جذب انظارنا ليلا اللون الاصفر البراق في شارع الهارثة لالذي يرتديه مجموعة من الشباب والصبية وهم ينظفون الشارع والمواكب ويجمعون النفايات بهمة وجدية وتناسق في الحركة، فيضعون النفايات في الاكياس السوداء ثم يربطونها ويضعونها في نسق واحد لتسهل على فرق بلدية الهارثة رفعها بسهولة، ظننا في بداية الامر ان واجبهم فقط هذا العمل، لكن تبين انهم مدربون بعلى مستوى عال على اخلاء الطوارئ والاسعافات الاولية والواجبات الامنية وغيرها الكثير، وانهم قطرة من بحر المتطوعين لخدمة الامام الحسين عليه السلام.
أنا حسيني.. أنا نظيف
حيدر العامري مسؤول في هيئة الإمام المجتبى من متطوعي العتبة العباسية المقدسة يبين لوكالة نون الخبرية، طبيعة عملهم بالقول: منذ انطلاق العشق الحسيني المتمثل بالزحف سيرا على الاقدام باتجاه قبلة الاحرار مدينة كربلاء المقدسة باشرت هيئة الامام الحسن المجتبى بحملة (أنا حسيني..أنا نظيف) الواسعة لتنظيف طريق سير الزائرين حيث انطلقت من منطقة كرمة علي في البصرة باتجاه الهارثة ثم الى قضاء الدير وبعدها الى قضاء المدينة في محافظة البصرة المحاذي الى محافظة ذي قار، وقد شملت الحملة تشغيل مجاميع تطوعية خدمية عدة، منها مجموعة انصار الامام الحسين عليه السلام في منطقة كرمة علي، ومجموعة الشهيد ايمن الخيكاني في منطقة الهارثة ومجموعة الامام علي الهادي عليه السلام في الدير والهدف منها نشر ثقافة طلب الاصلاح على سيرة الامام الحسين عليه السلام التي يتمثل احد مصاديقها نظافة النفس والاخرين والشارع والمنطقة والمواكب، مستدركا ان المسيرة نحو كربلاء فيها تحديات كبيرة في المحافظة على البيئة والنظافة والصحة العامة، والغاية منها هو ايصال رسالة الامام الحسين عليه السلام الى العالم ان احباب الحسين عليه السلام حضاريون متفانون في مبادئ امامهم وقدوتهم ولان زيارة الاربعين هي المحطة التي نقف عندها كل عام لنجدد البيعة والولاء والعهد والفداء لسيد الشهداء عليه السلام.
500 مطوع
واضاف العامري ان عدد متطوعي الهيئة هو 500 متطوع يشرف عليها معتمد المرجعية الشيخ حميد المياحي ومقرها في منطقة الفيحاء في جامع كريم اهل البيت، متوزعة مجاميعها على اقضية ونواحي محافظة البصرة مثل مركز البصرة والفيحاء والهارثة والزريجي وابو الخصيب والزبير وخور الزبير والقبلة وغيرها، لافتا الى ان عملهم يعتمد على نشاطات الهيئة المتنوعة وحسب الرقعة الجغرافية من خلال الظرف والزمان والمكان، فمثلا هناك مسيرة الشموع في يوم الوحشة التي ينطلق فيها بحدود مئتي متطوع بمسيرة مهيبة في شوارع البصرة.
مهام متنوعة
العامري بين ان واجب النظافة هو اقل واجب تنفذه الهيئة ومتطوعيها، اما الفعاليات الاخرى فتتضمن اخلاء الطوارئ والاسعاف الاولية في العتبة العلوية المقدسة التي تعتمد علينا اعتمادا كليا في تلك الحملات بواجبات تكون داخل الحرم وخارج الحرم ومحيط العتبة العلوية، أما في العتبة العباسية فتكون واجباتنا في قسم الشؤون الخدمية والمفقودات والخدمات، وكذلك تعتمد على جهودنا العتبة الكاظمية حيث ننفذ واجبات امنية وحفظ النظام والاسعافات الاولية، مستدركا ان اساس عمل الهيئة مستنبط من خطب المرجعية الدينية التي نتابعها بشغف والتي دعت الى استغلال طاقات الشباب وتسخيرها في اعمال مفيدة ومباركة تسهم في بناء المجتمع بشكل سليم ودور الشباب كبير في هذا الامر، مشيرا الى ان نسبة الاعمار الشبابية في هيئة الامام المجتبى تصل الى 95 بالمئة، مؤكدا ان الهيئة توجهت في المدة الاخيرة الى مرحلة النشوء وطلبة المرحلة الابتدائية عبر استقطابهم وتشغيلهم والاشراف عليهم وتربيتهم بطريقة ايمانية تمتزج مع تربية ذويهم لتكتمل شخصياتهم بما يجعلهم رجال المستقبل، والهدف منها تعريفهم من هو الحسين وماهي رسالته وماهو خطه الايماني، مشددا على ان الهيئة افتتحت دورات المسعف الصغير شارك فيها طلبة الابتدائية وحتى طلبة رياض الاطفال وكذلك ادخلتهم في دورات القيادة والادارة وتنظيم الوقت لمرحلتي الابتدائية والمتوسطة لتوسيع مدارك الشباب بما يتعلق بقضية الامام الحسين ونهضته وثورته.
شروط الانتماء
العامري اكد ان كل من ينتمي للهيئة يجب ان يكون مهيئا ليصبح خادما بالعتبات المقدسة وتعليمه على الطاعة والالتزام والعمل الجدي ويعرف قدسية الامام فيكون بعدها مؤهلا لتكليفه باي نشاط مفيد، منوها الى ان الهيئة لديها استمارات امنية فيها معلومات مفصلة عن المتطوعين كما تتضمن توقيع من هم بعمر 18 سنة فما فوق على الاستمارة التطوعية وبعلم ذويهم، اما من هم دون ذلك العمر فيجلب والده او ولي امره ليوقع عليها، وهناك متابعة من الهيئة بالتعاون مع اهالي المتطوعين على مستوياتهم الدراسية وسلوكهم المنضبط داخل العائلة لتستمر عمليات بناء شخصيته.
الطاعة في قضية الحسين
المتطوع كرار احمد يقول بفخر نحن خدام لله وللامام الحسين قبل ان نكون خدام للزائرين والمواكب، فقد علمتنا هيئة الامام المجتبى ان قضية الحسين خالدة على مدى الزمان وان السعيد هو من يسجل اسمه في سجل خدمة الامام الحسين واولى خطوات العمل في خدمة الحسين عليه السلام هو الطاعة كما اطاعه اصحابه واخوته وابنائه واقربائهم، فلم نكن نعلم ان منافذ السعي للتكامل الديني والاخلاقي لا تختزل في الشعائر الحسينية، بل ان هناك واجبات كثيرة مارسناها ونجحنا في ان نكون رقما مهما في الزيارات المليونية، فللهيئة ومسؤوليها ومدربيها الفضل الكبير في تعليمنا اساليب الاخلاء في الحالات الطارئة واسعاف المصابين والمغمى عليهم والتفتيش والدليل للتائهين والنظافة والخدمات بمختلف انواعها، وهي مهام لا تقل شأنا عن باقي الواجبات المهمة في العتبات المقدسة، مشيرا الى ان تطوعه في الهيئة وعمله في واجباتها كان سببا في تطوع الكثير من الاصدقاء والمعارف ومحط راحة ورضا من الوالدين والعائلة لاننا خدام الائمة الاطهار وهو الفخر بعينه.
قاسم الحلفي - البصرة
تصوير: عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- مسيحيان في زيارة الاربعين :نطبق وصية السيد المسيح في كربلاء(فيديو)
- استقطبت فنانين عرب..مؤسسة القبس للثقافة والتنمية تستثمر ادوات الفن والادب واللغة العربية لخدمة قضية الامام الحسين بزيارة الاربعين
- بالصور:ابناء هور الحمار بالناصرية يقدمون خدماتهم لزوار الاربعين بطريقتهم الخاصة