- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ـ في الذكرى (الخامسة) لفتوى الدفاع المُقدسة..هل كان داعش صناعة عراقية؟ـ حلقة (4)
بقلم: نجاح بيعي
ـ نعم
المرجعية الدينية العليا رصدت الأزمة (أزمة إعتقال آمر وحماية وزير المالية الأسبق) وراقبت تداعياته الخطيرة على كافة الأصعد, وكان لها أكثر من موقف تجاهه.
ويجدر بي أن أتابع معكم رصدها ومراقبتها للأحداث والتطورات على الساحة العراقية (فضلا ً عن الإقليمية والدولية) ونمر على مجملها عبر تشخيصها لمواطن الخلل والخطر فيها, ضمن تسلسل زمني لذلك, كنت قد إبتداته من تاريخ 4/1/2013م (أي بعد 25 يوما ً من حادث الإعتقال) إلى عشية الإنهيار الأمني الذي حدث في محافظة الموصل وإعلان (داعش) عن سيطرته عليها في10/6/2014مم. وتتبعته من خلال خطب جمعة كربلاء الثانية (1) وهي كما يلي:
ـ في 4/1/ 2013م المرجعية العليا تُنبّه القيادات السياسية العراقية وتحذرهم, من أن الأزمة التي عصفت بالبلد (وتقصد حادثة اعتقال آمر وبعض أفراد حماية وزير المالية الأسبق كما عرفنا) هي أزمة (سياسية بحتة). وانتقدت الإجراءات الحكومية الشكلية لمعالجة المشكلة. وحذّرت من لغة التصعيد الطائفية وتحريك الشارع وتأجيج مشاعر الجماهير, لأن الشعب في منأى من هذه التجاذبات وليس له ناقة بها ولا جمل.
ـ في11/1/2013م المرجعية العليا تُبيّن للشعب العراقي أسباب هذه (الأزمة) والأزمات الأخرى يرجع الى(تسييس الكتل السياسية والقادة للكثير من الأمور والملفات, التي يجب أن تأخذ حقها الدستوري والقانوني من الإستقلالية في اختصاصها وعدم تدخل السياسيين فيها). وأوصت بالعمل بعدة وصايا منها:
1- أن جميع الكتل السياسية والسلطات التنفيذية والتشريعية, مسؤولة مسؤولية شرعية ووطنية للخروج من هذه الأزمات.. فان المسؤولية في العراق مسؤولية تضامنية تقع على عاتق جميع الشركاء في العملية السياسية، ولا يصح أن يرمي كل طرف كرة المسؤولية في ملعب الطرف الاخر.
2- الإستماع الى المطالب المشروعة من جميع الأطراف والمكونات. ودراسة هذه المطالب وفق اسس منطقية ومبادئ الدستور والقوانين النافذة, وصولاً الى إرساء دعائم دولة (مدنية) قائمة على مؤسسات دستورية تُحتَرمُ فيها الحقوق والواجبات.
3- عدم اللجوء الى أي خطوة تؤدي الى تأزيم (الشارع) بل المطلوب خطوات تهدئ من الأوضاع وبالخصوص تهدئة الشارع والمواطن بصورة عامة.
4- عدم السماح بأي اصطدام بين الأجهزة الأمنية والمتظاهرين. وندعو هذه الأجهزة الى ضبط النفس وعدم الإنفعال والتعامل بهدوء وحكمة مع المتظاهرين.
ـ في 18/1/2013م المرجعية العليا تُشير وتلمح الى أن وراء ازدياد العمليات الإرهابية وتنوع مناطقها (هدف يُؤسِس الى شيء ما). وهذا (الشيء) ينطوي على (مؤامرة) بإمكانها أن تجرّ البلاد الى ما يُحمد عقباه.
وما أراها تشير إلا إلى مؤامرة تنظيم داعش.
ـ في 8/2/2013م المرجعية العليا تطلق شعار (السُنّة أنفُسِنا).
ـ في 22/2/2013 م المرجعية العليا تُطلق ولأول مرّة تسمية (العصابات التكفيرية) على الذين يقومون بالأعمال الإرهابية والتفجيرات في العراق.
ـ في 1/3/2013م المرجعية العليا توجّه السؤال التالي الى كل مَن بيده القرار في العراق: (الى أين تُريدون بالعراق أن يتجه؟)!. مُستعرضةً الصورة المشوّهة والمرعبة لما آل اليه (التعايش السلمي) في العراق.
ـ في22/3/2013م المرجعية العليا تُنذر جميع الكتل السياسية من أنّ الوضع سينفجر يوما ً ما بوجههم في حال استمر الصراع والتناحر السياسي الغير مُبرر بينهم. وأكدت بأنّ الشعب العراقي الذي عُرف بالصبر والتحمل سوف لا يبقى ساكتاً الى الأبد.
ـ في21/6/2013م المرجعية العليا تكشف عن (وجود:
1ـ ممن يعتاشون على خلق الأزمات
2ـ وبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد
3ـ ويستمرئون الدم العراقي النازف).
ـ في 28/6/2013م المرجعية العليا توجّه أقوى وأشدّ تحذير للشعب العراقي (مواطنين وحكومة) ولمجتمعات دول المنطقة والعالم, من محاولات البعض أن يطبع الصراع السياسي بطابع الصراع الطائفي وقالت: (هناك صراع سياسي في بعض مناطقنا جرّ الى صراع مسلح. وهذا الصراع السياسي صراع على السلطة والنفوذ. ولا يصح أبدا ً أن يُطبع بطابع الصراع الطائفي).
ـ في 30/8/2013م:المرجعية العليا تُعاود الكرة وتسأل السياسيين: (ماذا تريدون؟ هل تريدون حرباً طائفية وقومية لا قدر الله ؟!. وهل يوجد من يدفع لكم حتى تصرحوا هكذا؟. أنتم تربيتكم أليست من هذا البلد؟. من يدفع لكم مِن الداخل مِن الخارج؟. ماذا يريد هذا الدافع؟. لماذا يجعلكم أنتم حطبا ً لناره؟).
ـ في20/9/2013م المرجعية العليا تطلب من الجهات الرسمية وجميع العقلاء العمل بـ(التكليف الشرعي) و(القانوني) و(الأخلاقي) كلٌ حسب موقعه, لمنع (الإستهداف المُتبادل) الذي يُهدد وحدة النسيج الإجتماعي والوطني ويُهدد وحدة العراق.
ـ في 18/10/ 2013 م المرجعية العليا تطلب من الأمّة ومن جميع العراقيين (حكومة وشعبا ً) بأن يكونوا عيوناً لرصد التحركات المشبوهة للمجاميع الإرهابية والإجراميّة. ودعتهم الى التعاون مع الأجهزة الأمنية. لأن الإرهاب وخطره وصل الى حدّ (لم يعُد يسلم منه أحد).
ـ في 20/12/ 2013 م المرجعية العليا تصف الإرهابيين ومن يدعمهم بأنهم (أجبنُ مِن شخصيات عاشوراء) وأنهم (أشدّ وأسوأ خساسة من أيّ مخلوق في الأرض) وأن أحدهم(حقير نتن لا عقل ولا دين ولا تربية هو ومَن يحتضنه أولئك شر خلق الله تعالى), وأقسمت (والله لأنتم أشد وأخسّ الناس جبنا ً وأخس الناس طينة ً وأخس الناس نطفة ً).
ولوّحت بالسلاح الخفي (الوطني) الجبّار الذي يمتلكه العراق. في إشارة الى جموع زوار أربعينية الإمام الحسين (ع) حيث قالت: (أن هذا الكم من الناس هم رصيد ـ وطني ـ يجب استغلاله للنهوض بالعراق).
ـ في 3/1/2014م المرجعية العليا تُعلن بأن مهمة ردع الإرهاب والإرهابيين في العراق أصبحت مهمّة وطنية.
ـ في10/1/ 2014م المرجعية العليا تُنذر العالمين العربي والإسلامية, أن من غير تكاتف الجميع في سبيل مكافحة الأفكارالمتطرفة، واعتماد الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل كأساس في التعايش السلمي بين مكوّنات أي مجتمع, فإنّ هذه الظاهرة لا يمكن الحد من تأثيراتها السيئة على الإسلام ودول المنطقة، بل ستتّسع لتشمل المزيد من الدول الإسلامية وغيرها.
ـ في 17/1/2014م المرجعية العليا تُعلن: أن الإرهاب الدموي أصبح مشكلة عالمية. و(لابدّ للمجتمع الدولي من إيجاد حلول جذرية.. وإلّا ستكون النتائج وخيمة ولا يُحمد عقباها).
ـ في 24/ 1/ 2014م المرجعية العليا توصي المواطنين العراقيين لأن لا تكون الأحداث مدعاة لليأس وموجبة للوهن وضعف المعنويات. وبشّرت بأن الأمور ستؤول الى خير مادام هناك مَن يشعر بالغيرة والحب تجاه وطنه.
ـ في 21/ 3/ 2014 م المرجعية العليا ترجع مشكلة استمرار دوّامة العنف في البلاد الى سببين هما: عدم وجود خطة عمل لمعالجة الوضع الأمني المتردي. وعدم وجود الجديّة في المعالجة لدى أكثر المسؤولين.
ـ في 6/ 6/ 2014م المرجعية العليا تشكر القوات الأمنية لتصديها وإحباطها محاولة هجوم الإرهابيين على مدينة سامراء والتطاول على مرقدي العسكريين (عليهما السلام) وطردهم وقتل الكثير منهم.
ـ في 10/ 6/ 2014م المرجعية العليا تُصدر بيانها الهام جدّا ً حول الإنهيار الأمني والحكومي الذي هزّ البلد, نتيجة سيطرة عصابات تنظيم (داعش) الإرهابية على أقسام كبيرة من محافظة الموصل والمناطق المجاورة. وكان نص البيان الصادر من مكتب المرجعية العليا بتاريخ يوم الثلاثاء 11 شعبان المعظم 1435هـ الموافق 10 حزيران 2014م مشفوعا ً بالختم المبارك كما يلي:
(تتابع المرجعية العليا بقلق بالغ التطورات الأمنية الأخيرة في محافظة نينوى والمناطق المجاورة لها , وهي إذ تشدد على الحكومة العراقية وسائر القيادات السياسية في البلد ضرورة توحيد كلمتها وتعزيز جهودها في سبيل الوقوف بوجه الإرهابيين وتوفير الحماية للمواطنين من شرورهم. تؤكد على دعمها وإسنادها لأبنائها في القوات المسلحة وتحثهم على الصبر والثبات في مواجهة المعتدين. رحم الله شهدائهم الأبرار ومنّ على جرحاهم بالشفاء العاجل إنه سميع مجيب).
وحسبي هذا البيان فتوى دفاع مقدسة جاءت كمقدمة صغرى للكبرى التي أطلقتها في 13/6/2014م. وحسبي (تأكيدها دعم أبنائها في القوات المسلحة) لأن المرجعية العليا كانت (الجهة) الوحيدة على الإطلاق في ذلك الدعم, مقابل عدم الدعم على الإطلاق من قبل الذين أرادوها على غير ما أرادت المرجعية العليا حتى أطلقت الفتوى ضد عصابات تنظيم داعش.
ـ
ـ يتبع.. الحلقة الخامسة والأخيرة.
ـــــــــــــــــ
ـ الهوامش:
ـ(1) بالإمكان مراجعة خطب جمعة كربلاء المذكورة أعلاه على موقع (شبكة الكفيل العالمية) بالإعتماد على تاريخ الخطبة المذكور.
أقرأ ايضاً
- التعدد السكاني أزمة السياسة العراقية القادمة
- وقفه مع التعداد السكاني
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة