد بإيران والمليشيات، بينما هذه الدماء سببت بزيادة هذه الاحتجاجات، فإذن الطرف الثالث هو المستفيد من عمليات القتل لا المتضرر.
في قمة فوران الحشد الشعبي بعد حرق مقراته و استشهاد القائد ابو جعفر العلياوي واخيه في العمارة بطريقة مرعبة وكان يملك السبب الكافي لسحق المتسببين لكن المعنيين اكتفوا بإقامة دعوات قانونية رسمية، ومع ذلك يُتَّهم المقتول والمسحول والمحروق بتصفية الناشطين!
والان بعد فورة الغضب الأخيرة عند اغتيال أمريكا للقادة الشهداء وكمية الاحتقان الجماهيرية، تذهب عصابة من منظمات المجتمع الامريكية لحرق مقر للحشد و تمزيق صور الشهداء في الناصرية.
ولكن الطرف الأقوى والاحق والمسيطر والغاضب يكظم غيضه ويكتفي بتنظيف المقر وعفا الله عن الظالمين.
ورغم انّهم - عملاء الطرف الثالث -
يتهمون قادة المليشيات -كما يسمونهم- ويشتمونهم ليل نهار دون أن يتعرض لهم أي أحد ولو كانت هذه الادعاءات صحيحة لما تجرأ أي أحد منهم على حفلة السباب التي يشنونها كل يوم.
بينما يغض الطرف الثالث المسيطر على الاعلام النظر عن عمليات الحرق والقتل والسحل و التمثيل والتهديد وحفلات الشماتة بالعمليات الامريكية في العراق بعد انتهاكه للسيادة العراقية.
من هذا نقول
أن الطرف الثالث
هو الطرف المستفيد من هذه الفوضى
وهو الذي يملك هذه الماكينة الإعلامية العملاقة
والذي يستطيع تشويه صورة وسمعة أي خصم امامه وبلمح البصر
والذي يملك طائرات مسيرة متطورة
ويملك فرق اغتيالات عالمية.
أقرأ ايضاً
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- القوامة الزوجية.. مراجعة في المفهوم والسياق ومحاولات الإسقاط