- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ما عجزوا عن تحقيقه باثني عشرة سنة لن يحققوه في يوم واحد
حجم النص
بقلم:علاء الخطيب لم يكترث العراقيون باجتماع كربلاء ولم يعولوا عليه، وكانت ردود افعالهم قد اتسمت باللامبالاة. فجزء كبير من المجتمعين هم رموز للفشل والفساد وجزءٌ من المشكلة، ولا يمكن ان يكونوا جزءاً من الإصلاح و الحل، فالإصلاح مشروع يحتاج الى الإرادة والعزيمة ونكران الذات، وان تكون أهدافه واضحة وخطة تطبيقه عملية وهذا ما لم يقدمه او يذكره اجتماع كربلاء، لم يقدموا المجتمعون طيلة السنين الماضية إنموذجاً نزيهاً، أو مشروعاً قابلاً للحياة يلبي طموحات الحد الأدنى من الكرامة،،ولم يحققوا ما كان العراقيون يصبون اليه بعد عقود من الدكتاتورية والقهر وبعد كم هائل من التضحيات وقوافل من الشهداء، وإعداد من الارامل والثكالى،بل على العكس فقد كرسوا الفساد والمحسوبيات وابتدعوا ثقافة المحاصصة، والمقبولية والاستئثار بالامتيازات والمناصب والاموال والعقارات. وكان أدائهم السياسي مخيِّب للآمال ومبدد للتضحيات. لم توحدهم يوماً معاناة العراقيين ولا الدماء التي سالت ومازالت في شوارع المدن المهمشة، بل جمعهم الخطر المحدق بهم وبثرواتهم. وجمعتهم الأزمة فتراكضوا نحو كربلاء في خطوة جائت في الوقت الضائع، أو انها متأخرة كثيراً، فكان اجتماعهم اجتماع أزمة وضرورة. لم يستطيع المجتمعون ان يوحدوا خطابهم السياسي ولم يتفقوا على سقف للخلاف داخل التحالف، ولم ينجحوا باختيار رئيس لكيانهم الكارتوني،بل كانوا كالأخوة الأعداء، يتربص بعضهم ببعض، غير مبالين بما سينعكس على فقراء قواعدهم الشعبية، لقد طغت خلافاتهم الشخصية والعائلية على مصلحة الشعب، وحتى في الاجتماع الأخير كانت ثقافة لي الأذرع والانتصار على الإخ هي السائدة. ابتسمت الوجوه وحملت القلوب ما حملت، لذا كان البيان الختامي باهتاً عديم اللون والطعم والرائحة، فاقداً للهوية، لم يكن بمستوى تحديات المرحلة وطموح الجماهير، فساروا الى جانب الجدار وقالوا يارب الستر، كنّا نتمنى ان نرى قرارات مصيرية ومهمة تحرج الفاسدين وتشير الى الخلل بكل صراحة ووضوح، لأننا نمر بمرحلة تاريخية حرجة وخطيرة، لكن فاقد الشئ لا يعطيه، وما عجزوا عن تحقيقه بالرخاء لن يحققوه بالشدة في يوم واحد. علاء الخطيب / كاتب واعلامي
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر