حجم النص
![](http://non14.net/public/images/large/080116084533_140_1.jpg)
اوصى المقاتل وليد خالد العبيدي الذي نزح من مدينته الرمادي قبل نحو عام مع أسرته الى قضاء عفك، بدفنه في النجف في حال مقتله، وفيما بيّن والده ان ممثلي المرجع الديني الاعلى علي السيستاني استقبلوه لدفن جثمان ولده، أكد ابناء عفك وقوفهم مع عائلة وليد. أرملة وأيتام شعرت زوجة وليد خالد العبيدي، بالريبة والقلق من وضع زوجها، وازداد خوفها من طريقة كلامه في آخر يوم من الاجازة معها بشأن أطفالها الأربعة، خاصة (تبارك) المعاق، ووجدان آخر العنقود مدللته التي تعاني من عدة أمراض. وتقول زوجة العبيدي، في حديث الى (المدى برس)، إن "زوجي كان على غير عادته في جميع تصرفاته، كان سعيدا أكثر من اللازم من دون سبب، وصيته لي في آخر ليلة جعلتني ارتعد خوفا وقلقا منه وعليه، كان يعلم أن أمرا ما سيحدث، حاولت تجاهل أسباب فرحه، بيد أن كلماته مع (أمه)، دفعتني لوهلة الى التفكير بالطلب منه عدم الالتحاق الى وحدته المشاركة في تطهير الرمادي من (داعش)، التي هجّرتنا من المدينة قبل نحو عام". وتوضح الأرملة، أن "وليد تطوع للقتال مع القوات المسلحة المشاركة في تطهير الرمادي بعد وصولنا الى قضاء عفك، من رحلة نزوح مرت بعدة محطات، توقعت استشهاده وكنت أخشى على اطفالي المعاقين يتم الاب، لكن كلماته ما زالت ترن في مخيلتي، عندما أوصاني بحب الوطن وضرورة الدفاع عنه بكل غال ونفيس، واخبرني ذات مرة ان الموت ليس نهاية المطاف، فنزوحنا بالنسبة له كان أشد فتكا من الموت بعد تخلينا عن حياتنا وذكرياتنا وكل ما نملك بسبب داعش، الم فراقه يؤلمني، لكن عزائي في انه ضحى بحياته من أجل الوطن وابنائنا لنعود ثانية الى ارضنا المحتلة". وصية دفن وصية الانسان قبل الموت واجبة التنفيذ، وكانت خير وصية أسهمت في خلق حالة عجيبة بمدينة قامت بالعجب وصارت مثالا على وحدة العراقيين التي سعى الساسة الى هدم أركانها، كما يرى والد الراحل خالد العبيدي. ويقول العبيدي، في حديث الى (المدى برس)، إن "لي خمسة أبناء اجبرتنا سيطرة (داعش)، على مدينتنا الرمادي، لتركها والبحث عن منطقة آمنة نحيا فيها بسلام بعد خسارتنا كل شيء امتلكناه بحياتنا في لحظة واحدة، وعندما جاء نبأ استشهاد وليد، فكرت في كيفية ايصاله الى مقبرة السنّة في الرمادي، مع الأوضاع التي تشهدها المدينة هناك والحرب الدائرة بين اخوة وليد وزملائه في القوات المسلحة والحشد ضد (داعش)". ويتابع أبو وليد، أن "زوجتي أبلغتني بوصية ولدي قبل التحاقه، ورغبته بأن يدفن مع اخوته الشهداء في مقبرة وادي السلام بمدينة النجف، فوليد تطوع للقتال بعد أن شارك بتشييع عدد من الشهداء أبناء القضاء"، موضحا أن "الم فراق ولدي الذي ترك أربعة أطفال بينهم معاقان اثنان، تبدد مع لحظة تجمع الناس حول منزلنا لاستقبال جثمانه، وتشييعه بأهازيج وكأنه ولدهم وأخوهم وابوهم، في مشهد تقشعر له الابدان، خاصة عند وصولنا الى مدينة النجف واستقبال ممثلي السيد السيستاني لنا وصلاتهم على جنازة ولدي وذهابهم معنا الى مثواه الأخير لدفنه مع الشهداء". شهيدان وإيثار الايثار تجسد في حرب العراقيين مع (داعش)، فوصل الأمر الى ترك أب شيعي لجنازة ولده "الشهيد"، ويأتي الى تشييع وليد ابن الانبار السني، ليكون غاية الايثار ولا يدرس عبر الأزمنة عن معاني الوحدة بين أبناء الشعب العراقي، كما يرى قائممقام قضاء عفك، ماجد المنذور. ويقول المنذور، في حديث الى (المدى برس)، إن "أبناء قضاء عفك أثبتوا للعالم أجمع من خلال مواقفهم الوطنية، اننا شعب واحد، يتألمون لجرح الرمادي وابنائها الغيارى، فبالأمس تسلمنا جنازتين، واحدة لشيعي من أبناء القضاء وضعت في حسينية (راية العباس)، والأخرى لوليد النازح السني من الرمادي مع اسرته التي وضعت في حسينية (الزهراء)، فتركت أسرة الشهيد الأول جنازة ولدهم في الحسينية، ووقفوا مع عائلة وليد وشاركوهم التشييع المهيب، والدفن ووقفوا معهم وكأنهم أهل المصاب حتى انتهى مجلس العزاء، عندها عادوا الى تأبين ولدهم". ويلفت المنذور، الى أن "هذا الموقف هو رسالة من أهالي الجنوب والفرات الأوسط والديوانية وقضاء عفك، الى (داعش)، كتبنا فيها ان العراق ارضا وشعبا وجدا واحد، ولن تنجح قوى الدنيا بتجزئته وتفريق أبنائه تحت عناوين طائفية لا وجود لها الا في عقول من لا يعرفون العراقيين". طائفية فيما يرى شيخ عشيرة العبيدي في الديوانية، خالد العبيدي، إن "اهزوجة (اخوان سنة وشيعة وهذا البلد ما نبيعه)، لم تكن مجرد اهزوجة لتندثر بين ركام التشهير والتسقيط السياسي، بقدر ما هي مشاعر جميع العراقيين من الشمال الى الجنوب، فالروابط بين مكونات الشعب العراقي عشائرية او دينية لا تقتصر عند تلك المسميات بقدر ما هي امتداد لتاريخنا الذين صنعناه معا كما هو حالنا سنة وشيعة مسلمين ومسيحيين وصابئة مندائيين، فالدين لله والوطن للجميع". يذكر أن تنظيم (داعش) يسيطر على أهم وأبرز مدن الأنبار منذ عام تقريباً على الأحداث والمعارك والمواجهات بين القوات الأمنية والعشائرية ومن أبرز المناطق التي هي تحت سيطرة التنظيم هي الفلوجة والقائم الحدودية بين العراق وسوريا وهيت وراوة ونواح أخرى منها كرمة الفلوجة القريبة من حدود العاصمة بغداد.
أقرأ ايضاً
- أب يقتل ولده وسط البصرة
- اندلاع حريق في مركز ترفيهي وسط كربلاء
- الداخلية: عملية شراء السلاح تسير بشكل جيد وسط إقبال من المواطنين