بقلم مسلم الركابي
بعدما غادر بريمر بغداد وهو ينهي مهمته في العراق اصدر كتابا يسرد فيه يومياته وذكرياته والاحداث التي عاشها في العراق حيث عنون كتابه بعنوان ☆ سنتي في العراق ☆ وفي هذا الكتاب العديد من الحقائق والوثائق والتي تتحدث عن مرحلة مهمة من تاريخ العراق ومن يطالع ذلك الكتاب بعناية وروية يعرف ماذا كان بريمر يعمل في العراق فهو الحاكم المدني لسلطة الاحتلال نعم هذه هي صفته الرسمية فالرجل لم يتنصل من صفته ولم يقل انه غير محتل اطلاقا. وبعد خروجه من العراق وبعد ان استلمت القيادات السياسية البلد والتي فيما يبدو انها لم تعي دورها بشكل كامل بل انها كانت تلهث وراء مصالحها ومكاسبها ويسيل لعابها للثروات الموجودة في البلد فهي لم تلتفت اطلاقا لاي جانب من جوانب بناء الدولة وهذه هي الطامة الكبرى والتي نعاني منها كشعب بعد سقوط الصنم في نيسان 2003، لقد عرف وخبر وفهم بريمر هذه القيادات بشتى انواعها وأشكالها ومذاهبها وقومياتها واحزابها ولذلك كان يتلاعب بهم ياخذهم الى ذات اليمين او ذات الشمال. سن لهم قرارات وأوامر يعملون بها وهم مثل طفل مطيع وقد اثبتت الاحداث بان هذه الطبقة السياسية قد فشلت فشلا ذريعا في قيادة البلد. ماذا يعني ان دولة ذات سيادة ولها مقعد في الامم المتحدة وهي حرة باتخاذ قراراتها على ارضها حيث ان سيادتها يتكفل القانون الدولي بحمايتها لازالت تعمل وفق اوامر وقرارات المحتل 16 عاما مضت وحكوماتنا المتعاقبة بشقيها التشريعي والتنفيذي تفشل بإيجاد قوانين بديلة لأوامر وقرارات المحتل. 16 عاما وحكوماتنا المتعاقبة بشقيها التنفيذي والتشريعي تنفق عشرات المليارات من الدولارات على مؤسسة تعتبر منحلة بعرف وقرارات واوامر المحتل بريمر، 16 عاما وحكوماتنا بشقيها التنفيذي والتشريعي تتعامل مع قادة البيت الاولمبي العراقي وهي تقول ان هذا البيت منحل، 16 عاما وفي كل موسم انتخابي اولمبي نسمع زعيق وصياح وعياط الحكومات بشقيها التنفيذي والتشريعي بان اللجنة الاولمبية كيان منحل، 16 عاما والحكومات بشقيها التنفيذي والتشريعي ترفع اوامر وقرارات المحتل بريمر بوجه اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية، 16 عاما ونحن لم نزل نحن ندخل بازمة ونخرج من اخرى والوجوه هي نفس الوجوه جاء وزير وذهب وزير والمشكلة نفس المشكلة والقاتل واحد وهو المحتل والضحية هي واحدة وهي الرياضة العراقية ومنفذ الجريمة هي الحكومات بشقيها التنفيذي والتشريعي، 16 عاما ولجان الشباب والرياضة في مجلس النواب عبارة عن شخصيات هلامية وبيادق شطرنج لا تفقه من الرياضة شيئا وحتى الوجوه الرياضية والتي دخلت هذه اللجان وفق مبدا المحاصصة السيء الصيت والسمعة ضاعت واخذتها رياح السياسة ذات اليمين وذات الشمال، 16 عاما والرياضي عندنا اصبح يرطن بالسياسة والسياسي يرطن بالرياضة، 16 عاما والاحزاب والكتل والميليشيات تلعب دوري منظم برياضتنا العراقية بعدما اصبحت الرياضة مادة دسمة وارضا رخوة يدوسها السياسي بانتهازية مفرطة، 16 عاما ونحن لازلنا نتحدث عن قوانين 16 و 18 و20 لسنة 1986 و1988، 16 عاما ونحن لازلنا نستنجد بحيدر فرمان واحمد الفهد والفيفا، 16 عاما ولازال المزور والمتخلف والفاسد والطاريء يجثم على موقع القرار في البيت الاولمبي العراقي، 16 عاما ولازالت انديتنا الرياضية ملكا عضوضا لادارات فاشلة ومتخلفة ومزورة وفاسدة، 16 عاما ولازالت اتحاداتنا الرياضية تقيم البطولات الوهمية والسفرات الترفيهية والانجازات الورقية، 16وانتخابات الاندية والاتحادات الرياضية عبارة عن عملية تتناسل بها وجوه التخلف والفساد والتزوير، 16 عاما وانتخابات اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية تعيد نفس الوجوه وفق نظام كوبي بست، 16 عاما ورياضة المحافظات تموت رويدا رويدا بفضل استبداد وطغيان رجال المكتب التنفيذي، 16 عاما والاتحادات الرياضية الفرعية في المحافظات عبارة عن رقم انتخابي في نظر رؤساء الاتحادات المركزية، 16 عاما والاعلام الرياضي يحاول عبثا ان يقاوم المناهج الدخيلة في سياسة البعض من المحسوبين على الاعلام الرياضي والذين باتوا يعرفون بمشعلي الحرائق في المشهد الرباضي العراقي، 16 عاما ونحن نحلم بانجاز اولمبي يكحل عيون ميدالية عبد الواحد عزيز اليتيمة في تاريخ العراق الاولمبي، 16 عاما ونحن نشاهد ونسمع دعاة الاصلاح ومكافحة الفساد بمختلف اشكالهم والوانهم دون ان نشاهد فاسدا واحد قد استدعاه القضاء مجرد ملفات وملفات وملفات وكل العملية مجرد نكتة سمجة يتناولها البعض من على شاشات التلفاز،لقد عشعش الفاسدون في كل مفاصل الرياضة العراقية وباتت المؤسسات الرياضية تعج بالعديد من االوجوه التي طالها الشك والريبة نتيجة سلوكها المشين واستهتارها بالمال العام وهؤلاء هم من كانوا سببا للخراب الرياضي والذي شل حركة الرياضة العراقية، يقول نيلسون مانديلا ☆ الفاسدون لن يبنوا وطنا وانما هم يبنون ذاتهم ويفسدون اوطانهم ☆.
أقرأ ايضاً
- من يوقف خروقات هذا الكيان للقانون الدولي؟
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- طوفان الأقصى و التأثير الاقتصادي على الكيان الصهيوني