اعتبر الكاتب باتريك كوكبيرن في مقال نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية، السبت، الاحتجاجات الحالية في العراق بانها الأكثر خطورة وتجري في قلب أكبر مناطق النفط في العالم، حيث هاجم المتظاهرون مقرات الحكومة في البصرة وأحرقوها، وكذلك مقرات الأحزاب السياسية، وأغلق المتظاهرون الميناء الرئيسي في أم قصر، الذي يستورد من خلاله معظم الحبوب التي يحتاجها العراق.
واعتبر الكاتب أن التظاهرات لو كانت اندلعت في العام 2011، أي في ذروة تظاهرات الربيع العربي، لكانت على رأس أجندة الإعلام حول العالم، وكما هو الحال فقد حظيت التظاهرات الحالية بتغطية إعلامية محدودة من وسائل الإعلام، التي تركز على ما يجري في محافظة إدلب السورية لا الأحداث في العراق.
ويقول كوكبيرن إن العراق سقط مرة أخرى من خريطة الإعلام في اللحظة التي غرق فيها في أزمة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة كلها. إن قلة اهتمام الحكومات الغربية ووسائل الإعلام هي نذر شؤم عما حدث قبل خمسة أعوام عندما تجاهلت هذه تقدم تنظيم داعش، وقبل سيطرته على الموصل، وقلل الرئيس باراك أوباما من خطر التنظيم، ووصفه في كلمات ندم عليها لاحقا، بأنه يشبه فريق كرة سلة للناشئين.
ويشير الكاتب إلى أن التظاهرات هذا العام اندلعت بسبب نقص الكهرباء والمياه والوظائف، والخدمات التي تقدمها الحكومة كلها، والظلم بات واضحا أكثر؛ لأن شركات النفط القريبة من البصرة تصدر النفط بمعدلات عالية، ووصل مستوى الإنتاج في آب/ أغسطس إلى أربعة ملايين برميل في اليوم، بشكل عاد على الحكومة في بغداد بـ7.7 مليار دولار في الشهر.
ويقول كوكبيرن الحكومات العراقية لا تستطيع التعامل جيدا مع هذه الأزمات في الأوقات العادية، وجاءت هذه الاحتجاجات في وقت سيئ، خاصة أن الكتلتين السياسيتين فشلتا في تشكيل حكومة جديدة، وذلك بعد الانتخابات التي جرت بعد 12 أيار/ مايو، وفشل البرلمان ولأول مرة في انتخاب رئيس له، وقرر تعليق العمل لمدة 10 أيام، وسيعقد اجتماعا طارئا اليوم لمناقشة الأزمة في البصرة".
ويذهب الكاتب إلى أنه "حتى لو تم تشكيل الحكومة الجديدة في ظل رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، أو أي شخص آخر، فإن ذلك لن يحدث فرقا، ذلك إن النواب والمسؤولين الفاسدين في الحكومات السابقة لازالوا والمشكلة ليست أفرادا فاسدين، لكن الآلية السياسية بشكل عام، فالوزارات تقوم على المحاصصة الحزبية، التي تستخدمها على أنها بقرة حلوب ووسيلة لتوظيف أتباعها، وبحسب مستشار العبادي، مظهر صالح، فإنه دون تغيير النظام السياسي فلن تتم محاربة الفساد.
ويعتقد كوكبيرن أن "هذا النظام، القائم على منح الوظائف للموالين دون الأخذ في عين الاعتبار المهنة والكفاءة، يترك أثره المدمر على العراقيين العاديين، فالكثير من الذين صعدوا إلى قطار العسل خلال الـ15 عاما الماضية لا يستطيعون تحسين الأوضاع حتى لو أرادوا، وقام محافظ سابق للبصرة بإعادة الميزانية كلها للحكومة لأنه لم يجد أي شيء يمكنه إنفاقها عليه".
أقرأ ايضاً
- الحرس الثوري الايراني يعلن استشهاد احد كبار مستشاريه إثر هجوم إرهابي في أطراف حلب
- النزاهة تكشف أسماء الوزراء المشمولين بالاستجواب
- فيديو:الامم المتحدة تثمن جهود العتبات المقدسة لاستضافتها اللبنانيين بكربلاء