رمضان في كربلاء لا ينتهي مع آذان المغرب وليلها لا ينتهي، فسياحة ما بين الحرمين تديم استيقاظ الجميع تحت جنح هواء منعش وبرودة العتبات.. ليل رمضان في كربلاء يبدأ بالصلاة في العتبات المقدسة وساحة ما بين الحرمين والأدعية وقراءة القرآن والابتسامات ومرح العوائل التي تفترش البلاطات والطرق الإسفلتية..اغلب العوائل الكربلائية تعودت أن تحمل إفطارها ليكون لذيذا في ساحة ما بين الحرمين..
الجميع يأكل ولا احد ينظر إلى الآخر إلا في لحظة الشكر حين يقال تفضل معنا..هناك تتزاحم العوائل وتتنوع موائد الطعام بكل ما لذ وطاب.
في أيام الخميس لا فرق بين كربلائي وزوار المحافظات فالسحنة عراقية.. يقول الزائر احمد عبد السلام من أهالي بغداد.. تعودنا في كل ليلة خميس أن نأتي إلى جوار الحسين ليكون إفطارنا قريبا منه.. نشعر اننا أكثر قربا إلى الله فهذا شهر الله والمكان المقدس يشعرنا اننا نحمل سلاما في أرواحنا ومحبة في قلوبنا لكل ما هو انساني..
وشاطره شاكر مهاوي من أهالي الحلة بهذه الطقوس والتقاليد قائلا:..إننا نشارك العوائل الكربلائية المكان الذي يشرح القلب وأدعو كل من يشعر بالضيق في قلبه أن يأتي إلى هذا المكان عندها سيزول عنه الكرب والضيق.. وأضاف ان رمضان هذا العام له خصوصية رغم حرارة الجو والتغير المناخي ولكن هذه الطقوس والعادات قد أنستنا كل المتاعب والجهود التي نبذلها بالوصول إلى كربلاء.. ويقول علي كريم (من أهالي النجف) انه يقضي معظم الليل في الزيارة والتعبد والتهجد في هذه البقعة المباركة، وقد شاركته الرأي زوجته الحاجة خيرية محمد فاضل، مؤكدة ان زيارة الأماكن المقدسة وخلال هذا الشهر هي نعمة من نعم الباري عز وجل ونحن بالرغم من وجود العديد من المراقد المقدسة في بغداد إلا اننا نصر على الحضور إلى مدينة كربلاء والإفطار فيها.
فيما يقول المواطن محمد حميد: لا أجمل من هذا المكان فهو يقربنا الى الله ويخلصنا من نميمة الصمت ويريحنا من الحر ومشاكل الكهرباء.. ويضيف رمضان يتيح لنا ان ننعم بالراحة والاطمئنان.
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- موزعين على (350) موقعا سكنيا:العتبة الحسينية تقدم (22) الف وجبة طعام يوميا للوافدين اللبنانيين في كربلاء المقدسة