قال رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، إن السلطة ستحارب ما بات يعرف بصفقة القرن التي تروج لها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال عباس في كلمة له أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في 15 أغسطس/آب 2018، حسبما نقلت وكالة وفا الفلسيطينية "إننا أول من وقف ضد صفقة القرن وحاربها، وسنستمر في محاربتها حتى إسقاطها".
وعلق عباس على جهود المصالحة التي تقودها مصر قائلا إن مصر تبذل جهودا، ولكن من "حيث المبدأ النوايا غير موجودة لدى حماس من أجل المصالحة، وهناك من يشجع على عدم السير في المصالحة، هناك من يعتبر أن القضية الآن هي قضية إنسانية فقط، علينا أن نساعد الناس إنسانيا فقط، وكأن معاناة الشعب الفلسطيني في غزة نشأت اليوم، (وليس) منذ (وجود) الاحتلال والحصار الإسرائيلي".
وتساءل عباس "لماذا أفاقت الآن أمريكا بكل إنسانيتها ومشاعرها الرقيقة لحماية أهلنا هناك ودعمهم، والله إنهم كذابون".
وتعرض عباس لموقف السلطة من المصالحة، بينها وبين وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، فقال: "نحن لن نقبل إلا مصالحة كاملة، كما اتفقنا في 2017، وسنتحدث عن هذا لاحقا،... نسعى بكل قوتنا لإنجاحها من أجل شعبنا، ومن أجل وحدة شعبنا وأرضنا في ظل حكومة واحدة، وقانون واحد، وسلاح شرعي واحد، من دون ميليشيات هنا أو هناك، مجددين القول بألا دولة في غزة، ولا دولة من دون غزة".
"بمصالحة أو دونها"
لكن مسؤولا كبيرا في حماس رد على عباس وأكد إصرار الحركة على السير في جهود التوصل إلى التهدئة في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس بواسطة مصرية، التي باتت قاب قوسين أو أدنى.
وقالت حركة حماس إنها "ستمضى لتحقيق مصالح شعبها بمصالحة فلسطينية أو بدونها"، وأضافت على لسان القيادي البارز فيها، سامي أبو زهري، في تصريحٍ خاص بوكالة (سوا) الإخبارية المحلية إن "تصريحات الرئيس عباس بشأن المصالحة هي "اجترار لذات المواقف السابقة دون أي تقدير لعذابات غزة أو التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية".
ونقلت وسائل اعلام إسرائيلية بعض بنود الاتفاق الذي تتوسط فيه مصر، ومن بينها أن قطر ستتكفل بدفع رواتب الموظفين في قطاع غزة والوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء في القطاع، وأن مدة اتفاق التهدئة هي عام واحد.
كما يتضمن الاتفاق، حسبما قالت قناة الميادين اللبنانية، التي نقلت عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية إقامة خط نقل بحري بين غزة وقبرص تحت إشراف إسرائيل.
وقالت صحيفة هاآريتس الإسرائيلية إن الساعات الثماني والأربعين القادمة ستكون حاسمة وستحدد فرص نجاح الجهود التي تقودها مصر.
وقالت وسائل إعلام إن مدير المخابرات المصرية عباس كامل زار إسرائيل والتقى بمسؤولين إسرائيليين.
ونقلت مراسلة بي بي سي العربي عن مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الاحمد تأكيده أن عباس كامل كان في إسرائيل وغادر الأربعاء دون لقاء أي من المسؤولين الفلسطينيين.
وكان التلفزيون الإسرائيلي قد اشار إلى أن كامل قد يزور رام الله في محاولة لإقناع الرئيس محمود عباس بمباركة التهدئة.
أقرأ ايضاً
- لا حلول قريبة.. "سرقة القرن" و"شبكة التجسس" تنعكسان على حسم رئاسة البرلمان
- القضاء العراقي يقرر اعتقال كفلاء المتهمين بـ "سرقة القرن" ويحدد موعد جديد للمحاكمة
- مشعان الجبوري: الأموال المختلسة في "سرقة القرن" تبلغ 9 تريليونات دينار