- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تحية من الأعماق للسيستاني العظيم
بقلم: أياد السماوي
(بسم الله الرحمن الرحيم.. قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد).. صدق الله العظيم
لم يكن أمرا سهلا قط أن يقف الواحد منّا بوجه هذا الموج الهائل من الفاسدين والنفعيين والوصوليين والانتهازيين , ناهيك عن جيش السلطة وأحزابها الفاسدة.. ولم يكن سهلا أبدا أن تقف وتفضح هذا الكم الهائل من التضليل والتشويه ومحاولات خداع الناس بأنّ انتفاضة الشعب على الفساد والفقر والبؤس والبطالة والحرمان والانحطاط الأخلاقي , إنّما هي لإفساد أربعينية الأمام الحسين عليه السلام أو هي مؤامرة جندّت لها أجندات خارجية.
ولم يكن سهلا قط أن تتحدّى سطوة وبطش العصابات الخارجة عن القانون التي فتحت النار على المتظاهرين الأبرياء والتي أشارت لها المرجعية الدينية في خطبتها هذا اليوم.. كانت الصورة واضحة أمام أعيننا كالشمس في رابعة النهار , ولم يرتابنا الشّك مطلقا بمشروعية وقدسية هذه التظاهرات وصدقها.. كنّا نراها بأعين غير مؤدلجة وبحق الشعب في المطالبة بحقوقه المسلوبة بعيدا عن حسابات المصالح الحزبية وغير الحزبية التي ابتلى بها غيرنا للاسف الشديد.. كان كلّ شيء يشير إلى أنّ انتفاضة الشعب هذه المرّة سوف لن تتوّقف حتى تقتلع الفساد وأهله ويتحقق الإصلاح الحقيقي الذي اشرنا له في مقالاتنا السابقة.
فها هي مرجعيتنا الدينية العليا بزعامة السيد علي الحسيني السيستاني روحي له الفدا , تصطّف إلى جانب الشعب الثائر على الفساد والفقر والبؤس وتحمّل الحكومة الفاسدة وأجهزتها الأمنية المسؤولية كلّ المسؤولية عن الدماء الغزيرة التي أريقت في مظاهرات الأيام الماضية , حيث أكدّت أنّ ليس بوسع الحكومة التنّصل عن تحمّل هذه المسؤولية الكبيرة.
إنّ بيان المرجعية الدينية العليا هذا اليوم لا يقلّ أهمية عن فتوى الجهاد الكفائي التي أنقذت العراق وشعبه ومقدّساته من براثن داعش.. إنّ العنوان العريض لبيان المرجعية الدينية العليا هذا اليوم هو.. معكم معكم يا أبناء شعب العراق الثائر.. فلا يمكن للمرجعية أن ترى هذا البطش وهذه الإراقة من الدماء وتبقى مكتوفة الأيدي.. فمرجعيتنا الرشيدة ليس لها مصلحة أو علاقة خاصة مع أي طرف في السلطة ولا تنحاز إلا إلى الشعب ولا تدافع إلا عن مصالحه.. فتحية لك يا أبا الفقراء والمحرومين أيها السيستاني العظيم على هذه الوقفة التاريخية المشرّفة مع ثورة المحرومين والمسحوقين.. وسلام الله عليك ما شرقت شمس وما غربت.
أقرأ ايضاً
- تحية تقدير الى طلاب امريكا
- لا عزاء للأصوات المأجورة.. تحية لأسود الرافدين ومدربهم
- بلاد الرافدين العظيمين ام بلاد الجدولين العطشين ؟؟!!